ذكر وصول طائفة من التتر  إلى إربل  ودقوقا     . 
في هذه السنة في ذي الحجة ، وصل طائفة من التتر  من أذربيجان  إلى أعمال إربل  ، فقتلوا من على طريقهم من التركمان الإيوانية  والأكراد الجوزقان  وغيرهم إلى أن دخلوا بلد إربل  ، فنهبوا القرى ، وقتلوا من ظفروا به من أهل تلك الأعمال ، وعملوا الأعمال الشنيعة التي لم يسمع بمثلها من غيرهم . 
وبرز  مظفر الدين  صاحب إربل  في عساكره ، واستمد عساكر الموصل  فساروا إليه ، فلما بلغه عود التتر  إلى أذربيجان  ، أقام في بلاده [ ولم يتبعهم ] ، فوصلوا إلى بلد الكرخيني  ، وبلد دقوقا  ، وغير ذلك ، وعادوا سالمين لم يذعرهم أحد ، ولا وقف في وجوههم فارس . 
وهذه مصائب وحوادث لم ير الناس من قديم الزمان وحديثه ما يقاربها ، فالله - سبحانه وتعالى - يلطف بالمسلمين ويرحمهم ، ويرد هذا العدو عنهم ، وخرجت هذه السنة ولم نتحقق  لجلال الدين  خبرا ، ولا نعلم هل قتل أو اختفى ، لم يظهر نفسه خوفا من التتر  ، أو فارق البلاد إلى غيرها ، والله أعلم . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					