( والذين ينفقون أموالهم رئاء الناس ولا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ومن يكن الشيطان له قرينا فساء قرينا    ) 
ثم قال تعالى : ( والذين ينفقون أموالهم رئاء الناس ولا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر  ومن يكن الشيطان له قرينا فساء قرينا    ) 
وفيه مسائل : 
المسألة الأولى : إن شئت عطفت " الذين " في هذه الآية على " الذين " في الآية التي قبلها ، وإن شئت جعلته في موضع خفض عطفا على قوله : ( للكافرين عذابا مهينا    ) . 
 [ ص: 81 ] المسألة الثانية : قال الواحدي    : نزلت في المنافقين ، وهو الوجه لذكر الرئاء ، وهو ضرب من النفاق . 
وقيل : نزلت في مشركي مكة  المنفقين على عداوة الرسول - صلى الله عليه وسلم - ، والأولى أن يقال : إنه تعالى لما أمر بالإحسان إلى أرباب الحاجات ، بين أن من لا يفعل ذلك قسمان : 
فالأول : هو البخيل الذي لا يقدم على إنفاق المال البتة ، وهم المذمومون في قوله : ( الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل    ) . 
والثاني : الذين ينفقون أموالهم ، لكن لا لغرض الطاعة ، بل لغرض الرياء والسمعة  ، فهذه الفرقة أيضا مذمومة ، ومتى بطل القول بهذين القسمين لم يبق إلا القسم الأول . وهو إنفاق الأموال لغرض الإحسان . 
ثم قال تعالى : ( ومن يكن الشيطان له قرينا فساء قرينا    ) . والمعنى : أن الشيطان قرين لأصحاب هذه الأفعال كقوله : ( ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين    ) [ الزخرف : 36 ] وبين تعالى أنه بئس القرين ، إذ كان يضله عن دار النعيم ويورده نار السعير ، وهو كقوله : ( ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ويتبع كل شيطان مريد  كتب عليه أنه من تولاه فأنه يضله ويهديه إلى عذاب السعير    ) [ الحج : 3 ] . 
ثم إنه تعالى عيرهم وبين سوء اختيارهم في ترك الإيمان . 
				
						
						
