(
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=59nindex.php?page=treesubj&link=28991_31913_33952قال موعدكم يوم الزينة وأن يحشر الناس ضحى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=60فتولى فرعون فجمع كيده ثم أتى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=61قال لهم موسى ويلكم لا تفتروا على الله كذبا فيسحتكم بعذاب وقد خاب من افترى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=62فتنازعوا أمرهم بينهم وأسروا النجوى ) .
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=59قال موعدكم يوم الزينة وأن يحشر الناس ضحى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=60فتولى فرعون فجمع كيده ثم أتى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=61قال لهم موسى ويلكم لا تفتروا على الله كذبا فيسحتكم بعذاب وقد خاب من افترى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=62فتنازعوا أمرهم بينهم وأسروا النجوى ) . اعلم أن في الآية مسائل :
المسألة الأولى : يحتمل أن قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=59قال موعدكم ) أن يكون من قول فرعون فبين الوقت ويحتمل أن يكون من قول
موسى عليه السلام ، قال القاضي :
والأول أظهر لأنه المطالب بالاجتماع دون
موسى عليه السلام ، وعندي الأظهر أنه من كلام
موسى عليه السلام لوجوه :
أحدها : أنه جواب لقول فرعون : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=58فاجعل بيننا وبينك موعدا ) .
وثانيها : وهو أن تعيين يوم الزينة يقتضي إطلاع الكل على ما سيقع فتعيينه إنما يليق بالمحق الذي يعرف أن اليد له لا المبطل الذي يعرف أنه ليس معه إلا التلبيس .
وثالثها : أن قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=59موعدكم ) خطاب للجمع فلو جعلناه من فرعون إلى
موسى وهارون لزم إما حمله على التعظيم وذلك لا يليق بحال فرعون معهما ، أو على أن أقل الجمع اثنان وهو غير جائز ، أما لو جعلناه من
موسى عليه السلام إلى فرعون وقومه استقام الكلام .
المسألة الثانية :
nindex.php?page=treesubj&link=28908 ( nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=59يوم الزينة ) قرأ بعضهم بضم الميم وقرأ الحسن بالنصب قال
الزجاج : إذا رفع فعلى خبر المبتدأ ، والمعنى وقت موعدكم يوم الزينة ، ومن نصب فعلى الظرف معناه موعدكم يقع يوم الزينة وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=59وأن يحشر الناس ضحى ) معناه موعدكم حشر الناس ضحى ، فموضع " أن " يكون رفعا ، ويجوز فيه الخفض عطفا على الزينة كأنه قال موعدكم يوم الزينة ويوم يحشر الناس ضحى ، فإن قيل : ألستم قلتم في تفسير قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=58فاجعل بيننا وبينك موعدا ) أن التقدير : اجعل مكان موعد لا نخلفه مكانا سوى فهذا كيف يطابقه الجواب بذكر الزمان ؟ قلنا هو مطابق معنى وإن لم يطابق لفظا لأنهم لا بد لهم من أن يجتمعوا يوم الزينة في مكان معين مشهود باجتماع الناس في ذلك اليوم ، فبذكر الزمان علم المكان .
المسألة الثالثة : ذكر المفسرون في يوم الزينة وجوها :
أحدها : أنه يوم عيد لهم يتزينون فيه .
وثانيها : قال مقاتل : يوم النيروز .
وثالثها : قال
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير : يوم سوق لهم .
ورابعها : قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : يوم عاشوراء ، وإنما قال " يحشر " فإنهم يجتمعون ذلك اليوم بأنفسهم من غير حاشر لهم ، وقرئ " وأن يحشر الناس " بالياء والتاء يريد : وأن تحشر الناس يا فرعون وأن يحشر اليوم ، ويجوز أن يكون فيه ضمير فرعون ذكره بلفظ الغيبة ، إما على العادة التي تخاطب بها الملوك أو خاطب القوم بقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=59موعدكم ) وجعل ضمير " يحشر " لفرعون وإنما أوعدهم ذلك اليوم ليكون علو كلمة الله تعالى وظهور دينه ، وكبت الكافر وزهوق الباطل على رءوس الأشهاد في المجمع العام ليكثر المحدث بذلك الأمر
[ ص: 64 ] العجيب في كل بدو وحضر ، ويشيع في جميع أهل الوبر والمدر ، قال القاضي : إنه عين اليوم بقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=59يوم الزينة ) ثم عين من اليوم وقتا معينا بقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=59وأن يحشر الناس ضحى ) أما
nindex.php?page=treesubj&link=31913_28991قوله : ( nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=60فتولى فرعون فجمع كيده ثم أتى ) فاعلم أن التولي قد يكون إعراضا وقد يكون انصرافا ، والظاهر ههنا أنه بمعنى الانصراف وهو مفارقته
موسى عليه السلام على الموعد الذي تواعدوا للاجتماع [ فيه ] ، قال مقاتل : فتولى أي أعرض وثبت على إعراضه عن الحق ودخل تحت قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=60فجمع كيده ) السحرة وسائر من يجتمع لذلك ويدخل فيه الآلات وسائر ما أوردته السحرة (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=60ثم أتى ) دخل تحته " أتى " الموضع بالسحرة وبالقوم وبالآلات ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس :
nindex.php?page=treesubj&link=33952كانوا اثنين وسبعين ساحرا مع كل واحد منهم حبل وعصا ، وقيل : كانوا أربعمائة ، وقيل أكثر من ذلك ، ثم ضربت لفرعون قبة فجلس فيها ينظر إليهم ، وكان طول القبة سبعين ذراعا ثم بين تعالى أن
موسى عليه السلام قدم قبل كل شيء الوعيد والتحذير مما قالوه وأقدموا عليه فقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=61ويلكم لا تفتروا على الله كذبا ) بأن تزعموا بأن الذي جئت به ليس بحق وأنه سحر فيمكنكم معارضتي ، قال
الزجاج : يجوز في انتصاب " ويلكم " أن يكون المعنى ألزمهم الله ويلا إن افتروا على الله كذبا ، ويجوز على النداء كقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=72ياويلتى أألد وأنا عجوز ) [ هود : 72 ] ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=52ياويلنا من بعثنا من مرقدنا ) [ يس : 52 ] وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=61فيسحتكم بعذاب ) أي يعذبكم عذابا مهلكا مستأصلا ، وقرأ
حمزة وعاصم والكسائي برفع الياء من الإسحات والباقون بفتحها من السحت ،
nindex.php?page=treesubj&link=34077والإسحات لغة أهل نجد وبني تميم ، والسحت لغة أهل الحجاز فكأنه تعالى قال : من افترى على الله كذبا حصل له أمران :
أحدهما : عذاب الاستئصال في الدنيا أو العذاب الشديد في الآخرة وهو المراد من قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=61فيسحتكم بعذاب ) .
والثاني : الخيبة والحرمان عن المقصود وهو المراد بقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=61وقد خاب من افترى ) ثم بين سبحانه وتعالى أنه لما قال
موسى عليه السلام ذلك أعرضوا عن قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=62فتنازعوا أمرهم بينهم ) وفي تنازعوا قولان :
أحدهما : تفاوضوا وتشاوروا ليستقروا على شيء واحد .
والثاني : قال مقاتل : اختلفوا فيما بينهم ثم قال بعضهم : دخل في التنازع فرعون وقومه ، ومنهم من يقول : بل هم السحرة وحدهم والكلام محتمل ، وليس في الظاهر ما يدل على الترجيح ، وذكروا في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=62وأسروا النجوى ) وجوها :
أحدها : أنهم أسروها من فرعون وعلى هذا التقدير فيه وجوه :
الأول : قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله عنهما إن نجواهم قالوا : إن غلبنا
موسى اتبعناه .
والثاني : قال
قتادة : إن كان ساحرا فسنغلبه ، وإن كان من السماء فله أمر .
الثالث : قال
وهب : لما قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=61ويلكم ) الآية ، قالوا ما هذا بقول ساحر .
القول الثاني : أنهم أسروا النجوى من
موسى وفرعون ونجواهم هو قولهم : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=63إن هذان لساحران يريدان أن يخرجاكم من أرضكم ) وهو قول
السدي .
الوجه الثالث : أنهم أسروا النجوى من
موسى وهارون ومن فرعون وقومه أيضا ، وكان نجواهم أنهم كيف يجب تدبير أمر الحبال والعصي ، وعلى أي وجه يجب إظهارها فيكون أوقع في القلوب وأظهر للعيوب وهو قول
الضحاك .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=59nindex.php?page=treesubj&link=28991_31913_33952قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=60فَتَوَلَّى فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ كَيْدَهُ ثُمَّ أَتَى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=61قَالَ لَهُمْ مُوسَى وَيْلَكُمْ لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=62فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى ) .
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=59قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=60فَتَوَلَّى فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ كَيْدَهُ ثُمَّ أَتَى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=61قَالَ لَهُمْ مُوسَى وَيْلَكُمْ لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=62فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى ) . اعْلَمْ أَنَّ فِي الْآيَةِ مَسَائِلُ :
الْمَسْأَلَةُ الْأُولَى : يُحْتَمَلُ أَنَّ قَوْلَهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=59قَالَ مَوْعِدُكُمْ ) أَنْ يَكُونَ مِنْ قَوْلِ فِرْعَوْنَ فَبَيَّنَ الْوَقْتَ وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ مِنْ قَوْلِ
مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ ، قَالَ الْقَاضِي :
وَالْأَوَّلُ أَظْهَرُ لِأَنَّهُ الْمُطَالِبُ بِالِاجْتِمَاعِ دُونَ
مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ ، وَعِنْدِي الْأَظْهَرُ أَنَّهُ مِنْ كَلَامِ
مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ لِوُجُوهٍ :
أَحَدُهَا : أَنَّهُ جَوَابٌ لِقَوْلِ فِرْعَوْنَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=58فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِدًا ) .
وَثَانِيهَا : وَهُوَ أَنَّ تَعْيِينَ يَوْمِ الزِّينَةِ يَقْتَضِي إِطْلَاعَ الْكُلِّ عَلَى مَا سَيَقَعُ فَتَعْيِينُهُ إِنَّمَا يَلِيقُ بِالْمُحِقِّ الَّذِي يَعْرِفُ أَنَّ الْيَدَ لَهُ لَا الْمُبْطِلُ الَّذِي يَعْرِفُ أَنَّهُ لَيْسَ مَعَهُ إِلَّا التَّلْبِيسُ .
وَثَالِثُهَا : أَنَّ قَوْلَهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=59مَوْعِدُكُمْ ) خِطَابٌ لِلْجَمْعِ فَلَوْ جَعَلْنَاهُ مِنْ فِرْعَوْنَ إِلَى
مُوسَى وَهَارُونَ لَزِمَ إِمَّا حَمْلُهُ عَلَى التَّعْظِيمِ وَذَلِكَ لَا يَلِيقُ بِحَالِ فِرْعَوْنَ مَعَهُمَا ، أَوْ عَلَى أَنَّ أَقَلَّ الْجَمْعِ اثْنَانِ وَهُوَ غَيْرُ جَائِزٍ ، أَمَّا لَوْ جَعَلْنَاهُ مِنْ
مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ إِلَى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ اسْتَقَامَ الْكَلَامُ .
الْمَسْأَلَةُ الثَّانِيَةُ :
nindex.php?page=treesubj&link=28908 ( nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=59يَوْمُ الزِّينَةِ ) قَرَأَ بَعْضُهُمْ بِضَمِّ الْمِيمِ وَقَرَأَ الْحَسَنُ بِالنَّصْبِ قَالَ
الزَّجَّاجُ : إِذَا رُفِعَ فَعَلَى خَبَرِ الْمُبْتَدَأِ ، وَالْمَعْنَى وَقْتُ مَوْعِدِكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ ، وَمَنْ نَصَبَ فَعَلَى الظَّرْفِ مَعْنَاهُ مَوْعِدُكُمْ يَقَعُ يَوْمَ الزِّينَةِ وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=59وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى ) مَعْنَاهُ مَوْعِدُكُمْ حَشْرُ النَّاسِ ضُحًى ، فَمَوْضِعُ " أَنْ " يَكُونُ رَفْعًا ، وَيَجُوزُ فِيهِ الْخَفْضُ عَطْفًا عَلَى الزِّينَةِ كَأَنَّهُ قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمَ الزِّينَةِ وَيَوْمَ يُحْشَرُ النَّاسِ ضُحًى ، فَإِنْ قِيلَ : أَلَسْتُمْ قُلْتُمْ فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=58فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِدًا ) أَنَّ التَّقْدِيرَ : اجْعَلْ مَكَانَ مَوْعِدٍ لَا نُخْلِفُهُ مَكَانًا سُوًى فَهَذَا كَيْفَ يُطَابِقُهُ الْجَوَابُ بِذِكْرِ الزَّمَانِ ؟ قُلْنَا هُوَ مُطَابِقُ مَعْنًى وَإِنْ لَمْ يُطَابِقْ لَفْظًا لِأَنَّهُمْ لَا بُدَّ لَهُمْ مِنْ أَنْ يَجْتَمِعُوا يَوْمَ الزِّينَةِ فِي مَكَانٍ مُعَيَّنٍ مَشْهُودٍ بِاجْتِمَاعِ النَّاسِ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ ، فَبِذِكْرِ الزَّمَانِ عُلِمَ الْمَكَانُ .
الْمَسْأَلَةُ الثَّالِثَةُ : ذَكَرَ الْمُفَسِّرُونَ فِي يَوْمِ الزِّينَةِ وُجُوهًا :
أَحَدُهَا : أَنَّهُ يَوْمُ عِيدٍ لَهُمْ يَتَزَيَّنُونَ فِيهِ .
وَثَانِيهَا : قَالَ مُقَاتِلٌ : يَوْمُ النَّيْرُوزِ .
وَثَالِثُهَا : قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ : يَوْمُ سُوقٍ لَهُمْ .
وَرَابِعُهَا : قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : يَوْمُ عَاشُورَاءَ ، وَإِنَّمَا قَالَ " يُحْشَرَ " فَإِنَّهُمْ يَجْتَمِعُونَ ذَلِكَ الْيَوْمَ بِأَنْفُسِهِمْ مِنْ غَيْرِ حَاشِرٍ لَهُمْ ، وَقُرِئَ " وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ " بِالْيَاءِ وَالتَّاءِ يُرِيدُ : وَأَنْ تَحْشُرَ النَّاسَ يَا فِرْعَوْنُ وَأَنْ يَحْشُرَ الْيَوْمَ ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ فِيهِ ضَمِيرُ فِرْعَوْنَ ذَكَرَهُ بِلَفْظِ الْغَيْبَةِ ، إِمَّا عَلَى الْعَادَةِ الَّتِي تُخَاطَبُ بِهَا الْمُلُوكُ أَوْ خَاطَبَ الْقَوْمَ بِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=59مَوْعِدُكُمْ ) وَجَعَلَ ضَمِيرَ " يُحْشَرَ " لِفِرْعَوْنَ وَإِنَّمَا أَوْعَدَهُمْ ذَلِكَ الْيَوْمَ لِيَكُونَ عُلُوُّ كَلِمَةِ اللَّهِ تَعَالَى وَظُهُورُ دِينِهِ ، وَكَبْتُ الْكَافِرِ وَزَهُوقُ الْبَاطِلِ عَلَى رُءُوسِ الْأَشْهَادِ فِي الْمَجْمَعِ الْعَامِّ لِيَكْثُرَ الْمُحَدِّثُ بِذَلِكَ الْأَمْرِ
[ ص: 64 ] الْعَجِيبِ فِي كُلِّ بَدْوٍ وَحَضَرٍ ، وَيَشِيعَ فِي جَمِيعِ أَهْلِ الْوَبَرِ وَالْمَدَرِ ، قَالَ الْقَاضِي : إِنَّهُ عَيَّنَ الْيَوْمَ بِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=59يَوْمُ الزِّينَةِ ) ثُمَّ عَيَّنَ مِنَ الْيَوْمِ وَقْتًا مُعَيَّنًا بِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=59وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى ) أَمَّا
nindex.php?page=treesubj&link=31913_28991قَوْلُهُ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=60فَتَوَلَّى فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ كَيْدَهُ ثُمَّ أَتَى ) فَاعْلَمْ أَنَّ التَّوَلِّيَ قَدْ يَكُونُ إِعْرَاضًا وَقَدْ يَكُونُ انْصِرَافًا ، وَالظَّاهِرُ هَهُنَا أَنَّهُ بِمَعْنَى الِانْصِرَافِ وَهُوَ مُفَارَقَتُهُ
مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ عَلَى الْمَوْعِدِ الَّذِي تَوَاعَدُوا لِلِاجْتِمَاعِ [ فِيهِ ] ، قَالَ مُقَاتِلٌ : فَتَوَلَّى أَيْ أَعْرَضَ وَثَبَتَ عَلَى إِعْرَاضِهِ عَنِ الْحَقِّ وَدَخَلَ تَحْتَ قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=60فَجَمَعَ كَيْدَهُ ) السَّحَرَةُ وَسَائِرُ مَنْ يَجْتَمِعُ لِذَلِكَ وَيَدْخُلُ فِيهِ الْآلَاتُ وَسَائِرُ مَا أَوْرَدَتْهُ السَّحَرَةُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=60ثُمَّ أَتَى ) دَخَلَ تَحْتَهُ " أَتَى " الْمَوْضِعَ بِالسَّحَرَةِ وَبِالْقَوْمِ وَبِالْآلَاتِ ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ :
nindex.php?page=treesubj&link=33952كَانُوا اثْنَيْنِ وَسَبْعِينَ سَاحِرًا مَعَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ حَبْلٌ وَعَصَا ، وَقِيلَ : كَانُوا أَرْبَعَمِائَةٍ ، وَقِيلَ أَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ ، ثُمَّ ضُرِبَتْ لِفِرْعَوْنَ قُبَّةٌ فَجَلَسَ فِيهَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ ، وَكَانَ طُولُ الْقُبَّةِ سَبْعِينَ ذِرَاعًا ثُمَّ بَيَّنَ تَعَالَى أَنَّ
مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ قَدَّمَ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ الْوَعِيدَ وَالتَّحْذِيرَ مِمَّا قَالُوهُ وَأَقْدَمُوا عَلَيْهِ فَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=61وَيْلَكُمْ لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا ) بِأَنْ تَزْعُمُوا بِأَنَّ الَّذِي جِئْتُ بِهِ لَيْسَ بِحَقٍّ وَأَنَّهُ سِحْرٌ فَيُمْكِنُكُمْ مُعَارَضَتِي ، قَالَ
الزَّجَّاجُ : يَجُوزُ فِي انْتِصَابِ " وَيْلَكُمْ " أَنْ يَكُونَ الْمَعْنَى أَلْزَمَهُمُ اللَّهُ وَيْلًا إِنِ افْتَرَوْا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا ، وَيَجُوزُ عَلَى النِّدَاءِ كَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=72يَاوَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ ) [ هُودٍ : 72 ] ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=52يَاوَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا ) [ يس : 52 ] وَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=61فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ ) أَيْ يُعَذِّبَكُمْ عَذَابًا مُهْلِكًا مُسْتَأْصِلًا ، وَقَرَأَ
حَمْزَةُ وَعَاصِمٌ وَالْكِسَائِيُّ بِرَفْعِ الْيَاءِ مِنَ الْإِسْحَاتِ وَالْبَاقُونَ بِفَتْحِهَا مِنَ السُّحْتِ ،
nindex.php?page=treesubj&link=34077وَالْإِسْحَاتُ لُغَةُ أَهْلِ نَجْدٍ وَبَنِي تَمِيمٍ ، وَالسُّحْتُ لُغَةُ أَهْلِ الْحِجَازِ فَكَأَنَّهُ تَعَالَى قَالَ : مَنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا حَصَلَ لَهُ أَمْرَانِ :
أَحَدُهُمَا : عَذَابُ الِاسْتِئْصَالِ فِي الدُّنْيَا أَوِ الْعَذَابُ الشَّدِيدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْمُرَادُ مِنْ قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=61فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ ) .
وَالثَّانِي : الْخَيْبَةُ وَالْحِرْمَانُ عَنِ الْمَقْصُودِ وَهُوَ الْمُرَادُ بِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=61وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى ) ثُمَّ بَيَّنَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أَنَّهُ لَمَّا قَالَ
مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ ذَلِكَ أَعْرَضُوا عَنْ قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=62فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ ) وَفِي تَنَازَعُوا قَوْلَانِ :
أَحَدُهُمَا : تَفَاوَضُوا وَتَشَاوَرُوا لِيَسْتَقِرُّوا عَلَى شَيْءٍ وَاحِدٍ .
وَالثَّانِي : قَالَ مُقَاتِلٌ : اخْتَلَفُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ ثُمَّ قَالَ بَعْضُهُمْ : دَخَلَ فِي التَّنَازُعِ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ : بَلْ هُمُ السَّحَرَةُ وَحْدَهُمْ وَالْكَلَامُ مُحْتَمَلٌ ، وَلَيْسَ فِي الظَّاهِرِ مَا يَدُلُّ عَلَى التَّرْجِيحِ ، وَذَكَرُوا فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=62وَأَسَرُّوا النَّجْوَى ) وُجُوهًا :
أَحَدُهَا : أَنَّهُمْ أَسَرُّوهَا مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَلَى هَذَا التَّقْدِيرِ فِيهِ وُجُوهٌ :
الْأَوَّلُ : قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا إِنَّ نَجْوَاهُمْ قَالُوا : إِنْ غَلَبَنَا
مُوسَى اتَّبَعْنَاهُ .
وَالثَّانِي : قَالَ
قَتَادَةُ : إِنْ كَانَ سَاحِرًا فَسَنَغْلِبُهُ ، وَإِنْ كَانَ مِنَ السَّمَاءِ فَلَهُ أَمْرٌ .
الثَّالِثُ : قَالَ
وَهْبٌ : لَمَّا قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=61وَيْلَكُمْ ) الْآيَةَ ، قَالُوا مَا هَذَا بِقَوْلِ سَاحِرٍ .
الْقَوْلُ الثَّانِي : أَنَّهُمْ أَسَرُّوا النَّجْوَى مِنْ
مُوسَى وَفِرْعَوْنَ وَنَجْوَاهُمْ هُوَ قَوْلُهُمْ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=63إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَنْ يُخْرِجَاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ ) وَهُوَ قَوْلُ
السُّدِّيِّ .
الْوَجْهُ الثَّالِثُ : أَنَّهُمْ أَسَرُّوا النَّجْوَى مِنْ
مُوسَى وَهَارُونَ وَمِنْ فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ أَيْضًا ، وَكَانَ نَجْوَاهُمْ أَنَّهُمْ كَيْفَ يَجِبُ تَدْبِيرُ أَمْرِ الْحِبَالِ وَالْعِصِيِّ ، وَعَلَى أَيِّ وَجْهٍ يَجِبُ إِظْهَارُهَا فَيَكُونُ أَوْقَعَ فِي الْقُلُوبِ وَأَظْهَرَ لِلْعُيُوبِ وَهُوَ قَوْلُ
الضَّحَّاكِ .