[ ص: 3 ] ( سورة طه )
( سورة طه )
وهي مائة وثلاثون وخمس آيات .
بسم الله الرحمن الرحيم
(
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=1طه nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=2ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=3إلا تذكرة لمن يخشى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=4تنزيلا ممن خلق الأرض والسماوات العلا nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=5الرحمن على العرش استوى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=6له ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=7وإن تجهر بالقول فإنه يعلم السر وأخفى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=8الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى ) .
بسم الله الرحمن الرحيم
(
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=1طه nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=2ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=3إلا تذكرة لمن يخشى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=4تنزيلا ممن خلق الأرض والسماوات العلا nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=5الرحمن على العرش استوى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=6له ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=7وإن تجهر بالقول فإنه يعلم السر وأخفى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=8الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى ) .
اعلم أن
nindex.php?page=treesubj&link=34077_28900_28883_28991قوله ( nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=1طه ) فيه مسألتان :
المسألة الأولى : قرأ
أبو عمرو بفتح الطاء وكسر الهاء ، وقرأ
أهل المدينة بين الفتح والكسر ، وقرأ
ابن كثير وابن عامر بفتح الطاء والهاء ، وقرأ
حمزة والكسائي بكسر الطاء والهاء ، قال
الزجاج : وقرئ طه بفتح الطاء وسكون الهاء ، وكلها لغات . قال
الزجاج : من فتح الطاء والهاء فلأن ما قبل الألف مفتوح ، ومن كسر الطاء والهاء فأمال الكسرة ؛ لأن الحرف مقصور والمقصور يغلب عليه الإمالة إلى الكسرة .
المسألة الثانية : للمفسرين فيه قولان :
أحدهما : أنه من حروف التهجي ، والآخر أنه كلمة مفيدة ، أما على القول الأول فقد تقدم الكلام فيه في أول سورة البقرة ، والذي زادوه ههنا أمور :
أحدها : قال
الثعلبي : طا شجرة طوبى والهاء الهاوية فكأنه أقسم بالجنة والنار .
وثانيها : يحكى عن
nindex.php?page=showalam&ids=15639جعفر الصادق - عليه السلام - الطاء طهارة أهل البيت والهاء هدايتهم .
وثالثها : يا مطمع الشفاعة للأمة ويا هادي الخلق إلى الملة .
ورابعها : قال
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير :
[ ص: 4 ] هو افتتاح اسمه الطيب الطاهر الهادي .
وخامسها : الطاء من الطهارة والهاء من الهداية كأنه قيل يا طاهرا من الذنوب ، ويا هاديا إلى علام الغيوب .
وسادسها : الطاء طول القراء والهاء هيبتهم في قلوب الكفار ، قال الله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=151سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب ) [ آل عمران : 151 ] .
وسابعها : الطاء تسعة في الحساب والهاء خمسة تكون أربعة عشر ومعناه يا أيها البدر ، وقد عرفت فيما تقدم أن أمثال هذه الأقوال لا يجب أن يعتمد عليها .
القول الثاني : قول من قال : إنها كلمة مفيدة وعلى هذا القول ذكروا وجهين :
أحدهما : معناه يا رجل وهو مروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس والحسن nindex.php?page=showalam&ids=16879ومجاهد nindex.php?page=showalam&ids=15992وسعيد بن جبير وقتادة وعكرمة والكلبي - رضي الله عنهم - ثم قال
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير بلسان النبطية ، وقال
قتادة بلسان السريانية وقال
عكرمة بلسان الحبشة ، وقال
الكلبي بلغة
عك وأنشد
الكلبي لشاعرهم :
إن السفاهة طه في خلائقكم لا قدس الله أرواح الملاعين
وقد تكلم الناس على هذا القول من وجهين :
الأول : أنه بمعنى يا رجل في اللغة حمل عليه لكنه لا يجوز إن ثبت على هذا المعنى إلا في لغة العرب إذ القرآن بهذه اللغة نزل ، فيحتمل أن تكون لغة العرب في هذه اللفظة موافقة لسائر اللغات التي حكيناها ، فأما على غير هذا الوجه فلا يحتمل ولا يصح .
الثاني : قال صاحب " الكشاف " : إن كان طه في لغة
عك بمعنى يا رجل فلعلهم تصرفوا في يا هذا فقلبوا الياء طاء فقالوا طا ، واختصروا في هذا واقتصروا على ها فقوله طه بمعنى يا هذا ، واعترض بعضهم عليه وقالوا : لو كان كذلك لوجب أن يكتب أربعة أحرف طا ها .
وثانيهما : أنه - عليه السلام - كان يقوم في تهجده على إحدى رجليه فأمر أن يطأ الأرض بقدميه معا وكان الأصل طأ فقلبت همزته هاء كما قالوا هيا في إياك وهرقت في أرقت ، ويجوز أن يكون الأصل من وطئ على ترك الهمزة فيكون أصله طأ يا رجل ثم أثبت الهاء فيها للوقف والوجهان ذكرهما
الزجاج .
[ ص: 3 ] ( سُورَةُ طه )
( سُورَةُ طه )
وَهِيَ مِائَةٌ وَثَلَاثُونَ وَخَمْسُ آيَاتٍ .
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=1طه nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=2مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=3إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=4تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَا nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=5الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=6لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=7وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=8اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى ) .
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=1طه nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=2مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=3إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=4تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَا nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=5الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=6لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=7وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=8اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى ) .
اعْلَمْ أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=34077_28900_28883_28991قَوْلَهُ ( nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=1طه ) فِيهِ مَسْأَلَتَانِ :
الْمَسْأَلَةُ الْأُولَى : قَرَأَ
أَبُو عَمْرٍو بِفَتْحِ الطَّاءِ وَكَسْرِ الْهَاءِ ، وَقَرَأَ
أَهْلُ الْمَدِينَةِ بَيْنَ الْفَتْحِ وَالْكَسْرِ ، وَقَرَأَ
ابْنُ كَثِيرٍ وَابْنُ عَامِرٍ بِفَتْحِ الطَّاءِ وَالْهَاءِ ، وَقَرَأَ
حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ بِكَسْرِ الطَّاءِ وَالْهَاءِ ، قَالَ
الزَّجَّاجُ : وَقُرِئَ طه بِفَتْحِ الطَّاءِ وَسُكُونِ الْهَاءِ ، وَكُلُّهَا لُغَاتٌ . قَالَ
الزَّجَّاجُ : مَنْ فَتَحَ الطَّاءَ وَالْهَاءَ فَلِأَنَّ مَا قَبْلَ الْأَلِفِ مَفْتُوحٌ ، وَمَنْ كَسَرَ الطَّاءَ وَالْهَاءَ فَأَمَالَ الْكَسْرَةَ ؛ لِأَنَّ الْحَرْفَ مَقْصُورٌ وَالْمَقْصُورُ يَغْلِبُ عَلَيْهِ الْإِمَالَةُ إِلَى الْكَسْرَةِ .
الْمَسْأَلَةُ الثَّانِيَةُ : لِلْمُفَسِّرِينَ فِيهِ قَوْلَانِ :
أَحَدُهُمَا : أَنَّهُ مِنْ حُرُوفِ التَّهَجِّي ، وَالْآخَرُ أَنَّهُ كَلِمَةٌ مُفِيدَةٌ ، أَمَّا عَلَى الْقَوْلِ الْأَوَّلِ فَقَدْ تَقَدَّمَ الْكَلَامُ فِيهِ فِي أَوَّلِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ ، وَالَّذِي زَادُوهُ هَهُنَا أُمُورٌ :
أَحَدُهَا : قَالَ
الثَّعْلَبِيُّ : طَا شَجَرَةُ طُوبَى وَالْهَاءُ الْهَاوِيَةُ فَكَأَنَّهُ أَقْسَمَ بِالْجَنَّةِ وَالنَّارِ .
وَثَانِيهَا : يُحْكَى عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15639جَعْفَرٍ الصَّادِقِ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - الطَّاءُ طَهَارَةُ أَهْلِ الْبَيْتِ وَالْهَاءُ هِدَايَتُهُمْ .
وَثَالِثُهَا : يَا مَطْمَعَ الشَّفَاعَةِ لِلْأُمَّةِ وَيَا هَادِيَ الْخَلْقِ إِلَى الْمِلَّةِ .
وَرَابِعُهَا : قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ :
[ ص: 4 ] هُوَ افْتِتَاحُ اسْمِهِ الطَّيِّبِ الطَّاهِرِ الْهَادِي .
وَخَامِسُهَا : الطَّاءُ مِنَ الطَّهَارَةِ وَالْهَاءُ مِنَ الْهِدَايَةِ كَأَنَّهُ قِيلَ يَا طَاهِرًا مِنَ الذُّنُوبِ ، وَيَا هَادِيًا إِلَى عَلَّامِ الْغُيُوبِ .
وَسَادِسُهَا : الطَّاءُ طُولُ الْقُرَّاءِ وَالْهَاءُ هَيْبَتُهُمْ فِي قُلُوبِ الْكُفَّارِ ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=151سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ ) [ آلِ عِمْرَانَ : 151 ] .
وَسَابِعُهَا : الطَّاءُ تِسْعَةٌ فِي الْحِسَابِ وَالْهَاءُ خَمْسَةٌ تَكُونُ أَرْبَعَةَ عَشَرَ وَمَعْنَاهُ يَا أَيُّهَا الْبَدْرُ ، وَقَدْ عَرَفْتَ فِيمَا تَقَدَّمَ أَنَّ أَمْثَالَ هَذِهِ الْأَقْوَالِ لَا يَجِبُ أَنْ يُعْتَمَدَ عَلَيْهَا .
الْقَوْلُ الثَّانِي : قَوْلُ مَنْ قَالَ : إِنَّهَا كَلِمَةٌ مُفِيدَةٌ وَعَلَى هَذَا الْقَوْلِ ذَكَرُوا وَجْهَيْنِ :
أَحَدُهُمَا : مَعْنَاهُ يَا رَجُلُ وَهُوَ مَرْوِيٌّ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ وَالْحَسَنِ nindex.php?page=showalam&ids=16879وَمُجَاهِدٍ nindex.php?page=showalam&ids=15992وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَقَتَادَةَ وَعِكْرِمَةَ وَالْكَلْبِيِّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ - ثُمَّ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ بِلِسَانِ النَّبَطِيَّةِ ، وَقَالَ
قَتَادَةُ بِلِسَانِ السُّرْيَانِيَّةِ وَقَالَ
عِكْرِمَةُ بِلِسَانِ الْحَبَشَةِ ، وَقَالَ
الْكَلْبِيُّ بِلُغَةِ
عَكٍّ وَأَنْشَدَ
الْكَلْبِيُّ لِشَاعِرِهِمْ :
إِنَّ السَّفَاهَةَ طَهَ فِي خَلَائِقِكُمْ لَا قَدَّسَ اللَّهُ أَرْوَاحَ الْمَلَاعِينِ
وَقَدْ تَكَلَّمَ النَّاسُ عَلَى هَذَا الْقَوْلِ مِنْ وَجْهَيْنِ :
الْأَوَّلُ : أَنَّهُ بِمَعْنَى يَا رَجُلُ فِي اللُّغَةِ حُمِلَ عَلَيْهِ لَكِنَّهُ لَا يَجُوزُ إِنْ ثَبَتَ عَلَى هَذَا الْمَعْنَى إِلَّا فِي لُغَةِ الْعَرَبِ إِذِ الْقُرْآنُ بِهَذِهِ اللُّغَةِ نَزَلَ ، فَيَحْتَمِلُ أَنْ تَكُونَ لُغَةُ الْعَرَبِ فِي هَذِهِ اللَّفْظَةِ مُوَافِقَةً لِسَائِرِ اللُّغَاتِ الَّتِي حَكَيْنَاهَا ، فَأَمَّا عَلَى غَيْرِ هَذَا الْوَجْهِ فَلَا يَحْتَمِلُ وَلَا يَصِحُّ .
الثَّانِي : قَالَ صَاحِبُ " الْكَشَّافِ " : إِنْ كَانَ طَهَ فِي لُغَةِ
عَكٍّ بِمَعْنَى يَا رَجُلُ فَلَعَلَّهُمْ تَصَرَّفُوا فِي يَا هَذَا فَقَلَبُوا الْيَاءَ طَاءً فَقَالُوا طَا ، وَاخْتَصَرُوا فِي هَذَا وَاقْتَصَرُوا عَلَى هَا فَقَوْلُهُ طه بِمَعْنَى يَا هَذَا ، وَاعْتَرَضَ بَعْضُهُمْ عَلَيْهِ وَقَالُوا : لَوْ كَانَ كَذَلِكَ لَوَجَبَ أَنْ يُكْتَبَ أَرْبَعَةَ أَحْرُفٍ طَا هَا .
وَثَانِيهِمَا : أَنَّهُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - كَانَ يَقُومُ فِي تَهَجُّدِهِ عَلَى إِحْدَى رِجْلَيْهِ فَأُمِرَ أَنْ يَطَأَ الْأَرْضَ بِقَدَمَيْهِ مَعًا وَكَانَ الْأَصْلُ طَأْ فَقُلِبَتْ هَمْزَتُهُ هَاءً كَمَا قَالُوا هِيَّا فِي إِيَّاكَ وَهَرَقْتُ فِي أَرَقْتُ ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الْأَصْلُ مِنْ وَطِئَ عَلَى تَرْكِ الْهَمْزَةِ فَيَكُونَ أَصْلُهُ طَأْ يَا رَجُلُ ثُمَّ أَثْبَتَ الْهَاءَ فِيهَا لِلْوَقْفِ وَالْوَجْهَانِ ذَكَرَهُمَا
الزَّجَّاجُ .