ثم قال تعالى : ( وندخلكم مدخلا كريما    ) وفيه مسألتان : 
المسألة الأولى : قرأ المفضل  عن عاصم    " يكفر ويدخلكم " بالياء في الحرفين على ضمير الغائب ، والباقون بالنون على استئناف الوعد ، وقرأ نافع    ( مدخلا ) بفتح الميم ، وفي الحج مثله ، والباقون بالضم ، ولم يختلفوا في ( مدخل صدق    ) بالضم . فبالفتح المراد موضع الدخول ، وبالضم المراد المصدر وهو الإدخال ، أي : ويدخلكم إدخالا كريما ، وصف الإدخال بالكرم بمعنى أن ذلك الإدخال يكون مقرونا بالكرم على خلاف من قال الله فيهم : ( الذين يحشرون على وجوههم إلى جهنم    ) [ الفرقان : 34 ] 
المسألة الثانية : أن مجرد الاجتناب عن الكبائر لا يوجب دخول الجنة ، بل لا بد معه من الطاعات  ، فالتقدير : إن أتيتم بجميع الواجبات ، واجتنبتم عن جميع الكبائر ، كفرنا عنكم بقية السيئات وأدخلناكم الجنة ، فهذا أحد ما يوجب الدخول في الجنة . ومن المعلوم أن عدم السبب الواحد لا يوجب عدم المسبب ، بل ههنا سبب آخر هو السبب الأصلي القوي ، وهو فضل الله وكرمه ورحمته ، كما قال : ( قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا    ) [ يونس : 58 ] والله أعلم . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					