ذكر نهب الكرج  بيلقان   
في هذه السنة ، في شهر رمضان ، سار الكرج  من بلادهم إلى بلاد أران  وقصدوا مدينة بيلقان  ، وكان التتر  قد خربوها ، ونهبوها كما ذكرناه قبل ، فلما سار التتر  إلى بلاد قفجاق  عاد من سلم من أهلها إليها ، وعمروا ما أمكنهم عمارته من سورها . 
فبينما هم كذلك إذ أتاهم الكرج  ودخلوا البلد وملكوه . وكان المسلمون في تلك البلاد ألفوا من الكرج  ، أنهم إذا ظفروا ببلد صانعوه بشيء من المال فيعودون عنهم ، فكانوا أحسن الأعداء مقدرة ، فلما كانت هذه الدفعة ظن المسلمون أنهم   [ ص: 376 ] يفعلون مثل ما تقدم ، فلم يبالغوا في الامتناع منهم ، ولا هربوا من بين أيدهم ، فلما ملك الكرج  المدينة وضعوا السيف في أهلها ، وفعلوا من القتل والنهب أكثر مما فعل بهم التتر    . 
هذا جميعه يجري ، وصاحب بلاد أذربيجان  أوزبك ابن البهلوان  بمدينة تبريز  ، ولا يتحرك في صلاح ، ولا يتجه لخير بل قد قنع بالأكل وإدمان الشرب والفساد ، فقبحه الله ، ويسر للمسلمين من يقوم بنصرهم وحفظ بلادهم بمحمد وآله . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					