( وأدب اجتهادا ) أي بما يراه الحاكم ( في ) قول ظالم كعشار طلب أخذ شيء ظلما فقال له المظلوم إن أخذت مني شكوتك للنبي ( أد واشك للنبي ) ولا يقتل بخلاف لو قال : إن سألت أو جهلت فقد سأل النبي أو جهل أو قال لا أبالي بالنبي فيقتل ( أو ) قوله ( لو سبني ملك ) أو نبي ( لسببته ) فيؤدب بالاجتهاد لأنه لم يقع منه سب وإنما علقه على شيء لم يقع ( أو ) قوله : ( يا ابن ألف كلب أو خنزير ) فيؤدب اجتهادا ; لأنه لم يقصد دخول نبي في نسبه ، وإن كان لفظه لا يخلو من دخول نبي ( أو عير بالفقر فقال ) لمن عيره به ( تعيرني به والنبي قد رعى الغنم ) ما لم يقله تنقيصا وإلا قتل ( أو قال لغضبان كأنه وجه منكر أو مالك ) خازن النار فيؤدب اجتهادا ; لأنه جرى مجرى التحقير لمخاطبه ، وليس فيه تصريح بسب الملك وكذا دخل علينا كأنه عزرائيل ( أو استشهد ببعض ) شيء ( جائر عليه ) أي على النبي صلى الله عليه وسلم ( في الدنيا ) من حيث النوع البشري حال كون ذلك الشيء المستشهد به ( حجة له ) أي لذلك القائل ( أو لغيره ) ولم يرد تنقيصا ولا عيبا ولا تأسيا بل ليرفع نفسه من لحوق النقص كقوله : إن قيل في المكروه فقد قيل في النبي أو إن أحببت النساء فقد كان النبي يحبهن ( أو ) ( شبه ) نفسه بالنبي ( لنقص لحقه لا على التأسي ) أي التسلي به صلى الله عليه وسلم ( كأن كذبت فقد كذبوا ) أو إن أوذيت فقد أوذوا أو لأصبرن على كذا كما صبروا ومسألة الحجة ومسألة التشبيه يرجعان لشيء واحد فإحداهما تغني عن الأخرى ولكنه أراد بيان أنه إن وقع منه شيء من ذلك أدب بالاجتهاد ، فإن قصد التأسي فلا أدب أو أراد التنقيص قتل [ ص: 312 ] وإن تاب .


