ذكر بهرسير  وهي المدينة العتيقة وهي المدائن الدنيا من الغرب 
ثم إن  سعدا  قدم  زهرة  إلى بهرسير  فمضى في المقدمات ، فتلقاه  شيرازاد  دهقان ساباط بالصلح ، فأرسله إلى  سعد  ، فصالحه على تأدية الجزية . 
ولقي  زهرة  كتيبة بنت   كسرى  التي تدعى بوران  ، وكانوا يحلفون كل يوم أن لا يزول ملك فارس  ما عشنا ، فهزمهم وقتل   هاشم بن عتبة     - وهو ابن أخي  سعد     - المقرط - وهو   [ ص: 336 ] أسد كان  لكسرى  قد ألفه ، فقبل  سعد  رأس  هاشم  ، وقبل  هاشم  قدم  سعد  ، وأرسله  سعد  في المقدمة إلى بهرسير  ، فنزل إلى المظلم ، وقرأ : أولم تكونوا أقسمتم من قبل ما لكم من زوال    ; ثم ارتحل فنزل على بهرسير  ، ووصلها  سعد  والمسلمون فرأوا الإيوان  ، فقال  ضرار بن الخطاب     : الله أكبر ! أبيض   كسرى     ! هذا ما وعد الله ورسوله . وكبر وكبر الناس معه ، فكانوا كلما وصلت طائفة كبروا ، ثم نزلوا على المدينة ، وكان نزولهم عليها في ذي الحجة . 
وحج بالناس في هذه السنة   عمر بن الخطاب     . وكان عامله فيها على مكة  عتاب بن أسيد  في القول ، وعلى الطائف   يعلى بن منية  ، وعلى اليمامة  والبحرين   عثمان بن أبي العاص  ، وعلى عمان  حذيفة بن محصن  ، وعلى الشام   أبو عبيدة بن الجراح  ، وعلى الكوفة  وأرضها   سعد بن أبي وقاص  ، وعلى البصرة   المغيرة بن شعبة     . 
  [ الوفيات ] 
وفيها مات   سعد بن عبادة الأنصاري   ، وقيل : توفي في خلافة  أبي بكر     . 
 ونوفل بن الحارث بن عبد المطلب  ، وكان أسن من أسلم من بني هاشم    . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					