(
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=37خلق الإنسان من عجل سأريكم آياتي فلا تستعجلون nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=38ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=39لو يعلم الذين كفروا حين لا يكفون عن وجوههم النار ولا عن ظهورهم ولا هم ينصرون nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=40بل تأتيهم بغتة فتبهتهم فلا يستطيعون ردها ولا هم ينظرون nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=41ولقد استهزئ برسل من قبلك فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزئون )
[ ص: 148 ] قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=37خلق الإنسان من عجل سأريكم آياتي فلا تستعجلون nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=38ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=39لو يعلم الذين كفروا حين لا يكفون عن وجوههم النار ولا عن ظهورهم ولا هم ينصرون nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=40بل تأتيهم بغتة فتبهتهم فلا يستطيعون ردها ولا هم ينظرون nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=41ولقد استهزئ برسل من قبلك فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزئون )
. أما قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=37nindex.php?page=treesubj&link=28992_32406_31825خلق الإنسان من عجل ) ففيه مسائل :
المسألة الأولى : في المراد من الإنسان قولان : أحدهما : أنه النوع . والثاني : أنه شخص معين . أما القول الأول فتقريره أنهم كانوا يستعجلون عذاب الله تعالى وآياته الملجئة إلى العلم والإقرار : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=38ويقولون متى هذا الوعد ) فأراد زجرهم عن ذلك ، فقدم أولا ذم الإنسان على إفراط العجلة ، ثم نهاهم وزجرهم كأنه قال : لا يبعد منكم أن تستعجلوا فإنكم مجبولون على ذلك وهو طبعكم وسجيتكم ، فإن قيل : مقدمة الكلام لا بد وأن تكون مناسبة للكلام ، وكون الإنسان مخلوقا من العجل يناسب كونه معذورا فيه ، فلم رتب على هذه المقدمة قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=37فلا تستعجلون ) ؟ قلنا : لأن العائق كلما كان أشد كانت القدرة على مخالفته أكمل ، فكأنه سبحانه نبه بهذا على أن ترك الاستعجال حالة شريفة عالية مرغوب فيها . أما القول الثاني : وهو أن المراد شخص معين فهذا فيه وجهان : أحدهما : أن المراد
آدم عليه السلام ، وهو قول
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد nindex.php?page=showalam&ids=15992وسعيد بن جبير وعكرمة والسدي والكلبي ومقاتل والضحاك ، وروى
ابن جرير nindex.php?page=showalam&ids=16861وليث بن أبي سليم عن
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد قال : خلق الله
آدم عليه السلام بعد كل شيء من آخر نهار الجمعة ، فلما دخل الروح رأسه ولم يبلغ أسفله ، قال : يا رب استعجل خلقي قبل غروب الشمس ، قال
ليث : فذلك قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=37خلق الإنسان من عجل ) . وعن
السدي لما نفخ فيه الروح فدخل في رأسه عطس ، فقالت له الملائكة : قل الحمد لله ، فقال ذلك ، فقال الله له : يرحمك ربك . فلما دخل الروح في عينيه نظر إلى ثمار الجنة ، ولما دخل الروح في جوفه اشتهى الطعام ، فوثب قبل أن تبلغ الروح رجليه إلى ثمار الجنة ، وهذا هو الذي أورث أولاده العجلة . وثانيهما : قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله عنهما في رواية
عطاء : نزلت هذه الآية في
النضر بن الحارث والمراد بالإنسان هو ، واعلم أن القول الأول أولى لأن الغرض ذم القوم ، وذلك لا يحصل إلا إذا حملنا لفظ الإنسان على النوع .
المسألة الثانية : من المفسرين من أجرى هذه الآية على ظاهرها ، ومنهم من قلبها ، أما الأولون فلهم فيها أقوال : أحدها : قول المحققين وهو أن قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=37خلق الإنسان من عجل ) أي خلق عجولا ، وذلك على المبالغة كما قيل للرجل الذكي : هو نار تشتعل ، والعرب قد تسمي المرء بما يكثر منه فتقول : ما أنت إلا أكل ونوم ، وما هو إلا إقبال وإدبار ، قال الشاعر :
أما إذا ذكرت حتى إذا غفلت فإنما هي إقبال وإدبار
وهذا الوجه متأكد بقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=11وكان الإنسان عجولا ) [الإسراء : 11] قال
nindex.php?page=showalam&ids=15153المبرد : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=37خلق الإنسان من عجل ) أي من شأنه العجلة كقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=54خلقكم من ضعف ) [الروم : 54] أي ضعفاء . وثانيها : قال
أبو عبيد : العجل الطين بلغة حمير وأنشدوا :
والنخل يثبت بين الماء والعجل
[ ص: 149 ] وثالثها : قال
الأخفش : " من عجل " أي من تعجيل من الأمر وهو قوله كن . ورابعها : من عجل ، أي من ضعف عن الحسن . أما الذين قلبوها فقالوا المعنى : خلق العجل من الإنسان ، كقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=20ويوم يعرض الذين كفروا على النار ) أي تعرض النار عليهم ، والقول الأول أقرب إلى الصواب وأبعد الأقوال هذا القلب لأنه إذا أمكن حمل الكلام على معنى صحيح وهو على ترتيبه فهو أولى من أن يحمل على أنه مقلوب ، وأيضا فإن قوله : خلقت العجلة من الإنسان فيه وجوه من المجاز ، فما الفائدة في تغيير النظم إلى ما يجري مجراه في المجاز .
المسألة الثالثة : لقائل أن يقول : القوم استعجلوا الوعد على وجه التكذيب ومن هذا حاله لا يكون مستعجلا على الحقيقة ، قلنا : استعجالهم على هذا الوجه أدخل في الذم لأنه إذا ذم المرء استعجال الأمر المعلوم فبأن يذم على استعجال ما لا يكون معلوما له كان أولى ، وأيضا فإن استعجالهم بما توعدهم من عقاب الآخرة أو هلاك الدنيا يتضمن استعجال الموت وهم عالمون بذلك فكانوا مستعجلين في الحقيقة .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=37خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=38وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=39لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لَا يَكُفُّونَ عَنْ وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلَا عَنْ ظُهُورِهِمْ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=40بَلْ تَأْتِيهِمْ بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=41وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ )
[ ص: 148 ] قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=37خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=38وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=39لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لَا يَكُفُّونَ عَنْ وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلَا عَنْ ظُهُورِهِمْ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=40بَلْ تَأْتِيهِمْ بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=41وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ )
. أَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=37nindex.php?page=treesubj&link=28992_32406_31825خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ ) فَفِيهِ مَسَائِلُ :
الْمَسْأَلَةُ الْأُولَى : فِي الْمُرَادِ مِنَ الْإِنْسَانِ قَوْلَانِ : أَحَدُهُمَا : أَنَّهُ النَّوْعُ . وَالثَّانِي : أَنَّهُ شَخْصٌ مُعَيَّنٌ . أَمَّا الْقَوْلُ الْأَوَّلُ فَتَقْرِيرُهُ أَنَّهُمْ كَانُوا يَسْتَعْجِلُونَ عَذَابَ اللَّهِ تَعَالَى وَآيَاتِهِ الْمُلْجِئَةَ إِلَى الْعِلْمِ وَالْإِقْرَارِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=38وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ ) فَأَرَادَ زَجْرَهُمْ عَنْ ذَلِكَ ، فَقَدَّمَ أَوَّلًا ذَمَّ الْإِنْسَانِ عَلَى إِفْرَاطِ الْعَجَلَةِ ، ثُمَّ نَهَاهُمْ وَزَجَرَهُمْ كَأَنَّهُ قَالَ : لَا يَبْعُدُ مِنْكُمْ أَنْ تَسْتَعْجِلُوا فَإِنَّكُمْ مَجْبُولُونَ عَلَى ذَلِكَ وَهُوَ طَبْعُكُمْ وَسَجِيَّتُكُمْ ، فَإِنْ قِيلَ : مُقَدِّمَةُ الْكَلَامِ لَا بُدَّ وَأَنْ تَكُونَ مُنَاسِبَةً لِلْكَلَامِ ، وَكَوْنُ الْإِنْسَانِ مَخْلُوقًا مِنَ الْعَجَلِ يُنَاسِبُ كَوْنَهُ مَعْذُورًا فِيهِ ، فَلِمَ رَتَّبَ عَلَى هَذِهِ الْمُقَدِّمَةِ قَوْلَهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=37فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ ) ؟ قُلْنَا : لِأَنَّ الْعَائِقَ كُلَّمَا كَانَ أَشَدَّ كَانَتِ الْقُدْرَةُ عَلَى مُخَالَفَتِهِ أَكْمَلَ ، فَكَأَنَّهُ سُبْحَانَهُ نَبَّهَ بِهَذَا عَلَى أَنَّ تَرْكَ الِاسْتِعْجَالِ حَالَةٌ شَرِيفَةٌ عَالِيَةٌ مَرْغُوبٌ فِيهَا . أَمَّا الْقَوْلُ الثَّانِي : وَهُوَ أَنَّ الْمُرَادَ شَخْصٌ مُعَيَّنٌ فَهَذَا فِيهِ وَجْهَانِ : أَحَدُهُمَا : أَنَّ الْمُرَادَ
آدَمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ ، وَهُوَ قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٍ nindex.php?page=showalam&ids=15992وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَعِكْرِمَةَ وَالسُّدِّيِّ وَالْكَلْبِيِّ وَمُقَاتِلٍ وَالضَّحَّاكِ ، وَرَوَى
ابْنُ جَرِيرٍ nindex.php?page=showalam&ids=16861وَلَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٍ قَالَ : خَلَقَ اللَّهُ
آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ بَعْدَ كُلِّ شَيْءٍ مِنْ آخِرِ نَهَارِ الْجُمُعَةِ ، فَلَمَّا دَخَلَ الرُّوحُ رَأْسَهُ وَلَمْ يَبْلُغْ أَسْفَلَهُ ، قَالَ : يَا رَبِّ اسْتَعْجِلْ خَلْقِي قَبْلَ غُرُوبِ الشَّمْسِ ، قَالَ
لَيْثٌ : فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=37خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ ) . وَعَنِ
السُّدِّيِّ لَمَّا نَفَخَ فِيهِ الرُّوحَ فَدَخَلَ فِي رَأْسِهِ عَطَسَ ، فَقَالَتْ لَهُ الْمَلَائِكَةُ : قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ ، فَقَالَ ذَلِكَ ، فَقَالَ اللَّهُ لَهُ : يَرْحَمُكَ رَبُّكَ . فَلَمَّا دَخَلَ الرُّوحُ فِي عَيْنَيْهِ نَظَرَ إِلَى ثِمَارِ الْجَنَّةِ ، وَلَمَّا دَخَلَ الرُّوحُ فِي جَوْفِهِ اشْتَهَى الطَّعَامَ ، فَوَثَبَ قَبْلَ أَنْ تَبْلُغَ الرُّوحُ رِجْلَيْهِ إِلَى ثِمَارِ الْجَنَّةِ ، وَهَذَا هُوَ الَّذِي أَوْرَثَ أَوْلَادَهُ الْعَجَلَةَ . وَثَانِيهِمَا : قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فِي رِوَايَةِ
عَطَاءٍ : نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ فِي
النَّضْرِ بْنِ الْحَارِثِ وَالْمُرَادُ بِالْإِنْسَانِ هُوَ ، وَاعْلَمْ أَنَّ الْقَوْلَ الْأَوَّلَ أَوْلَى لِأَنَّ الْغَرَضَ ذَمُّ الْقَوْمِ ، وَذَلِكَ لَا يَحْصُلُ إِلَّا إِذَا حَمَلْنَا لَفْظَ الْإِنْسَانِ عَلَى النَّوْعِ .
الْمَسْأَلَةُ الثَّانِيَةُ : مِنَ الْمُفَسِّرِينَ مَنْ أَجْرَى هَذِهِ الْآيَةَ عَلَى ظَاهِرِهَا ، وَمِنْهُمْ مَنْ قَلَبَهَا ، أَمَّا الْأَوَّلُونَ فَلَهُمْ فِيهَا أَقْوَالٌ : أَحَدُهَا : قَوْلُ الْمُحَقِّقِينَ وَهُوَ أَنَّ قَوْلَهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=37خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ ) أَيْ خُلِقَ عَجُولًا ، وَذَلِكَ عَلَى الْمُبَالَغَةِ كَمَا قِيلَ لِلرَّجُلِ الذَّكِيِّ : هُوَ نَارٌ تَشْتَعِلُ ، وَالْعَرَبُ قَدْ تُسَمِّي الْمَرْءَ بِمَا يَكْثُرُ مِنْهُ فَتَقُولُ : مَا أَنْتَ إِلَّا أَكْلٌ وَنَوْمٌ ، وَمَا هُوَ إِلَّا إِقْبَالٌ وَإِدْبَارٌ ، قَالَ الشَّاعِرُ :
أَمَّا إِذَا ذُكِرَتْ حَتَّى إِذَا غَفَلَتْ فَإِنَّمَا هِيَ إِقْبَالٌ وَإِدْبَارُ
وَهَذَا الْوَجْهُ مُتَأَكِّدٌ بِقَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=11وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا ) [الْإِسْرَاءِ : 11] قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15153الْمُبَرِّدُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=37خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ ) أَيْ مِنْ شَأْنِهِ الْعَجَلَةُ كَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=54خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ) [الرُّومِ : 54] أَيْ ضُعَفَاءَ . وَثَانِيهَا : قَالَ
أَبُو عُبَيْدٍ : الْعَجَلُ الطِّينُ بِلُغَةِ حِمْيَرَ وَأَنْشَدُوا :
وَالنَّخْلُ يَثْبُتُ بَيْنَ الْمَاءِ وَالْعَجَلِ
[ ص: 149 ] وَثَالِثُهَا : قَالَ
الْأَخْفَشُ : " مِنْ عَجَلٍ " أَيْ مِنْ تَعْجِيلٍ مِنَ الْأَمْرِ وَهُوَ قَوْلُهُ كُنْ . وَرَابِعُهَا : مِنْ عَجَلٍ ، أَيْ مِنْ ضَعْفٍ عَنِ الْحَسَنِ . أَمَّا الَّذِينَ قَلَبُوهَا فَقَالُوا الْمَعْنَى : خُلِقَ الْعَجَلُ مِنَ الْإِنْسَانِ ، كَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=20وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ ) أَيْ تُعْرَضُ النَّارُ عَلَيْهِمْ ، وَالْقَوْلُ الْأَوَّلُ أَقْرَبُ إِلَى الصَّوَابِ وَأَبْعَدُ الْأَقْوَالِ هَذَا الْقَلْبُ لِأَنَّهُ إِذَا أَمْكَنَ حَمْلُ الْكَلَامِ عَلَى مَعْنَى صَحِيحٍ وَهُوَ عَلَى تَرْتِيبِهِ فَهُوَ أَوْلَى مِنْ أَنْ يُحْمَلَ عَلَى أَنَّهُ مَقْلُوبٌ ، وَأَيْضًا فَإِنَّ قَوْلَهُ : خُلِقَتِ الْعَجَلَةُ مِنَ الْإِنْسَانِ فِيهِ وُجُوهٌ مِنَ الْمَجَازِ ، فَمَا الْفَائِدَةُ فِي تَغْيِيرِ النَّظْمِ إِلَى مَا يَجْرِي مَجْرَاهُ فِي الْمَجَازِ .
الْمَسْأَلَةُ الثَّالِثَةُ : لِقَائِلٍ أَنْ يَقُولَ : الْقَوْمُ اسْتَعْجَلُوا الْوَعْدَ عَلَى وَجْهِ التَّكْذِيبِ وَمَنْ هَذَا حَالُهُ لَا يَكُونُ مُسْتَعْجِلًا عَلَى الْحَقِيقَةِ ، قُلْنَا : اسْتِعْجَالُهُمْ عَلَى هَذَا الْوَجْهِ أَدْخَلُ فِي الذَّمِّ لِأَنَّهُ إِذَا ذَمَّ الْمَرْءُ اسْتِعْجَالَ الْأَمْرِ الْمَعْلُومِ فَبِأَنْ يَذُمَّ عَلَى اسْتِعْجَالِ مَا لَا يَكُونُ مَعْلُومًا لَهُ كَانَ أُولَى ، وَأَيْضًا فَإِنَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِمَا تَوَعَّدَهُمْ مِنْ عِقَابِ الْآخِرَةِ أَوْ هَلَاكِ الدُّنْيَا يَتَضَمَّنُ اسْتِعْجَالَ الْمَوْتِ وَهُمْ عَالِمُونَ بِذَلِكَ فَكَانُوا مُسْتَعْجِلِينَ فِي الْحَقِيقَةِ .