المسألة الخامسة : قال  أبو علي الجبائي    : دلت الآية على أن أفعال العباد  غير مخلوقة لله تعالى لأن قوله   [ ص: 158 ] تعالى : ( ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا    ) يقتضي أن فعل العبد لا ينفك عن الاختلاف ، والاختلاف والتفاوت شيء واحد ، فإذا كان فعل العبد لا ينفك عن الاختلاف والتفاوت ، وفعل الله لا يوجد فيه التفاوت لقوله تعالى : ( ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت    ) [ الملك : 3 ] فهذا يقتضي أن فعل العبد لا يكون فعلا لله . 
والجواب أن قوله : ( ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت    ) [ الملك : 3 ] معناه نفي التفاوت في أنه يقع على وفق مشيئته بخلاف غيره ، فإن فعل غيره لا يقع على وفق مشيئته على الإطلاق . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					