(
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=56قال بل ربكم رب السماوات والأرض الذي فطرهن وأنا على ذلكم من الشاهدين nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=57وتالله لأكيدن أصنامكم بعد أن تولوا مدبرين nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=58فجعلهم جذاذا إلا كبيرا لهم لعلهم إليه يرجعون nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=59قالوا من فعل هذا بآلهتنا إنه لمن الظالمين nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=60قالوا سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم )
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=56قال بل ربكم رب السماوات والأرض الذي فطرهن وأنا على ذلكم من الشاهدين nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=57وتالله لأكيدن أصنامكم بعد أن تولوا مدبرين nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=58فجعلهم جذاذا إلا كبيرا لهم لعلهم إليه يرجعون nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=59قالوا من فعل هذا بآلهتنا إنه لمن الظالمين nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=60قالوا سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم )
اعلم أن القوم لما أوهموا أنه يمازح بما خاطبهم به في أصنامهم ، أظهر عليه السلام ما يعلمون به أنه مجد في إظهار الحق الذي هو التوحيد ، وذلك بالقول أولا وبالفعل ثانيا ؛ أما الطريقة القولية فهي قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=56بل ربكم رب السماوات والأرض الذي فطرهن ) وهذه الدلالة تدل على أن الخالق الذي خلقهما لمنافع العباد هو الذي يحسن أن يعبد ؛ لأن من يقدر على ذلك يقدر على أن يضر وينفع في الدار الآخرة بالعقاب والثواب . فيرجع حاصل هذه الطريقة إلى الطريقة التي ذكرها لأبيه في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=42ياأبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا ) [ مريم : 42 ] قال صاحب " الكشاف " : الضمير في "فطرهن" للسماوات والأرض أو للتماثيل ، وكونه للتماثيل أدخل في الاحتجاج عليهم .
أما قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=56وأنا على ذلكم من الشاهدين ) ففيه وجهان ؛ الأول : أن المقصود منه المبالغة في التأكيد والتحقيق كقول الرجل إذا بالغ في مدح أحد أو ذمه أشهد أنه كريم أو ذميم . والثاني : أنه عليه السلام عنى بقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=56وأنا على ذلكم من الشاهدين ) ادعاء أنه قادر على إثبات ما ذكره بالحجة ، وأني لست مثلكم فأقول ما لا أقدر على إثباته بالحجة ، كما لم تقدروا على الاحتجاج لمذهبكم ، ولم تزيدوا على أنكم وجدتم عليه آباءكم ، وأما الطريقة الفعلية فهي قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=57nindex.php?page=treesubj&link=32626_31848_28992وتالله لأكيدن أصنامكم بعد أن تولوا مدبرين ) فإن القوم لما لم ينتفعوا بالدلالة العقلية عدل إلى أن أراهم عدم الفائدة في عبادتها ، وفيه مسائل :
المسألة الأولى : قال صاحب " الكشاف " : قرأ
معاذ بن جبل - رضي الله عنه - وبالله ، وقرئ " تولوا " بمعنى تتولوا ويقويها قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=90فتولوا عنه مدبرين ) فإن قلت : ما
nindex.php?page=treesubj&link=34080_34077الفرق بين الباء والتاء ؟ قلت : إن الباء هي الأصل ، والتاء بدل من الواو المبدل منها ، والتاء فيها زيادة معنى وهو التعجب ، كأنه تعجب من تسهيل الكيد على يده ؛ لأن
[ ص: 158 ] ذلك كان أمرا مقنوطا منه لصعوبته .
المسألة الثانية : إن قيل لماذا قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=57لأكيدن أصنامكم ) والكيد هو الاحتيال على الغير في ضرر لا يشعر به ، وذلك لا يتأتى في الأصنام ؟ وجوابه : قال ذلك توسعا لما كان عندهم أن الضرر يجوز عليها ، وقيل : المراد لأكيدنكم في أصنامكم ؛ لأنه بذلك الفعل قد أنزل بهم الغم .
المسألة الثالثة : في كيفية أول القصة وجهان ؛ أحدهما : قال
السدي : كانوا إذا رجعوا من عيدهم دخلوا على الأصنام فسجدوا لها ثم عادوا إلى منازلهم ، فلما كان هذا الوقت قال
آزر لإبراهيم عليه السلام : لو خرجت معنا ، فخرج معهم ، فلما كان ببعض الطريق ألقى نفسه وقال : إني سقيم ، أشتكي رجلي ، فلما مضوا وبقي ضعفاء الناس نادى وقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=57وتالله لأكيدن أصنامكم ) واحتج هذا القائل بقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=60قالوا سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم ) .
وثانيها : قال
الكلبي :
nindex.php?page=treesubj&link=31848_32016كان إبراهيم عليه السلام من أهل بيت ينظرون في النجوم ، وكانوا إذا خرجوا إلى عيدهم لم يتركوا إلا مريضا ، فلما هم
إبراهيم بالذي هم به من كسر الأصنام نظر قبل يوم العيد إلى السماء فقال لأصحابه : أراني أشتكي غدا ، فذلك قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=88فنظر نظرة في النجوم nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=89فقال إني سقيم ) [ الصافات : 89 ] وأصبح من الغد معصوبا رأسه فخرج القوم لعيدهم ولم يتخلف أحد غيره ، فقال : أما والله لأكيدن أصنامكم ، وسمع رجل منهم هذا القول فحفظه عليه ، ثم إن ذلك الرجل أخبر غيره وانتشر ذلك في جماعة ؛ فلذلك قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=60قالوا سمعنا فتى يذكرهم ) واعلم أن كلا الوجهين ممكن ، ثم تمام القصة أن
إبراهيم عليه السلام لما دخل بيت الأصنام وجد سبعين صنما مصطفة ، وثم صنم عظيم مستقبل الباب ، وكان من ذهب ، وكان في عينيه جوهرتان تضيئان بالليل ، فكسرها كلها بفأس في يده حتى لم يبق إلا الكبير ، ثم علق الفأس في عنقه .
أما قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=58فجعلهم جذاذا إلا كبيرا لهم لعلهم إليه يرجعون ) ففيه مسائل :
المسألة الأولى : إن قيل : لم قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=58فجعلهم جذاذا ) وهذا جمع لا يليق إلا بالناس ؟ جوابه : من حيث اعتقدوا فيها أنها كالناس في أنها تعظم ويتقرب إليها ، ولعل كان فيهم من يظن أنها تضر وتنفع .
المسألة الثانية : قال صاحب " الكشاف " : جذاذا قطعا من الجذ وهو القطع ، وقرئ بالكسر والفتح ، وقرئ جذاذا جمع جذيذ ، وجذذا جمع جذة .
المسألة الثالثة : إن قيل : ما معنى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=58إلا كبيرا لهم ) قلنا : يحتمل الكبير في الخلقة ، ويحتمل في التعظيم ، ويحتمل في الأمرين .
وأما قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=58لعلهم إليه يرجعون ) فيحتمل رجوعهم إلى
إبراهيم عليه السلام ، ويحتمل رجوعهم إلى الكبير ؛ أما الأول : فتقريره من وجهين ؛ الأول : أن المعنى أنهم لعلهم يرجعون إلى مقالة
إبراهيم ، ويعدلون عن الباطل . والثاني : أنه غلب على ظنه أنهم لا يرجعون إلا إليه لما تسامعوه من إنكاره لدينهم وسبه لآلهتهم ، فبكتهم بما أجاب به من قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=63بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم ) [ الأنبياء : 63 ] أما إذا قلنا : الضمير راجع إلى الكبير ففيه وجهان ؛ الأول : أن المعنى لعلهم يرجعون إليه كما يرجع إلى العالم في حل المشكلات ، فيقولون : ما لهؤلاء مكسورة ، وما لك صحيحا والفأس على عاتقك ؟ ! وهذا قول
الكلبي ، وإنما قال ذلك بناء على كثرة جهالاتهم
[ ص: 159 ] فلعلهم كانوا يعتقدون فيها أنها تجيب وتتكلم . والثاني : أنه عليه السلام قال ذلك مع علمه أنهم لا يرجعون إليه استهزاء بهم ، وإن قياس حال من يسجد له ويؤهل للعبادة أن يرجع إليه في حل المشكلات .
المسألة الرابعة : إن قيل : أولئك الأقوام إما أن يقال : إنهم كانوا عقلاء أو ما كانوا عقلاء ؛ فإن كانوا عقلاء وجب أن يكونوا عالمين بالضرورة أن
nindex.php?page=treesubj&link=31848_33650تلك الأصنام لا تسمع ولا تبصر ، ولا تنفع ولا تضر ، فأي حاجة في إثبات ذلك إلى كسرها ؟ أقصى ما في الباب أن يقال : القوم كانوا يعظمونها كما يعظم الواحد منا المصحف والمسجد والمحراب ، وكسرها لا يقدح في كونها معظمة من هذا الوجه .
وإن قلنا : إنهم ما كانوا عقلاء وجب أن لا تحسن المناظرة معهم ولا بعثة الرسل إليهم ، الجواب : أنهم كانوا عقلاء ، وكانوا عالمين بالضرورة أنها جمادات ، ولكن لعلهم كانوا يعتقدون فيها أنها تماثيل الكواكب ، وأنها طلسمات موضوعة ، بحيث إن كل من عبدها انتفع بها ، وكل من استخف بها ناله منها ضرر شديد ، ثم إن
إبراهيم عليه السلام كسرها مع أنه ما ناله منها البتة ضرر ، فكان فعله دالا على فساد مذهبهم من هذا الوجه .
أما قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=59قالوا من فعل هذا بآلهتنا إنه لمن الظالمين ) أي [ أن ] من فعل هذا الكسر والحطم لشديد الظلم معدود في الظلمة ؛ إما لجراءته على الآلهة الحقيقة بالتوقير والإعظام ، وإما لأنهم رأوا إفراطا في كسرها ، وتماديا في الاستهانة بها .
أما قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=60قالوا سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم ) ففيه مسألتان :
المسألة الأولى : قال
الزجاج : ارتفع
إبراهيم على وجهين ؛ أحدهما : على معنى يقال هو
إبراهيم . والثاني : على النداء على معنى يقال له : يا
إبراهيم ، قال صاحب " الكشاف " : والصحيح أنه فاعل يقال لأن المراد الاسم دون المسمى .
المسألة الثانية : ظاهر الآية يدل على أن القائلين جماعة لا واحد ، فكأنهم كانوا من قبل قد عرفوا منه وسمعوا ما يقوله في آلهتهم فغلب على قلوبهم أنه الفاعل ، ولو لم يكن إلا قوله : ما هذه التماثيل إلى غير ذلك لكفى .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=56قَالَ بَلْ رَبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَى ذَلِكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=57وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=58فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلَّا كَبِيرًا لَهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=59قَالُوا مَنْ فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=60قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ )
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=56قَالَ بَل رَبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَى ذَلِكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=57وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=58فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلَّا كَبِيرًا لَهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=59قَالُوا مَنْ فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=60قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ )
اعْلَمْ أَنَّ الْقَوْمَ لَمَّا أُوهِمُوا أَنَّهُ يُمَازِحُ بِمَا خَاطَبَهُمْ بِهِ فِي أَصْنَامِهِمْ ، أَظْهَرَ عَلَيْهِ السَّلَامُ مَا يَعْلَمُونَ بِهِ أَنَّهُ مُجِدٌّ فِي إِظْهَارِ الْحَقِّ الَّذِي هُوَ التَّوْحِيدُ ، وَذَلِكَ بِالْقَوْلِ أَوَّلًا وَبِالْفِعْلِ ثَانِيًا ؛ أَمَّا الطَّرِيقَةُ الْقَوْلِيَّةُ فَهِيَ قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=56بَل رَبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ ) وَهَذِهِ الدَّلَالَةُ تَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْخَالِقَ الَّذِي خَلَقَهُمَا لِمَنَافِعِ الْعِبَادِ هُوَ الَّذِي يَحْسُنُ أَنْ يُعْبَدَ ؛ لِأَنَّ مَنْ يَقْدِرُ عَلَى ذَلِكَ يَقْدِرُ عَلَى أَنْ يَضُرَّ وَيَنْفَعَ فِي الدَّارِ الْآخِرَةِ بِالْعِقَابِ وَالثَّوَابِ . فَيَرْجَعُ حَاصِلُ هَذِهِ الطَّرِيقَةِ إِلَى الطَّرِيقَةِ الَّتِي ذَكَرَهَا لِأَبِيهِ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=42يَاأَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا ) [ مَرْيَمَ : 42 ] قَالَ صَاحِبُ " الْكَشَّافِ " : الضَّمِيرُ فِي "فَطَرَهُنَّ" لِلسَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَوْ لِلتَّمَاثِيلِ ، وَكَوْنُهُ لِلتَّمَاثِيلِ أَدْخَلَ فِي الِاحْتِجَاجِ عَلَيْهِمْ .
أَمَّا قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=56وَأَنَا عَلَى ذَلِكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ ) فَفِيهِ وَجْهَانِ ؛ الْأَوَّلُ : أَنَّ الْمَقْصُودَ مِنْهُ الْمُبَالَغَةُ فِي التَّأْكِيدِ وَالتَّحْقِيقِ كَقَوْلِ الرَّجُلِ إِذَا بَالَغَ فِي مَدْحِ أَحَدٍ أَوْ ذَمِّهِ أَشْهَدُ أَنَّهُ كَرِيمٌ أَوْ ذَمِيمٌ . وَالثَّانِي : أَنَّهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَنَى بِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=56وَأَنَا عَلَى ذَلِكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ ) ادِّعَاءَ أَنَّهُ قَادِرٌ عَلَى إِثْبَاتِ مَا ذَكَرَهُ بِالْحُجَّةِ ، وَأَنِّي لَسْتُ مِثْلَكُمْ فَأَقُولُ مَا لَا أَقْدِرُ عَلَى إِثْبَاتِهِ بِالْحُجَّةِ ، كَمَا لَمْ تَقْدِرُوا عَلَى الِاحْتِجَاجِ لِمَذْهَبِكُمْ ، وَلَمْ تَزِيدُوا عَلَى أَنَّكُمْ وَجَدْتُمْ عَلَيْهِ آبَاءَكُمْ ، وَأَمَّا الطَّرِيقَةُ الْفِعْلِيَّةُ فَهِيَ قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=57nindex.php?page=treesubj&link=32626_31848_28992وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ ) فَإِنَّ الْقَوْمَ لَمَّا لَمْ يَنْتَفِعُوا بِالدَّلَالَةِ الْعَقْلِيَّةِ عَدَلَ إِلَى أَنْ أَرَاهُمْ عَدَمَ الْفَائِدَةِ فِي عِبَادَتِهَا ، وَفِيهِ مَسَائِلُ :
الْمَسْأَلَةُ الْأُولَى : قَالَ صَاحِبُ " الْكَشَّافِ " : قَرَأَ
مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وَبِاللَّهِ ، وَقُرِئَ " تَوَلَّوْا " بِمَعْنَى تَتَوَلَّوْا وَيُقَوِّيهَا قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=90فَتَوَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرِينَ ) فَإِنْ قُلْتَ : مَا
nindex.php?page=treesubj&link=34080_34077الْفَرْقُ بَيْنَ الْبَاءِ وَالتَّاءِ ؟ قُلْتُ : إِنَّ الْبَاءَ هِيَ الْأَصْلُ ، وَالتَّاءَ بَدَلٌ مِنَ الْوَاوِ الْمُبْدَلِ مِنْهَا ، وَالتَّاءُ فِيهَا زِيَادَةُ مَعْنًى وَهُوَ التَّعَجُّبُ ، كَأَنَّهُ تَعَجَّبَ مِنْ تَسْهِيلِ الْكَيْدِ عَلَى يَدِهِ ؛ لِأَنَّ
[ ص: 158 ] ذَلِكَ كَانَ أَمْرًا مَقْنُوطًا مِنْهُ لِصُعُوبَتِهِ .
الْمَسْأَلَةُ الثَّانِيَةُ : إِنْ قِيلَ لِمَاذَا قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=57لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ ) وَالْكَيْدُ هُوَ الِاحْتِيَالُ عَلَى الْغَيْرِ فِي ضَرَرٍ لَا يَشْعُرُ بِهِ ، وَذَلِكَ لَا يَتَأَتَّى فِي الْأَصْنَامِ ؟ وَجَوَابُهُ : قَالَ ذَلِكَ تَوَسُّعًا لَمَّا كَانَ عِنْدَهُمْ أَنَّ الضَّرَرَ يَجُوزُ عَلَيْهَا ، وَقِيلَ : الْمُرَادُ لَأَكِيدَنَّكُمْ فِي أَصْنَامِكُمْ ؛ لِأَنَّهُ بِذَلِكَ الْفِعْلِ قَدْ أَنْزَلَ بِهِمُ الْغَمَّ .
الْمَسْأَلَةُ الثَّالِثَةُ : فِي كَيْفِيَّةِ أَوَّلِ الْقِصَّةِ وَجْهَانِ ؛ أَحَدُهُمَا : قَالَ
السُّدِّيُّ : كَانُوا إِذَا رَجَعُوا مِنْ عِيدِهِمْ دَخَلُوا عَلَى الْأَصْنَامِ فَسَجَدُوا لَهَا ثُمَّ عَادُوا إِلَى مَنَازِلِهِمْ ، فَلَمَّا كَانَ هَذَا الْوَقْتُ قَالَ
آزَرُ لِإِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ : لَوْ خَرَجْتَ مَعَنَا ، فَخَرَجَ مَعَهُمْ ، فَلَمَّا كَانَ بِبَعْضِ الطَّرِيقِ أَلْقَى نَفْسَهُ وَقَالَ : إِنِّي سَقِيمٌ ، أَشْتَكِي رِجْلِي ، فَلَمَّا مَضَوْا وَبَقِيَ ضُعَفَاءُ النَّاسِ نَادَى وَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=57وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ ) وَاحْتَجَّ هَذَا الْقَائِلُ بِقَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=60قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ ) .
وَثَانِيهَا : قَالَ
الْكَلْبِيُّ :
nindex.php?page=treesubj&link=31848_32016كَانَ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ مِنْ أَهْلِ بَيْتٍ يَنْظُرُونَ فِي النُّجُومِ ، وَكَانُوا إِذَا خَرَجُوا إِلَى عِيدِهِمْ لَمْ يَتْرُكُوا إِلَّا مَرِيضًا ، فَلَمَّا هَمَّ
إِبْرَاهِيمُ بِالَّذِي هَمَّ بِهِ مِنْ كَسْرِ الْأَصْنَامِ نَظَرَ قَبْلَ يَوْمِ الْعِيدِ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ : أَرَانِي أَشْتَكِي غَدًا ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=88فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=89فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ ) [ الصَّافَّاتِ : 89 ] وَأَصْبَحَ مِنَ الْغَدِ مَعْصُوبًا رَأْسُهُ فَخَرَجَ الْقَوْمُ لِعِيدِهِمْ وَلَمْ يَتَخَلَّفْ أَحَدٌ غَيْرُهُ ، فَقَالَ : أَمَا وَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ ، وَسَمِعَ رَجُلٌ مِنْهُمْ هَذَا الْقَوْلَ فَحَفِظَهُ عَلَيْهِ ، ثُمَّ إِنَّ ذَلِكَ الرَّجُلَ أَخْبَرَ غَيْرَهُ وَانْتَشَرَ ذَلِكَ فِي جَمَاعَةٍ ؛ فَلِذَلِكَ قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=60قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ ) وَاعْلَمْ أَنَّ كِلَا الْوَجْهَيْنِ مُمْكِنٌ ، ثُمَّ تَمَامُ الْقِصَّةِ أَنَّ
إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ لَمَّا دَخَلَ بَيْتَ الْأَصْنَامِ وَجَدَ سَبْعِينَ صَنَمًا مُصْطَفَّةً ، وَثَمَّ صَنَمٌ عَظِيمٌ مُسْتَقْبِلٌ الْبَابَ ، وَكَانَ مِنْ ذَهَبٍ ، وَكَانَ فِي عَيْنَيْهِ جَوْهَرَتَانِ تُضِيئَانِ بِاللَّيْلِ ، فَكَسَرَهَا كُلَّهَا بِفَأْسٍ فِي يَدِهِ حَتَّى لَمْ يُبْقِ إِلَّا الْكَبِيرَ ، ثُمَّ عَلَّقَ الْفَأْسَ فِي عُنُقِهِ .
أَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=58فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلَّا كَبِيرًا لَهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ ) فَفِيهِ مَسَائِلُ :
الْمَسْأَلَةُ الْأُولَى : إِنْ قِيلَ : لِمَ قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=58فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا ) وَهَذَا جَمْعٌ لَا يَلِيقُ إِلَّا بِالنَّاسِ ؟ جَوَابُهُ : مِنْ حَيْثُ اعْتَقَدُوا فِيهَا أَنَّهَا كَالنَّاسِ فِي أَنَّهَا تُعَظَّمُ وَيُتَقَرَّبُ إِلَيْهَا ، وَلَعَلَّ كَانَ فِيهِمْ مَنْ يَظُنُّ أَنَّهَا تَضُرُّ وَتَنْفَعُ .
الْمَسْأَلَةُ الثَّانِيَةُ : قَالَ صَاحِبُ " الْكَشَّافِ " : جُذَاذًا قِطَعًا مِنَ الْجَذِّ وَهُوَ الْقَطْعُ ، وَقُرِئَ بِالْكَسْرِ وَالْفَتْحِ ، وَقُرِئَ جُذَاذًا جَمْعَ جَذِيذٍ ، وَجِذَذًا جَمْعَ جُذَّةٍ .
الْمَسْأَلَةُ الثَّالِثَةُ : إِنْ قِيلَ : مَا مَعْنَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=58إِلَّا كَبِيرًا لَهُمْ ) قُلْنَا : يُحْتَمَلُ الْكَبِيرُ فِي الْخِلْقَةِ ، وَيُحْتَمَلُ فِي التَّعْظِيمِ ، وَيُحْتَمَلُ فِي الْأَمْرَيْنِ .
وَأَمَّا قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=58لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ ) فَيُحْتَمَلُ رُجُوعُهُمْ إِلَى
إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ ، وَيُحْتَمَلُ رُجُوعُهُمْ إِلَى الْكَبِيرِ ؛ أَمَّا الْأَوَّلُ : فَتَقْرِيرُهُ مِنْ وَجْهَيْنِ ؛ الْأَوَّلُ : أَنَّ الْمَعْنَى أَنَّهُمْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ إِلَى مَقَالَةِ
إِبْرَاهِيمَ ، وَيَعْدِلُونَ عَنِ الْبَاطِلِ . وَالثَّانِي : أَنَّهُ غَلَبَ عَلَى ظَنِّهِ أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ إِلَّا إِلَيْهِ لِمَا تَسَامَعُوهُ مِنْ إِنْكَارِهِ لِدِينِهِمْ وَسَبِّهِ لِآلِهَتِهِمْ ، فَبَكَّتَهُمْ بِمَا أَجَابَ بِهِ مِنْ قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=63بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ ) [ الْأَنْبِيَاءِ : 63 ] أَمَّا إِذَا قُلْنَا : الضَّمِيرُ رَاجِعٌ إِلَى الْكَبِيرِ فَفِيهِ وَجْهَانِ ؛ الْأَوَّلُ : أَنَّ الْمَعْنَى لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ إِلَيْهِ كَمَا يُرْجَعُ إِلَى الْعَالِمِ فِي حَلِّ الْمُشْكِلَاتِ ، فَيَقُولُونَ : مَا لِهَؤُلَاءِ مَكْسُورَةً ، وَمَا لَكَ صَحِيحًا وَالْفَأْسُ عَلَى عَاتِقِكَ ؟ ! وَهَذَا قَوْلُ
الْكَلْبِيِّ ، وَإِنَّمَا قَالَ ذَلِكَ بِنَاءً عَلَى كَثْرَةِ جَهَالَاتِهِمْ
[ ص: 159 ] فَلَعَلَّهُمْ كَانُوا يَعْتَقِدُونَ فِيهَا أَنَّهَا تُجِيبُ وَتَتَكَلَّمُ . وَالثَّانِي : أَنَّهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ ذَلِكَ مَعَ عِلْمِهِ أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ إِلَيْهِ اسْتِهْزَاءً بِهِمْ ، وَإِنَّ قِيَاسَ حَالِ مَنْ يُسْجَدُ لَهُ وَيُؤَهَّلُ لِلْعِبَادَةِ أَنْ يُرْجَعَ إِلَيْهِ فِي حَلِّ الْمُشْكِلَاتِ .
الْمَسْأَلَةُ الرَّابِعَةُ : إِنْ قِيلَ : أُولَئِكَ الْأَقْوَامُ إِمَّا أَنْ يُقَالَ : إِنَّهُمْ كَانُوا عُقَلَاءَ أَوْ مَا كَانُوا عُقَلَاءَ ؛ فَإِنْ كَانُوا عُقَلَاءَ وَجَبَ أَنْ يَكُونُوا عَالِمِينَ بِالضَّرُورَةِ أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=31848_33650تِلْكَ الْأَصْنَامَ لَا تَسْمَعُ وَلَا تُبْصِرُ ، وَلَا تَنْفَعُ وَلَا تَضُرُّ ، فَأَيُّ حَاجَةٍ فِي إِثْبَاتِ ذَلِكَ إِلَى كَسْرِهَا ؟ أَقْصَى مَا فِي الْبَابِ أَنْ يُقَالَ : الْقَوْمُ كَانُوا يُعَظِّمُونَهَا كَمَا يُعَظِّمُ الْوَاحِدُ مِنَّا الْمُصْحَفَ وَالْمَسْجِدَ وَالْمِحْرَابَ ، وَكَسْرُهَا لَا يَقْدَحُ فِي كَوْنِهَا مُعَظَّمَةً مِنْ هَذَا الْوَجْهِ .
وَإِنْ قُلْنَا : إِنَّهُمْ مَا كَانُوا عُقَلَاءَ وَجَبَ أَنْ لَا تَحْسُنَ الْمُنَاظَرَةُ مَعَهُمْ وَلَا بَعْثَةُ الرُّسُلِ إِلَيْهِمْ ، الْجَوَابُ : أَنَّهُمْ كَانُوا عُقَلَاءَ ، وَكَانُوا عَالِمِينَ بِالضَّرُورَةِ أَنَّهَا جَمَادَاتٌ ، وَلَكِنْ لَعَلَّهُمْ كَانُوا يَعْتَقِدُونَ فِيهَا أَنَّهَا تَمَاثِيلُ الْكَوَاكِبِ ، وَأَنَّهَا طَلْسَمَاتٌ مَوْضُوعَةٌ ، بِحَيْثُ إِنَّ كُلَّ مَنْ عَبَدَهَا انْتَفَعَ بِهَا ، وَكُلَّ مَنِ اسْتَخَفَّ بِهَا نَالَهُ مِنْهَا ضَرَرٌ شَدِيدٌ ، ثُمَّ إِنَّ
إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ كَسَرَهَا مَعَ أَنَّهُ مَا نَالَهُ مِنْهَا الْبَتَّةَ ضَرَرٌ ، فَكَانَ فِعْلُهُ دَالًّا عَلَى فَسَادِ مَذْهَبِهِمْ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ .
أَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=59قَالُوا مَنْ فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ ) أَيْ [ أَنَّ ] مَنْ فَعَلَ هَذَا الْكَسْرَ وَالْحَطْمَ لَشَدِيدُ الظُّلْمِ مَعْدُودٌ فِي الْظَلَمَةِ ؛ إِمَّا لِجَرَاءَتِهِ عَلَى الْآلِهَةِ الْحَقِيقَةِ بِالتَّوْقِيرِ وَالْإِعْظَامِ ، وَإِمَّا لِأَنَّهُمْ رَأَوْا إِفْرَاطًا فِي كَسْرِهَا ، وَتَمَادِيًا فِي الِاسْتِهَانَةِ بِهَا .
أَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=60قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ ) فَفِيهِ مَسْأَلَتَانِ :
الْمَسْأَلَةُ الْأُولَى : قَالَ
الزَّجَّاجُ : ارْتَفَعَ
إِبْرَاهِيمُ عَلَى وَجْهَيْنِ ؛ أَحَدُهُمَا : عَلَى مَعْنًى يُقَالُ هُوَ
إِبْرَاهِيمُ . وَالثَّانِي : عَلَى النِّدَاءِ عَلَى مَعْنًى يُقَالُ لَهُ : يَا
إِبْرَاهِيمُ ، قَالَ صَاحِبُ " الْكَشَّافِ " : وَالصَّحِيحُ أَنَّهُ فَاعِلُ يُقَالُ لِأَنَّ الْمُرَادَ الِاسْمُ دُونَ الْمُسَمَّى .
الْمَسْأَلَةُ الثَّانِيَةُ : ظَاهِرُ الْآيَةِ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْقَائِلِينَ جَمَاعَةٌ لَا وَاحِدٌ ، فَكَأَنَّهُمْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ قَدْ عَرَفُوا مِنْهُ وَسَمِعُوا مَا يَقُولُهُ فِي آلِهَتِهِمْ فَغَلَبَ عَلَى قُلُوبِهِمْ أَنَّهُ الْفَاعِلُ ، وَلَوْ لَمْ يَكُنْ إِلَّا قَوْلُهُ : مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ لَكَفَى .