(
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=61قالوا فأتوا به على أعين الناس لعلهم يشهدون nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=62قالوا أأنت فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=63قال بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم إن كانوا ينطقون nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=64فرجعوا إلى أنفسهم فقالوا إنكم أنتم الظالمون nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=65ثم نكسوا على رءوسهم لقد علمت ما هؤلاء ينطقون nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=66قال أفتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم شيئا ولا يضركم nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=67أف لكم ولما تعبدون من دون الله أفلا تعقلون )
[ ص: 160 ] قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=61قالوا فأتوا به على أعين الناس لعلهم يشهدون nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=62قالوا أأنت فعلت هذا بآلهتنا ياإبراهيم قال بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم إن كانوا ينطقون
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=64فرجعوا إلى أنفسهم فقالوا إنكم أنتم الظالمون nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=65ثم نكسوا على رءوسهم لقد علمت ما هؤلاء ينطقون nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=66قال أفتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم شيئا ولا يضركم nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=67أف لكم ولما تعبدون من دون الله أفلا تعقلون )
اعلم أن القوم لما شاهدوا كسر الأصنام ، وقيل : إن فاعله
إبراهيم عليه السلام قالوا فيما بينهم : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=61فأتوا به على أعين الناس ) قال صاحب " الكشاف " : على أعين الناس في محل الحال ، أي فأتوا به مشاهدا ، أي بمرأى منهم ومنظر ، فإن قلت : ما معنى الاستعلاء في على ؟ قلت : هو وارد على طريق المثل أي يثبت إثباته في الأعين ثبات الراكب على المركوب .
أما قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=61لعلهم يشهدون ) ففيه وجهان ؛ أحدهما : أنهم كرهوا أن يأخذوه بغير بينة ، فأرادوا أن يجيئوا به على أعين الناس لعلهم يشهدون عليه بما قاله ، فيكون حجة عليه بما فعل ، وهذا قول
الحسن وقتادة والسدي وعطاء nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس رضي الله عنهم
وثانيهما : وهو قول
nindex.php?page=showalam&ids=13114محمد بن إسحاق أي يحضرون فيبصرون ما يصنع به فيكون ذلك زاجرا لهم عن الإقدام على مثل فعله ، وفيه قول ثالث : وهو قول
مقاتل والكلبي : أن المراد مجموع الوجهين ، فيشهدون عليه بفعله ويشهدون عقابه .
أما قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=62قالوا أأنت فعلت هذا ) فاعلم أن في الكلام حذفا ، وهو : فأتوا به ، وقالوا : أأنت فعلت ؟ طلبوا منه الاعتراف بذلك ليقدموا على إيذائه ، فظهر منه ما انقلب الأمر عليهم حتى تمنوا الخلاص منه ، فقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=63بل فعله كبيرهم هذا ) وقد علق الفأس على رقبته لكي يورد هذا القول فيظهر جهلهم في عبادة الأوثان ، فإن قيل قوله : بل فعله كبيرهم كذب . والجواب للناس فيه قولان ؛ أحدهما : وهو قول كافة المحققين : أنه ليس بكذب ، وذكروا في الاعتذار عنه وجوها .
أحدها : أن قصد
إبراهيم عليه السلام لم يكن إلى أن ينسب الفعل الصادر عنه إلى الصنم ، إنما قصد تقريره لنفسه وإثباته لها على أسلوب تعريضي يبلغ فيه غرضه من إلزامهم الحجة وتبكيتهم ، وهذا كما لو قال لك صاحبك وقد كتبت كتابا بخط رشيق ، وأنت شهير بحسن الخط ، أأنت كتبت هذا ؟ وصاحبك أمي لا يحسن الخط ، ولا يقدر إلا على خرمشة فاسدة ، فقلت له : بل كتبته أنت ، كأن قصدك بهذا الجواب تقرير ذلك مع الاستهزاء به ، لا نفيه عنك وإثباته للأمي أو المخرمش ؛ لأن إثباته والأمر دائر بينهما للعاجز منهما استهزاء به وإثبات للقادر .
وثانيها : أن
إبراهيم عليه السلام غاظته تلك الأصنام حين أبصرها مصطفة مزينة ؛ وكان غيظه من كبيرها أشد لما رأى من زيادة تعظيمهم له ، فأسند الفعل إليه ؛ لأنه هو السبب في استهانته بها وحطمه لها ، والفعل كما يسند إلى مباشره يسند إلى الحامل عليه .
وثالثها : أن يكون حكاية لما يلزم على مذهبهم ، كأنه قال لهم : ما تنكرون أن يفعله كبيرهم ، فإن من حق من يعبد ويدعى إلها أن يقدر على هذا وأشد منه . وهذه الوجوه الثلاثة ذكرها صاحب " الكشاف " .
ورابعها : أنه كناية عن غير مذكور ، أي فعله من فعله ، وكبيرهم هذا ابتداء الكلام ، ويروى عن
الكسائي أنه كان يقف عند قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=63بل فعله ) ثم يبتدئ (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=63كبيرهم هذا ) .
وخامسها : أنه يجوز أن يكون فيه وقف عند قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=63كبيرهم ) ، ثم يبتدئ فيقول : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=63هذا فاسألوهم ) والمعنى بل فعله كبيرهم ، وعنى نفسه ؛ لأن الإنسان أكبر من كل صنم .
وسادسها : أن يكون في الكلام تقديم وتأخير ، كأنه قال : بل فعله كبيرهم هذا إن كانوا ينطقون فاسألوهم ، فتكون إضافة الفعل إلى كبيرهم مشروطا بكونهم ناطقين ، فلما لم يكونوا ناطقين امتنع أن يكونوا فاعلين .
وسابعها : قرأ
محمد بن السميفع : " فعله كبيرهم " أي فلعل الفاعل كبيرهم .
القول الثاني : وهو قول طائفة من أهل الحكايات ، أن ذلك كذب ؛ واحتجوا بما
[ ص: 161 ] روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=16013243nindex.php?page=treesubj&link=31861لم يكذب إبراهيم إلا ثلاث كذبات كلها في ذات الله تعالى ، قوله : ( nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=89إني سقيم ) [ الصافات : 89 ] وقوله : ( nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=63بل فعله كبيرهم هذا ) وقوله لسارة : " هي أختي " وفي خبر آخر : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=16013244أن أهل الموقف إذا سألوا إبراهيم الشفاعة قال : إني كذبت ثلاث كذبات " ثم قرروا قولهم من جهة العقل ، وقالوا :
nindex.php?page=treesubj&link=18982الكذب ليس قبيحا لذاته ، فإن النبي عليه السلام إذا هرب من ظالم واختفى في دار إنسان ، وجاء الظالم وسأل عن حاله فإنه يجب الكذب فيه ، وإذا كان كذلك فأي بعد في أن يأذن الله تعالى في ذلك لمصلحة لا يعرفها إلا هو ؟ واعلم أن هذا القول مرغوب عنه ، أما الخبر الأول وهو الذي رووه ، فلأن يضاف الكذب إلى رواته أولى من أن يضاف إلى الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، والدليل القاطع عليه أنه لو جاز أن يكذبوا لمصلحة ويأذن الله تعالى فيه ، فلنجوز هذا الاحتمال في كل ما أخبروا عنه ، وفي كل ما أخبر الله تعالى عنه ، وذلك يبطل الوثوق بالشرائع وتطرق التهمة إلى كلها ، ثم إن ذلك الخبر لو صح فهو محمول على المعاريض على ما قال عليه السلام :
nindex.php?page=hadith&LINKID=16013245nindex.php?page=treesubj&link=18997_18982إن في المعاريض لمندوحة عن الكذب .
فأما قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=89إني سقيم ) فلعله كان به سقم قليل ، واستقصاء الكلام فيه يجيء في موضعه .
وأما قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=63بل فعله كبيرهم ) فقط ظهر الجواب عنه .
أما قوله
لسارة : إنها أختي ، فالمراد أنها أخته في الدين ، وإذا أمكن حمل الكلام على ظاهره من غير
nindex.php?page=treesubj&link=21377_10029نسبة الكذب إلى الأنبياء عليهم السلام ، فحينئذ لا يحكم بنسبة الكذب إليهم إلا زنديق .
أما قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=64فرجعوا إلى أنفسهم فقالوا إنكم أنتم الظالمون ) ففيه وجوه ؛ الأول : أن
إبراهيم عليه السلام لما نبههم بما أورده عليهم على قبح طريقهم تنبهوا ، فعلموا أن عبادة الأصنام باطلة ، وأنهم على غرور وجهل في ذلك . والثاني : قال
مقاتل : فرجعوا إلى أنفسهم فلاموها وقالوا : إنكم أنتم الظالمون
لإبراهيم حيث تزعمون أنه كسرها مع أن الفأس بين يدي الصنم الكبير . وثالثها : المعنى أنكم أنتم الظالمون لأنفسكم حيث سألتم منه عن ذلك حتى أخذ يستهزئ بكم في الجواب ، والأقرب هو الأول .
أما قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=65nindex.php?page=treesubj&link=28992_31848ثم نكسوا على رءوسهم لقد علمت ما هؤلاء ينطقون ) فقال صاحب " الكشاف " : نكسه قلبه فجعل أسفله أعلاه ، وفيه مسألتان :
المسألة الأولى : في المعنى وجوه ، أحدها : أن المراد استقاموا حين رجعوا إلى أنفسهم وأتوا بالفكرة الصالحة ، ثم انتكسوا فقلبوا عن تلك الحالة ، فأخذوا [ في ] المجادلة بالباطل ، وأن هؤلاء مع تقاصر حالها عن حال الحيوان الناطق آلهة معبودة . وثانيها : قلبوا على رءوسهم حقيقة لفرط إطراقهم خجلا وانكسارا وانخذالا مما بهتهم به إبراهيم فما أحاروا جوابا إلا ما هو حجة عليهم . وثالثها : قال
ابن جرير : ثم نكسوا على رءوسهم في الحجة عليهم
لإبراهيم حين جادلهم . أي قلبوا في الحجة واحتجوا على إبراهيم بما هو الحجة
لإبراهيم عليهم ، فقالوا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=65لقد علمت ما هؤلاء ينطقون ) فأقروا بهذه للحيرة التي لحقتهم ، قال : والمعنى نكست حجتهم ؛ فأقيم الخبر عنهم مقام الخبر عن حجتهم .
المسألة الثانية : قرئ "نكسوا" بالتشديد ، ونكسوا على لفظ ما لم يسم فاعله ، أي نكسوا أنفسهم على رءوسهم ، وهي قراءة
رضوان بن عبد المعبود .
[ ص: 162 ] أما قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=66قال أفتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم شيئا ولا يضركم nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=67أف لكم ولما تعبدون من دون الله أفلا تعقلون ) فالمعنى ظاهر . قال صاحب " الكشاف " : أف صوت إذا صوت به علم أن صاحبه متضجر ، وإن
إبراهيم عليه السلام أضجره ما رأى من ثباتهم على عبادتها بعد انقطاع عذرهم ، وبعد وضوح الحق وزهوق الباطل ، فتأفف بهم . ثم يحتمل أنه قال لهم ذلك ، وقد عرفوا صحة قوله . ويحتمل أنه قال لهم ذلك وقد ظهرت الحجة وإن لم يعقلوا . وهذا هو الأقرب لقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=66أفتعبدون ) ولقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=67أفلا تعقلون ) .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=61قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=62قَالُوا أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=63قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=64فَرَجَعُوا إِلَى أَنْفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=65ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلَاءِ يَنْطِقُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=66قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=67أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ )
[ ص: 160 ] قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=61قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=62قَالُوا أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَاإِبْرَاهِيمُ قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=64فَرَجَعُوا إِلَى أَنْفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=65ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلَاءِ يَنْطِقُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=66قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=67أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ )
اعْلَمْ أَنَّ الْقَوْمَ لَمَّا شَاهَدُوا كَسْرَ الْأَصْنَامِ ، وَقِيلَ : إِنَّ فَاعِلَهُ
إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=61فَأْتُوا بِهِ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ ) قَالَ صَاحِبُ " الْكَشَّافِ " : عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ فِي مَحَلِّ الْحَالِ ، أَيْ فَأْتُوا بِهِ مُشَاهَدًا ، أَيْ بِمَرْأًى مِنْهُمْ وَمَنْظَرٍ ، فَإِنْ قُلْتَ : مَا مَعْنَى الِاسْتِعْلَاءِ فِي عَلَى ؟ قُلْتُ : هُوَ وَارِدٌ عَلَى طَرِيقِ الْمَثَلِ أَيْ يَثْبُتُ إِثْبَاتُهُ فِي الْأَعْيُنِ ثَبَاتَ الرَّاكِبِ عَلَى الْمَرْكُوبِ .
أَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=61لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ ) فَفِيهِ وَجْهَانِ ؛ أَحَدُهُمَا : أَنَّهُمْ كَرِهُوا أَنْ يَأْخُذُوهُ بِغَيْرِ بَيِّنَةٍ ، فَأَرَادُوا أَنْ يَجِيئُوا بِهِ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ عَلَيْهِ بِمَا قَالَهُ ، فَيَكُونُ حُجَّةً عَلَيْهِ بِمَا فَعَلَ ، وَهَذَا قَوْلُ
الْحَسَنِ وَقَتَادَةَ وَالسُّدِّيِّ وَعَطَاءٍ nindex.php?page=showalam&ids=11وَابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ
وَثَانِيهُمَا : وَهُوَ قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=13114مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ أَيْ يَحْضُرُونَ فَيُبْصِرُونَ مَا يُصْنَعُ بِهِ فَيَكُونُ ذَلِكَ زَاجِرًا لَهُمْ عَنِ الْإِقْدَامِ عَلَى مِثْلِ فِعْلِهِ ، وَفِيهِ قَوْلٌ ثَالِثٌ : وَهُوَ قَوْلُ
مُقَاتِلٍ وَالْكَلْبِيِّ : أَنَّ الْمُرَادَ مَجْمُوعُ الْوَجْهَيْنِ ، فَيَشْهَدُونَ عَلَيْهِ بِفِعْلِهِ وَيَشْهَدُونَ عِقَابَهُ .
أَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=62قَالُوا أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَذَا ) فَاعْلَمْ أَنَّ فِي الْكَلَامِ حَذْفًا ، وَهُوَ : فَأَتَوْا بِهِ ، وَقَالُوا : أَأَنْتَ فَعَلْتَ ؟ طَلَبُوا مِنْهُ الِاعْتِرَافَ بِذَلِكَ لِيُقْدِمُوا عَلَى إِيذَائِهِ ، فَظَهَرَ مِنْهُ مَا انْقَلَبَ الْأَمْرُ عَلَيْهِمْ حَتَّى تَمَنَّوُا الْخَلَاصَ مِنْهُ ، فَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=63بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا ) وَقَدْ عَلَّقَ الْفَأْسَ عَلَى رَقَبَتِهِ لِكَيْ يُورِدَ هَذَا الْقَوْلَ فَيَظْهَرَ جَهْلُهُمْ فِي عِبَادَةِ الْأَوْثَانِ ، فَإِنْ قِيلَ قَوْلُهُ : بَلْ فَعَلُهُ كَبِيرُهُمْ كَذِبٌ . وَالْجَوَابُ لِلنَّاسِ فِيهِ قَوْلَانِ ؛ أَحَدُهُمَا : وَهُوَ قَوْلُ كَافَّةِ الْمُحَقِّقِينَ : أَنَّهُ لَيْسَ بِكَذِبٍ ، وَذَكَرُوا فِي الِاعْتِذَارِ عَنْهُ وُجُوهًا .
أَحَدُهَا : أَنَّ قَصْدَ
إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ لَمْ يَكُنْ إِلَى أَنْ يَنْسُبَ الْفِعْلَ الصَّادِرَ عَنْهُ إِلَى الصَّنَمِ ، إِنَّمَا قَصَدَ تَقْرِيرَهُ لِنَفْسِهِ وَإِثْبَاتَهُ لَهَا عَلَى أُسْلُوبٍ تَعْرِيضِيٍّ يُبَلِّغُ فِيهِ غَرَضَهُ مِنْ إِلْزَامِهِمُ الْحُجَّةَ وَتَبْكِيتِهِمْ ، وَهَذَا كَمَا لَوْ قَالَ لَكَ صَاحِبُكَ وَقَدْ كَتَبْتَ كِتَابًا بِخَطٍّ رَشِيقٍ ، وَأَنْتَ شَهِيرٌ بِحُسْنِ الْخَطِّ ، أَأَنْتَ كَتَبْتَ هَذَا ؟ وَصَاحِبُكَ أُمِّيٌّ لَا يُحْسِنُ الْخَطَّ ، وَلَا يَقْدِرُ إِلَّا عَلَى خَرْمَشَةٍ فَاسِدَةٍ ، فَقُلْتَ لَهُ : بَلْ كَتَبْتَهُ أَنْتَ ، كَأَنَّ قَصْدَكَ بِهَذَا الْجَوَابِ تَقْرِيرُ ذَلِكَ مَعَ الِاسْتِهْزَاءِ بِهِ ، لَا نَفْيُهُ عَنْكَ وَإِثْبَاتُهُ لِلْأُمِّيِّ أَوِ الْمُخَرْمِشِ ؛ لِأَنَّ إِثْبَاتَهُ وَالْأَمْرُ دَائِرٌ بَيْنَهُمَا لِلْعَاجِزِ مِنْهُمَا اسْتِهْزَاءٌ بِهِ وَإِثْبَاتٌ لِلْقَادِرِ .
وَثَانِيهَا : أَنَّ
إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ غَاظَتْهُ تِلْكَ الْأَصْنَامُ حِينَ أَبْصَرَهَا مُصْطَفَّةً مُزَيَّنَةً ؛ وَكَانَ غَيْظُهُ مِنْ كَبِيرِهَا أَشَدَّ لِمَا رَأَى مِنْ زِيَادَةِ تَعْظِيمِهِمْ لَهُ ، فَأَسْنَدَ الْفِعْلَ إِلَيْهِ ؛ لِأَنَّهُ هُوَ السَّبَبُ فِي اسْتِهَانَتِهِ بِهَا وَحَطْمِهِ لَهَا ، وَالْفِعْلُ كَمَا يُسْنَدُ إِلَى مُبَاشِرِهِ يُسْنَدُ إِلَى الْحَامِلِ عَلَيْهِ .
وَثَالِثُهَا : أَنْ يَكُونَ حِكَايَةً لِمَا يَلْزَمُ عَلَى مَذْهَبِهِمْ ، كَأَنَّهُ قَالَ لَهُمْ : مَا تُنْكِرُونَ أَنْ يَفْعَلَهُ كَبِيرُهُمْ ، فَإِنَّ مِنْ حَقِّ مَنْ يُعْبَدُ وَيُدْعَى إِلَهًا أَنْ يَقْدِرَ عَلَى هَذَا وَأَشَدَّ مِنْهُ . وَهَذِهِ الْوُجُوهُ الثَّلَاثَةُ ذَكَرَهَا صَاحِبُ " الْكَشَّافِ " .
وَرَابِعُهَا : أَنَّهُ كِنَايَةٌ عَنْ غَيْرِ مَذْكُورٍ ، أَيْ فَعَلَهُ مَنْ فَعَلَهُ ، وَكَبِيرُهُمْ هَذَا ابْتِدَاءُ الْكَلَامِ ، وَيُرْوَى عَنِ
الْكِسَائِيِّ أَنَّهُ كَانَ يَقِفُ عِنْدَ قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=63بَلْ فَعَلَهُ ) ثُمَّ يَبْتَدِئُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=63كَبِيرُهُمْ هَذَا ) .
وَخَامِسُهَا : أَنَّهُ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ فِيهِ وَقْفٌ عِنْدَ قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=63كَبِيرُهُمْ ) ، ثُمَّ يَبْتَدِئُ فَيَقُولُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=63هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ ) وَالْمَعْنَى بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ ، وَعَنَى نَفْسَهُ ؛ لِأَنَّ الْإِنْسَانَ أَكْبَرُ مِنْ كُلِّ صَنَمٍ .
وَسَادِسُهَا : أَنْ يَكُونَ فِي الْكَلَامِ تَقْدِيمٌ وَتَأْخِيرٌ ، كَأَنَّهُ قَالَ : بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ فَاسْأَلُوهُمْ ، فَتَكُونُ إِضَافَةُ الْفِعْلِ إِلَى كَبِيرِهِمْ مَشْرُوطًا بِكَوْنِهِمْ نَاطِقِينَ ، فَلَمَّا لَمْ يَكُونُوا نَاطِقِينَ امْتَنَعَ أَنْ يَكُونُوا فَاعِلِينَ .
وَسَابِعُهَا : قَرَأَ
مُحَمَّدُ بْنُ السَّمَيْفَعِ : " فَعَلَّهُ كَبِيرُهُمْ " أَيْ فَلَعَلَّ الْفَاعِلَ كَبِيرُهُمْ .
الْقَوْلُ الثَّانِي : وَهُوَ قَوْلُ طَائِفَةٍ مِنْ أَهْلِ الْحِكَايَاتِ ، أَنَّ ذَلِكَ كَذِبٌ ؛ وَاحْتَجُّوا بِمَا
[ ص: 161 ] رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=16013243nindex.php?page=treesubj&link=31861لَمْ يَكْذِبْ إِبْرَاهِيمُ إِلَّا ثَلَاثَ كَذِبَاتٍ كُلَّهَا فِي ذَاتِ اللَّهِ تَعَالَى ، قَوْلُهُ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=89إِنِّي سَقِيمٌ ) [ الصَّافَّاتِ : 89 ] وَقَوْلُهُ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=63بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا ) وَقَوْلُهُ لِسَارَّةَ : " هِيَ أُخْتِي " وَفِي خَبَرٍ آخَرَ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=16013244أَنَّ أَهْلَ الْمَوْقِفِ إِذَا سَأَلُوا إِبْرَاهِيمَ الشَّفَاعَةَ قَالَ : إِنِّي كَذَبْتُ ثَلَاثَ كَذِبَاتٍ " ثُمَّ قَرَّرُوا قَوْلَهُمْ مِنْ جِهَةِ الْعَقْلِ ، وَقَالُوا :
nindex.php?page=treesubj&link=18982الْكَذِبُ لَيْسَ قَبِيحًا لِذَاتِهِ ، فَإِنَّ النَّبِيَّ عَلَيْهِ السَّلَامُ إِذَا هَرَبَ مِنْ ظَالِمٍ وَاخْتَفَى فِي دَارِ إِنْسَانٍ ، وَجَاءَ الظَّالِمُ وَسَأَلَ عَنْ حَالِهِ فَإِنَّهُ يَجِبُ الْكَذِبُ فِيهِ ، وَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ فَأَيُّ بُعْدٍ فِي أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ تَعَالَى فِي ذَلِكَ لِمَصْلَحَةٍ لَا يَعْرِفُهَا إِلَّا هُوَ ؟ وَاعْلَمْ أَنَّ هَذَا الْقَوْلَ مَرْغُوبٌ عَنْهُ ، أَمَّا الْخَبَرُ الْأَوَّلُ وَهُوَ الَّذِي رَوَوْهُ ، فَلَأَنْ يُضَافَ الْكَذِبُ إِلَى رُوَاتِهِ أَوْلَى مِنْ أَنْ يُضَافَ إِلَى الْأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ ، وَالدَّلِيلُ الْقَاطِعُ عَلَيْهِ أَنَّهُ لَوْ جَازَ أَنْ يَكْذِبُوا لِمَصْلَحَةٍ وَيَأْذَنَ اللَّهُ تَعَالَى فِيهِ ، فَلْنُجَوِّزْ هَذَا الِاحْتِمَالَ فِي كُلِّ مَا أَخْبَرُوا عَنْهُ ، وَفِي كُلِّ مَا أَخْبَرَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ ، وَذَلِكَ يُبْطِلُ الْوُثُوقَ بِالشَّرَائِعِ وَتَطَّرَّقُ التُّهْمَةُ إِلَى كُلِّهَا ، ثُمَّ إِنَّ ذَلِكَ الْخَبَرَ لَوْ صَحَّ فَهُوَ مَحْمُولٌ عَلَى الْمَعَارِيضِ عَلَى مَا قَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=16013245nindex.php?page=treesubj&link=18997_18982إِنَّ فِي الْمَعَارِيضِ لَمَنْدُوحَةً عَنِ الْكَذِبِ .
فَأَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=89إِنِّي سَقِيمٌ ) فَلَعَلَّهُ كَانَ بِهِ سَقَمٌ قَلِيلٌ ، وَاسْتِقْصَاءُ الْكَلَامِ فِيهِ يَجِيءُ فِي مَوْضِعِهِ .
وَأَمَّا قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=63بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ ) فَقَطْ ظَهَرَ الْجَوَابُ عَنْهُ .
أَمَّا قَوْلُهُ
لِسَارَّةَ : إِنَّهَا أُخْتِي ، فَالْمُرَادُ أَنَّهَا أُخْتُهُ فِي الدِّينِ ، وَإِذَا أَمْكَنَ حَمْلُ الْكَلَامِ عَلَى ظَاهِرِهِ مِنْ غَيْرِ
nindex.php?page=treesubj&link=21377_10029نِسْبَةِ الْكَذِبِ إِلَى الْأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ ، فَحِينَئِذٍ لَا يَحْكُمُ بِنِسْبَةِ الْكَذِبِ إِلَيْهِمْ إِلَّا زِنْدِيقٌ .
أَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=64فَرَجَعُوا إِلَى أَنْفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ ) فَفِيهِ وُجُوهٌ ؛ الْأَوَّلُ : أَنَّ
إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ لَمَّا نَبَّهَهُمْ بِمَا أَوْرَدَهُ عَلَيْهِمْ عَلَى قُبْحِ طَرِيقِهِمْ تَنَبَّهُوا ، فَعَلِمُوا أَنَّ عِبَادَةَ الْأَصْنَامِ بَاطِلَةٌ ، وَأَنَّهُمْ عَلَى غُرُورٍ وَجَهْلٍ فِي ذَلِكَ . وَالثَّانِي : قَالَ
مُقَاتِلٌ : فَرَجَعُوا إِلَى أَنْفُسِهِمْ فَلَامُوهَا وَقَالُوا : إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ
لِإِبْرَاهِيمَ حَيْثُ تَزْعُمُونَ أَنَّهُ كَسَرَهَا مَعَ أَنَّ الْفَأْسَ بَيْنَ يَدَيِ الصَّنَمِ الْكَبِيرِ . وَثَالِثُهَا : الْمَعْنَى أَنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ لِأَنْفُسِكُمْ حَيْثُ سَأَلْتُمْ مِنْهُ عَنْ ذَلِكَ حَتَّى أَخَذَ يَسْتَهْزِئُ بِكُمْ فِي الْجَوَابِ ، وَالْأَقْرَبُ هُوَ الْأَوَّلُ .
أَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=65nindex.php?page=treesubj&link=28992_31848ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلَاءِ يَنْطِقُونَ ) فَقَالَ صَاحِبُ " الْكَشَّافِ " : نَكَسَهُ قَلَبَهُ فَجَعَلَ أَسْفَلَهُ أَعْلَاهُ ، وَفِيهِ مَسْأَلَتَانِ :
الْمَسْأَلَةُ الْأُولَى : فِي الْمَعْنَى وُجُوهٌ ، أَحَدُهَا : أَنَّ الْمُرَادَ اسْتَقَامُوا حِينَ رَجَعُوا إِلَى أَنْفُسِهِمْ وَأَتَوْا بِالْفِكْرَةِ الصَّالِحَةِ ، ثُمَّ انْتَكَسُوا فَقُلِبُوا عَنْ تِلْكَ الْحَالَةِ ، فَأَخَذُوا [ فِي ] الْمُجَادَلَةِ بِالْبَاطِلِ ، وَأَنَّ هَؤُلَاءِ مَعَ تَقَاصُرِ حَالِهَا عَنْ حَالِ الْحَيَوَانِ النَّاطِقِ آلِهَةٌ مَعْبُودَةٌ . وَثَانِيهَا : قُلِبُوا عَلَى رُءُوسِهِمْ حَقِيقَةً لِفَرْطِ إِطْرَاقِهِمْ خَجَلًا وَانْكِسَارًا وَانْخِذَالًا مِمَّا بَهَتَهُمْ بِهِ إِبْرَاهِيمُ فَمَا أَحَارُوا جَوَابًا إِلَّا مَا هُوَ حُجَّةٌ عَلَيْهِمْ . وَثَالِثُهَا : قَالَ
ابْنُ جَرِيرٍ : ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُءُوسِهِمْ فِي الْحُجَّةِ عَلَيْهِمْ
لِإِبْرَاهِيمَ حِينَ جَادَلَهُمْ . أَيْ قُلِبُوا فِي الْحُجَّةِ وَاحْتَجُّوا عَلَى إِبْرَاهِيمَ بِمَا هُوَ الْحُجَّةُ
لِإِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِمْ ، فَقَالُوا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=65لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلَاءِ يَنْطِقُونَ ) فَأَقَرُّوا بِهَذِهِ لِلْحَيْرَةِ الَّتِي لَحِقَتْهُمْ ، قَالَ : وَالْمَعْنَى نُكِسَتْ حُجَّتُهُمْ ؛ فَأُقِيمَ الْخَبَرُ عَنْهُمْ مَقَامَ الْخَبَرِ عَنْ حُجَّتِهِمْ .
الْمَسْأَلَةُ الثَّانِيَةُ : قُرِئَ "نُكِّسُوا" بِالتَّشْدِيدِ ، وَنُكِسُوا عَلَى لَفْظِ مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ ، أَيْ نَكَّسُوا أَنْفُسَهُمْ عَلَى رُءُوسِهِمْ ، وَهِيَ قِرَاءَةُ
رِضْوَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَعْبُودِ .
[ ص: 162 ] أَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=66قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=67أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ) فَالْمَعْنَى ظَاهِرٌ . قَالَ صَاحِبُ " الْكَشَّافِ " : أُفٍّ صَوْتٌ إِذَا صُوِّتَ بِهِ عُلِمَ أَنَّ صَاحِبَهُ مُتَضَجِّرٌ ، وَإِنَّ
إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَضْجَرَهُ مَا رَأَى مِنْ ثَبَاتِهِمْ عَلَى عِبَادَتِهَا بَعْدَ انْقِطَاعِ عُذْرِهِمْ ، وَبَعْدَ وُضُوحِ الْحَقِّ وَزُهُوقِ الْبَاطِلِ ، فَتَأَفَّفَ بِهِمْ . ثُمَّ يُحْتَمَلُ أَنَّهُ قَالَ لَهُمْ ذَلِكَ ، وَقَدْ عَرَفُوا صِحَّةَ قَوْلِهِ . وَيُحْتَمَلُ أَنَّهُ قَالَ لَهُمْ ذَلِكَ وَقَدْ ظَهَرَتِ الْحُجَّةُ وَإِنْ لَمْ يَعْقِلُوا . وَهَذَا هُوَ الْأَقْرَبُ لِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=66أَفَتَعْبُدُونَ ) وَلِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=67أَفَلَا تَعْقِلُونَ ) .