(
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=16وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما لاعبين nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=17لو أردنا أن نتخذ لهوا لاتخذناه من لدنا إن كنا فاعلين nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=18بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون )
: (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=16وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما لاعبين nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=17لو أردنا أن نتخذ لهوا لاتخذناه من لدنا إن كنا فاعلين nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=18بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون ) اعلم أن فيه مسائل :
المسألة الأولى : في تعلق هذه الآية بما قبلها وجهان : الأول : أنه تعالى لما بين إهلاك أهل القرية لأجل تكذيبهم أتبعه بما يدل على أنه فعل ذلك عدلا منه ومجازاة على ما فعلوا فقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=16وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما لاعبين ) أي وما سوينا هذا السقف المرفوع وهذا المهاد الموضوع وما بينهما من العجائب والغرائب كما تسوي الجبابرة سقوفهم وفرشهم للهو واللعب ، وإنما سويناهم
nindex.php?page=treesubj&link=31756_19785_19787_30455لفوائد دينية ودنيوية ؛ أما الدينية فليتفكر المتفكرون فيها على ما قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=191ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ) [آل عمران : 191] ، وأما الدنيوية فلما يتعلق بها من المنافع التي لا تعد ولا تحصى وهذا كقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=27وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلا ) [ص : 27] وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=39ما خلقناهما إلا بالحق ) [الدخان : 39] . والثاني : أن الغرض منه تقرير نبوة
محمد صلى الله عليه وسلم والرد على منكريه لأنه أظهر المعجزة عليه ، فإن كان
محمد كاذبا كان إظهار المعجزة عليه من باب اللعب وذلك منفي عنه ، وإن كان صادقا فهو المطلوب ، وحينئذ يفسد كل ما ذكروه من المطاعن .
المسألة الثانية : قال
nindex.php?page=showalam&ids=14959القاضي عبد الجبار : دلت الآية على أن اللعب ليس من قبله تعالى ، إذ لو كان كذلك لكان لاعبا ، فإن اللاعب في اللغة اسم لفاعل اللعب ، فنفي الاسم الموضوع للفعل يقتضي نفي الفعل . والجواب : يبطل ذلك بمسألة الداعي على ما مر غير مرة ، أما قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=17nindex.php?page=treesubj&link=28992_29705لو أردنا أن نتخذ لهوا لاتخذناه من لدنا إن كنا فاعلين ) فاعلم أن قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=17لاتخذناه من لدنا ) معناه من جهة قدرتنا ، وقيل : اللهو الولد بلغة
اليمن وقيل : المرأة وقيل : من لدنا أي من الملائكة لا من الإنس ردا لمن قال بولادة المسيح
وعزير ، فأما قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=18nindex.php?page=treesubj&link=32025_28992بل نقذف بالحق على الباطل ) فاعلم أن قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=18بل ) إضراب عن اتخاذ اللهو واللعب وتنزيه منه لذاته كأنه قال : سبحاننا
[ ص: 128 ] أن نتخذ اللهو واللعب بل من عادتنا وموجب حكمتنا أن نغلب اللعب بالجد وندحض الباطل بالحق ، واستعار لذلك القذف والدمغ تصويرا لإبطاله فجعله كأنه جرم صلب كالصخرة مثلا قذف به على جرم رخو فدمغه ، فأما قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=18ولكم الويل مما تصفون ) يعني
nindex.php?page=treesubj&link=30525_30532_30539من تمسك بتكذيب الرسول صلى الله عليه وسلم ونسب القرآن إلى أنه سحر وأضغاث أحلام إلى غير ذلك من الأباطيل ، وهو الذي عناه بقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=18مما تصفون ) .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=16وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=17لَوْ أَرَدْنَا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْوًا لَاتَّخَذْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا إِنْ كُنَّا فَاعِلِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=18بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ )
: (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=16وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=17لَوْ أَرَدْنَا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْوًا لَاتَّخَذْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا إِنْ كُنَّا فَاعِلِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=18بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ ) اعْلَمْ أَنَّ فِيهِ مَسَائِلَ :
الْمَسْأَلَةُ الْأُولَى : فِي تَعَلُّقِ هَذِهِ الْآيَةِ بِمَا قَبْلَهَا وَجْهَانِ : الْأَوَّلُ : أَنَّهُ تَعَالَى لَمَّا بَيَّنَ إِهْلَاكَ أَهْلِ الْقَرْيَةِ لِأَجْلِ تَكْذِيبِهِمْ أَتْبَعَهُ بِمَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ فَعَلَ ذَلِكَ عَدْلًا مِنْهُ وَمُجَازَاةً عَلَى مَا فَعَلُوا فَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=16وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ ) أَيْ وَمَا سَوَّيْنَا هَذَا السَّقْفَ الْمَرْفُوعَ وَهَذَا الْمِهَادَ الْمَوْضُوعَ وَمَا بَيْنَهُمَا مِنَ الْعَجَائِبِ وَالْغَرَائِبِ كَمَا تُسَوِّي الْجَبَابِرَةُ سُقُوفَهُمْ وَفُرُشَهُمْ لِلَّهْوِ وَاللَّعِبِ ، وَإِنَّمَا سَوَّيْنَاهُمْ
nindex.php?page=treesubj&link=31756_19785_19787_30455لِفَوَائِدَ دِينِيَّةٍ وَدُنْيَوِيَّةٍ ؛ أَمَّا الدِّينِيَّةُ فَلْيَتَفَكَّرِ الْمُتَفَكِّرُونَ فِيهَا عَلَى مَا قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=191وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ) [آلِ عِمْرَانَ : 191] ، وَأَمَّا الدُّنْيَوِيَّةُ فَلِمَا يَتَعَلَّقُ بِهَا مِنَ الْمَنَافِعِ الَّتِي لَا تُعَدُّ وَلَا تُحْصَى وَهَذَا كَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=27وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ) [ص : 27] وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=39مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ ) [الدُّخَانِ : 39] . وَالثَّانِي : أَنَّ الْغَرَضَ مِنْهُ تَقْرِيرُ نُبُوَّةِ
مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالرَّدُّ عَلَى مُنْكِرِيهِ لِأَنَّهُ أَظْهَرَ الْمُعْجِزَةَ عَلَيْهِ ، فَإِنْ كَانَ
مُحَمَّدٌ كَاذِبًا كَانَ إِظْهَارُ الْمُعْجِزَةِ عَلَيْهِ مِنْ بَابِ اللَّعِبِ وَذَلِكَ مَنْفِيٌّ عَنْهُ ، وَإِنْ كَانَ صَادِقًا فَهُوَ الْمَطْلُوبُ ، وَحِينَئِذٍ يَفْسُدُ كُلُّ مَا ذَكَرُوهُ مِنَ الْمَطَاعِنِ .
الْمَسْأَلَةُ الثَّانِيَةُ : قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14959الْقَاضِي عَبْدُ الْجَبَّارِ : دَلَّتِ الْآيَةُ عَلَى أَنَّ اللَّعِبَ لَيْسَ مِنْ قِبَلِهِ تَعَالَى ، إِذْ لَوْ كَانَ كَذَلِكَ لَكَانَ لَاعِبًا ، فَإِنَّ اللَّاعِبَ فِي اللُّغَةِ اسْمٌ لِفَاعِلِ اللَّعِبِ ، فَنَفْيُ الِاسْمِ الْمَوْضُوعِ لِلْفِعْلِ يَقْتَضِي نَفْيَ الْفِعْلِ . وَالْجَوَابُ : يَبْطُلُ ذَلِكَ بِمَسْأَلَةِ الدَّاعِي عَلَى مَا مَرَّ غَيْرَ مَرَّةٍ ، أَمَّا قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=17nindex.php?page=treesubj&link=28992_29705لَوْ أَرَدْنَا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْوًا لَاتَّخَذْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا إِنْ كُنَّا فَاعِلِينَ ) فَاعْلَمْ أَنَّ قَوْلَهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=17لَاتَّخَذْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا ) مَعْنَاهُ مِنْ جِهَةِ قُدْرَتِنَا ، وَقِيلَ : اللَّهْوُ الْوَلَدُ بِلُغَةِ
الْيَمَنِ وَقِيلَ : الْمَرْأَةُ وَقِيلَ : مِنْ لَدُنَّا أَيْ مِنَ الْمَلَائِكَةِ لَا مِنَ الْإِنْسِ رَدًّا لِمَنْ قَالَ بِوِلَادَةِ الْمَسِيحِ
وَعُزَيْرٍ ، فَأَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=18nindex.php?page=treesubj&link=32025_28992بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ ) فَاعْلَمْ أَنَّ قَوْلَهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=18بَلْ ) إِضْرَابٌ عَنِ اتِّخَاذِ اللَّهْوِ وَاللَّعِبِ وَتَنْزِيهٌ مِنْهُ لِذَاتِهِ كَأَنَّهُ قَالَ : سُبْحَانَنَا
[ ص: 128 ] أَنْ نَتَّخِذَ اللَّهْوَ وَاللَّعِبَ بَلْ مِنْ عَادَتِنَا وَمُوجِبِ حِكْمَتِنَا أَنْ نَغْلِبَ اللَّعِبَ بِالْجِدِّ وَنَدْحَضَ الْبَاطِلَ بِالْحَقِّ ، وَاسْتَعَارَ لِذَلِكَ الْقَذْفَ وَالدَّمْغَ تَصْوِيرًا لِإِبْطَالِهِ فَجَعَلَهُ كَأَنَّهُ جِرْمٌ صُلْبٌ كَالصَّخْرَةِ مَثَلًا قَذَفَ بِهِ عَلَى جِرْمٍ رَخْوٍ فَدَمَغَهُ ، فَأَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=18وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ ) يَعْنِي
nindex.php?page=treesubj&link=30525_30532_30539مَنْ تَمَسَّكَ بِتَكْذِيبِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَسَبَ الْقُرْآنَ إِلَى أَنَّهُ سِحْرٌ وَأَضْغَاثُ أَحْلَامٍ إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْأَبَاطِيلِ ، وَهُوَ الَّذِي عَنَاهُ بِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=18مِمَّا تَصِفُونَ ) .