(
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=19هذان خصمان اختصموا في ربهم فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار يصب من فوق رءوسهم الحميم nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=20يصهر به ما في بطونهم والجلود nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=21ولهم مقامع من حديد nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=22كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم أعيدوا فيها وذوقوا عذاب الحريق nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=23إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=24وهدوا إلى الطيب من القول وهدوا إلى صراط الحميد )
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=19هذان خصمان اختصموا في ربهم فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار يصب من فوق رءوسهم الحميم nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=20يصهر به ما في بطونهم والجلود nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=21ولهم مقامع من حديد nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=22كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم أعيدوا فيها وذوقوا عذاب الحريق nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=23إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=24وهدوا إلى الطيب من القول وهدوا إلى صراط الحميد )
القراءة : روي عن
الكسائي " خصمان " بكسر الخاء ، وقرئ " قطعت " بالتخفيف كأن الله يقدر لهم نيرانا على مقادير جثثهم تشتمل عليهم كما تقطع الثياب الملبوسة ، قرأ
nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش : " كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم ردوا فيها "
الحسن : " يصهر " بتشديد الهاء للمبالغة ، وقرئ " ولؤلؤا " بالنصب على تقدير ويؤتون لؤلؤا كقوله : وحورا عينا ، ولؤلوا بقلب الهمزة الثانية واوا . واعلم أنه سبحانه لما بين أن الناس قسمان منهم من يسجد لله ومنهم من حق عليه العذاب ذكر هاهنا كيفية اختصامهم ، وفيه مسائل :
[ ص: 20 ] المسألة الأولى : احتج من قال : أقل الجمع اثنان بقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=19nindex.php?page=treesubj&link=28993هذان خصمان اختصموا ) ، والجواب : الخصم صفة وصف بها الفوج أو الفريق فكأنه قيل : هذان فوجان أو فريقان يختصمان ، فقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=19هذان ) للفظ واختصموا للمعنى كقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=16ومنهم من يستمع إليك حتى إذا خرجوا ) [ محمد : 16 ] .
المسألة الثانية : ذكروا في تفسير الخصمين وجوها :
أحدها : المراد طائفة المؤمنين وجماعتهم وطائفة الكفار وجماعتهم ، وأن كل الكفار يدخلون في ذلك ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله عنهما : يرجع إلى أهل الأديان الستة (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=19في ربهم ) أي في ذاته وصفاته .
وثانيها : روي أن أهل الكتاب قالوا : نحن أحق بالله وأقدم منكم كتابا ونبينا قبل نبيكم ، وقال المؤمنون : نحن أحق بالله آمنا
بمحمد وآمنا بنبيكم وبما أنزل الله من كتاب ، وأنتم تعرفون كتابنا ونبينا ثم تركتموه وكفرتم به حسدا ، فهذه خصومتهم في ربهم .
وثالثها : روى
قيس بن عبادة عن
nindex.php?page=showalam&ids=1584أبي ذر الغفاري - رحمه الله - أنه كان يحلف بالله أن هذه الآية نزلت في ستة نفر من
قريش تبارزوا يوم
بدر :
حمزة وعلي nindex.php?page=showalam&ids=136وعبيدة بن الحارث وعتبة وشيبة ابنا ربيعة
nindex.php?page=showalam&ids=15497والوليد بن عتبة ، وقال
علي عليه السلام : أنا أول من يجثو للخصومة بين يدي الله تعالى يوم القيامة . ورابعها : قال
عكرمة : هما الجنة والنار ، قالت النار : خلقني الله لعقوبته . وقالت الجنة : خلقني الله لرحمته ، فقص الله من خبرهما على
محمد صلى الله عليه وسلم ذلك ، والأقرب هو الأول لأن السبب وإن كان خاصا فالواجب حمل الكلام على ظاهره ، وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=19هذان ) كالإشارة إلى من تقدم ذكره وهم أهل الأديان الستة ، وأيضا ذكر صنفين : أهل طاعته وأهل معصيته ممن حق عليه العذاب ، فوجب أن يكون رجوع ذلك إليهما ، فمن خص به مشركي العرب أو
اليهود من حيث قالوا في كتابهم ونبيهم ما حكيناه فقد أخطأ ، وهذا هو الذي يدل عليه قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=17إن الله يفصل بينهم ) [ الحج : 17 ] أراد به الحكم ؛ لأن ذكر التخاصم يقتضي الواقع بعده يكون حكما
nindex.php?page=treesubj&link=30437_30539فبين الله تعالى حكمه في الكفار ، وذكر من أحوالهم أمورا ثلاثة :
أحدها : قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=19قطعت لهم ثياب من نار ) والمراد بالثياب إحاطة النار بهم كقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=41لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش ) [ الأعراف : 41 ] عن
أنس ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير من نحاس أذيب بالنار أخذا من قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=50سرابيلهم من قطران ) [ إبراهيم : 50 ] وأخرج الكلام بلفظ الماضي كقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=51ونفخ في الصور ) [ يس : 51 ] ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=21وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد ) [ ق : 21 ] لأن ما كان من أمر الآخرة فهو كالواقع . وثانيها : قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=19يصب من فوق رءوسهم الحميم nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=20يصهر به ما في بطونهم والجلود ) الحميم الماء الحار ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله عنهما : لو سقطت منه قطرة على جبال الدنيا لأذابتها ، يصهر أي يذاب أي إذا صب الحميم على رءوسهم كان تأثيره في الباطن نحو تأثيره في الظاهر ، فيذيب أمعاءهم وأحشاءهم كما يذيب جلودهم وهو أبلغ من قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=15وسقوا ماء حميما فقطع أمعاءهم ) [ محمد : 15 ] . وثالثها : قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=21ولهم مقامع من حديد ) المقامع السياط ، وفي الحديث :
nindex.php?page=hadith&LINKID=16013264لو وضعت مقمعة منها في الأرض فاجتمع عليها الثقلان ما أقلوها وأما قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=22كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم أعيدوا فيها ) فاعلم أن الإعادة لا تكون إلا بعد الخروج ، والمعنى كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم فخرجوا أعيدوا فيها ، ومعنى الخروج ما يروى عن
الحسن أن النار تضربهم بلهبها فترفعهم حتى إذا كانوا في أعلاها ضربوا بالمقامع فهووا فيها سبعين خريفا ، وقيل لهم : ذوقوا عذاب الحريق ، والحريق الغليظ من النار العظيم الإهلاك ، ثم إنه
nindex.php?page=treesubj&link=30394_30387_29680سبحانه ذكر حكمه في المؤمنين من أربعة أوجه :
[ ص: 21 ] أحدها : المسكن ، وهو قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=23إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار ) ، وثانيها : الحلية ، وهو قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=23يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير ) فبين تعالى أنه موصلهم في الآخرة إلى ما حرمه عليهم في الدنيا من هذه الأمور ، وإن كان من أحله لهم أيضا شاركهم فيه لأن المحلل للنساء في الدنيا يسير بالإضافة إلى ما سيحصل لهم في الآخرة . وثالثها : الملبوس وهو قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=23ولباسهم فيها حرير ) ، ورابعها : قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=24وهدوا إلى الطيب من القول ) وفيه وجوه :
أحدها : شهادة أن لا إله إلا الله هو الطيب من القول لقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=24مثلا كلمة طيبة ) [ إبراهيم : 24 ] وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=10إليه يصعد الكلم الطيب ) [ فاطر : 10 ] وهو صراط الحميد لقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=52وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم ) [ الشورى : 52 ] .
وثانيها : قال
السدي : وهدوا إلى الطيب من القول هو القرآن .
وثالثها : قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله عنهما في رواية
عطاء هو قولهم : الحمد لله الذي صدقنا وعده .
ورابعها : أنهم إذا ساروا إلى الدار الآخرة هدوا إلى البشارات التي تأتيهم من قبل الله تعالى بدوام النعيم والسرور والسلام ، وهو معنى قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=23والملائكة يدخلون عليهم من كل باب nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=24سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار ) [ الرعد : 23 ] ، وعندي فيه وجه خامس : وهو أن العلاقة البدنية جارية مجرى الحجاب للأرواح البشرية في الاتصال بعالم القدس ، فإذا فارقت أبدانها انكشف الغطاء ولاحت الأنوار الإلهية ، وظهور تلك الأنوار هو المراد من قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=24وهدوا إلى الطيب من القول وهدوا إلى صراط الحميد ) والتعبير عنها هو المراد من قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=24وهدوا إلى الطيب من القول ) .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=19هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=20يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=21وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=22كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=23إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=24وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ )
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=19هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=20يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=21وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=22كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=23إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=24وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ )
الْقِرَاءَةُ : رُوِيَ عَنِ
الْكِسَائِيِّ " خِصْمَانِ " بِكَسْرِ الْخَاءِ ، وَقُرِئَ " قُطِعَتْ " بِالتَّخْفِيفِ كَأَّنَ اللَّهَ يُقَدِّرُ لَهُمْ نِيرَانًا عَلَى مَقَادِيرِ جُثَثِهِمْ تَشْتَمِلُ عَلَيْهِمْ كَمَا تُقَطَّعُ الثِّيَابُ الْمَلْبُوسَةُ ، قَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=13726الْأَعْمَشُ : " كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ رُدُّوا فِيهَا "
الْحَسَنُ : " يُصَهَّرُ " بِتَشْدِيدِ الْهَاءِ لِلْمُبَالَغَةِ ، وَقُرِئَ " وَلُؤْلُؤًا " بِالنَّصْبِ عَلَى تَقْدِيرِ وَيُؤْتَوْنَ لُؤْلُؤًا كَقَوْلِهِ : وَحُورًا عِينًا ، وَلُؤْلُوًا بِقَلْبِ الْهَمْزَةِ الثَّانِيَةِ وَاوًا . وَاعْلَمْ أَنَّهُ سُبْحَانَهُ لَمَّا بَيَّنَ أَنَّ النَّاسَ قِسْمَانِ مِنْهُمْ مَنْ يَسْجُدُ لِلَّهِ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ ذَكَرَ هَاهُنَا كَيْفِيَّةَ اخْتِصَامِهِمْ ، وَفِيهِ مَسَائِلُ :
[ ص: 20 ] المسألة الْأُولَى : احْتَجَّ مَنْ قَالَ : أَقَلُّ الْجَمْعِ اثْنَانِ بِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=19nindex.php?page=treesubj&link=28993هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا ) ، وَالْجَوَابُ : الْخَصْمُ صِفَةٌ وُصِفَ بِهَا الْفَوْجُ أَوِ الْفَرِيقُ فَكَأَنَّهُ قِيلَ : هَذَانِ فَوْجَانِ أَوْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمَانِ ، فَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=19هَذَانِ ) لِلَّفْظِ وَاخْتَصَمُوا لِلْمَعْنَى كَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=16وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذَا خَرَجُوا ) [ مُحَمَّدٍ : 16 ] .
المسألة الثَّانِيَةُ : ذَكَرُوا فِي تَفْسِيرِ الْخَصْمَيْنِ وُجُوهًا :
أَحَدُهَا : الْمُرَادُ طَائِفَةُ الْمُؤْمِنِينَ وَجَمَاعَتُهُمْ وَطَائِفَةُ الْكُفَّارِ وَجَمَاعَتُهُمْ ، وَأَنَّ كُلَّ الْكُفَّارِ يَدْخُلُونَ فِي ذَلِكَ ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا : يَرْجِعُ إِلَى أَهْلِ الْأَدْيَانِ السِّتَّةِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=19فِي رَبِّهِمْ ) أَيْ فِي ذَاتِهِ وَصِفَاتِهِ .
وَثَانِيهَا : رُوِيَ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ قَالُوا : نَحْنُ أَحَقُّ بِاللَّهِ وَأَقْدَمُ مِنْكُمْ كِتَابًا وَنَبِيُّنَا قَبْلَ نَبِيِّكُمْ ، وَقَالَ الْمُؤْمِنُونَ : نَحْنُ أَحَقُّ بِاللَّهِ آمَنَّا
بِمُحَمَّدٍ وَآمَنَّا بِنَبِيِّكُمْ وَبِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ ، وَأَنْتُمْ تَعْرِفُونَ كِتَابَنَا وَنَبِيَّنَا ثُمَّ تَرَكْتُمُوهُ وَكَفَرْتُمْ بِهِ حَسَدًا ، فَهَذِهِ خُصُومَتُهُمْ فِي رَبِّهِمْ .
وَثَالِثُهَا : رَوَى
قَيْسُ بْنُ عُبَادَةَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=1584أَبِي ذَرٍّ الْغِفَارِيِّ - رَحِمَهُ اللَّهُ - أَنَّهُ كَانَ يَحْلِفُ بِاللَّهِ أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ نَزَلَتْ فِي سِتَّةِ نَفَرٍ مِنْ
قُرَيْشٍ تَبَارَزُوا يَوْمَ
بَدْرٍ :
حَمْزَةُ وَعَلِيٌّ nindex.php?page=showalam&ids=136وَعُبَيْدَةُ بْنُ الْحَارِثِ وَعُتْبَةُ وَشَيْبَةُ ابْنَا رَبِيعَةَ
nindex.php?page=showalam&ids=15497وَالْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ ، وَقَالَ
عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلَامُ : أَنَا أَوَّلُ مَنْ يَجْثُو لِلْخُصُومَةِ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ تَعَالَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ . وَرَابِعُهَا : قَالَ
عِكْرِمَةُ : هُمَا الْجَنَّةُ وَالنَّارُ ، قَالَتِ النَّارُ : خَلَقَنِي اللَّهُ لِعُقُوبَتِهِ . وَقَالَتِ الْجَنَّةُ : خَلَقَنِي اللَّهُ لِرَحْمَتِهِ ، فَقَصَّ اللَّهُ مِنْ خَبَرِهِمَا عَلَى
مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَلِكَ ، وَالْأَقْرَبُ هُوَ الْأَوَّلُ لِأَنَّ السَّبَبَ وَإِنْ كَانَ خَاصًّا فَالْوَاجِبُ حَمْلُ الْكَلَامِ عَلَى ظَاهِرِهِ ، وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=19هَذَانِ ) كَالْإِشَارَةِ إِلَى مَنْ تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ وَهُمْ أَهْلُ الْأَدْيَانِ السِّتَّةِ ، وَأَيْضًا ذَكَرَ صِنْفَيْنِ : أَهْلَ طَاعَتِهِ وَأَهْلَ مَعْصِيَتِهِ مِمَّنْ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ ، فَوَجَبَ أَنْ يَكُونَ رُجُوعُ ذَلِكَ إِلَيْهِمَا ، فَمَنْ خَصَّ بِهِ مُشْرِكِي الْعَرَبِ أَوِ
الْيَهُودَ مِنْ حَيْثُ قَالُوا فِي كِتَابِهِمْ وَنَبِيِّهِمْ مَا حَكَيْنَاهُ فَقَدْ أَخْطَأَ ، وَهَذَا هُوَ الَّذِي يَدُلُّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=17إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ ) [ الْحَجِّ : 17 ] أَرَادَ بِهِ الْحُكْمَ ؛ لِأَنَّ ذِكْرَ التَّخَاصُمِ يَقْتَضِي الْوَاقِعَ بَعْدَهُ يَكُونُ حُكْمًا
nindex.php?page=treesubj&link=30437_30539فَبَيَّنَ اللَّهُ تَعَالَى حُكْمَهُ فِي الْكُفَّارِ ، وَذَكَرَ مِنْ أَحْوَالِهِمْ أُمُورًا ثَلَاثَةً :
أَحَدُهَا : قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=19قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ ) وَالْمُرَادُ بِالثِّيَابِ إِحَاطَةُ النَّارِ بِهِمْ كَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=41لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ ) [ الْأَعْرَافِ : 41 ] عَنْ
أَنَسٍ ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ مِنْ نُحَاسٍ أُذِيبَ بِالنَّارِ أَخْذًا مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=50سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ ) [ إِبْرَاهِيمَ : 50 ] وَأُخْرِجَ الْكَلَامُ بِلَفْظِ الْمَاضِي كَقَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=51وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ) [ يس : 51 ] ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=21وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ ) [ ق : 21 ] لِأَنَّ مَا كَانَ مِنْ أَمْرِ الْآخِرَةِ فَهُوَ كَالْوَاقِعِ . وَثَانِيهَا : قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=19يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=20يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ ) الْحَمِيمُ الْمَاءُ الْحَارُّ ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا : لَوْ سَقَطَتْ مِنْهُ قَطْرَةٌ عَلَى جِبَالِ الدُّنْيَا لَأَذَابَتْهَا ، يُصْهَرُ أَيْ يُذَابُ أَيْ إِذَا صُبَّ الْحَمِيمُ عَلَى رُءُوسِهِمْ كَانَ تَأْثِيرُهُ فِي الْبَاطِنِ نَحْوَ تَأْثِيرِهِ فِي الظَّاهِرِ ، فَيُذِيبُ أَمْعَاءَهُمْ وَأَحْشَاءَهُمْ كَمَا يُذِيبُ جُلُودَهُمْ وَهُوَ أَبْلَغُ مِنْ قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=15وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ ) [ مُحَمَّدٍ : 15 ] . وَثَالِثُهَا : قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=21وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ ) الْمَقَامِعُ السِّيَاطُ ، وَفِي الْحَدِيثِ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=16013264لَوْ وُضِعَتْ مِقْمَعَةٌ مِنْهَا فِي الْأَرْضِ فَاجْتَمَعَ عَلَيْهَا الثَّقَلَانِ مَا أَقَلُّوهَا وَأَمَّا قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=22كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا ) فَاعْلَمْ أَنَّ الْإِعَادَةَ لَا تَكُونُ إِلَّا بَعْدَ الْخُرُوجِ ، وَالْمَعْنَى كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ فَخَرَجُوا أُعِيدُوا فِيهَا ، وَمَعْنَى الْخُرُوجِ مَا يُرْوَى عَنِ
الْحَسَنِ أَنَّ النَّارَ تَضْرِبُهُمْ بِلَهَبِهَا فَتَرْفَعُهُمْ حَتَّى إِذَا كَانُوا فِي أَعْلَاهَا ضُرِبُوا بِالْمَقَامِعِ فَهَوُوا فِيهَا سَبْعِينَ خَرِيفًا ، وَقِيلَ لَهُمْ : ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ ، وَالْحَرِيقُ الْغَلِيظُ مِنَ النَّارِ الْعَظِيمُ الْإِهْلَاكِ ، ثُمَّ إِنَّهُ
nindex.php?page=treesubj&link=30394_30387_29680سُبْحَانَهُ ذَكَرَ حُكْمَهُ فِي الْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَرْبَعَةِ أَوْجُهٍ :
[ ص: 21 ] أَحَدُهَا : الْمَسْكَنُ ، وَهُوَ قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=23إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ) ، وَثَانِيهَا : الْحِلْيَةُ ، وَهُوَ قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=23يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ ) فَبَيَّنَ تَعَالَى أَنَّهُ مُوَصِّلُهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَى مَا حَرَّمَهُ عَلَيْهِمْ فِي الدُّنْيَا مِنْ هَذِهِ الْأُمُورِ ، وَإِنْ كَانَ مَنْ أَحَلَّهُ لَهُمْ أَيْضًا شَارَكَهُمْ فِيهِ لِأَنَّ الْمُحَلَّلَ لِلنِّسَاءِ فِي الدُّنْيَا يَسِيرٌ بِالْإِضَافَةِ إِلَى مَا سَيَحْصُلُ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ . وَثَالِثُهَا : الْمَلْبُوسُ وَهُوَ قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=23وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ ) ، وَرَابِعُهَا : قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=24وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ ) وَفِيهِ وُجُوهٌ :
أَحَدُهَا : شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ هُوَ الطَّيِّبُ مِنَ الْقَوْلِ لِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=24مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً ) [ إِبْرَاهِيمَ : 24 ] وَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=10إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ ) [ فَاطِرٍ : 10 ] وَهُوَ صِرَاطُ الْحَمِيدِ لِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=52وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ) [ الشُّورَى : 52 ] .
وَثَانِيهَا : قَالَ
السُّدِّيُّ : وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ هُوَ الْقُرْآنُ .
وَثَالِثُهَا : قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فِي رِوَايَةِ
عَطَاءٍ هُوَ قَوْلُهُمْ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ .
وَرَابِعُهَا : أَنَّهُمْ إِذَا سَارُوا إِلَى الدَّارِ الْآخِرَةِ هُدُوا إِلَى الْبِشَارَاتِ الَّتِي تَأْتِيهِمْ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ تَعَالَى بِدَوَامِ النَّعِيمِ وَالسُّرُورِ وَالسَّلَامِ ، وَهُوَ مَعْنَى قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=23وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=24سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ) [ الرَّعْدِ : 23 ] ، وَعِنْدِي فِيهِ وَجْهٌ خَامِسٌ : وَهُوَ أَنَّ الْعَلَاقَةَ الْبَدَنِيَّةَ جَارِيَةٌ مَجْرَى الْحِجَابِ لِلْأَرْوَاحِ الْبَشَرِيَّةِ فِي الِاتِّصَالِ بِعَالَمِ الْقُدُسِ ، فَإِذَا فَارَقَتْ أَبْدَانَهَا انْكَشَفَ الْغِطَاءُ وَلَاحَتِ الْأَنْوَارُ الْإِلَهِيَّةُ ، وَظُهُورُ تِلْكَ الْأَنْوَارِ هُوَ الْمُرَادُ مِنْ قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=24وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ ) وَالتَّعْبِيرُ عَنْهَا هُوَ الْمُرَادُ مِنْ قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=24وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ ) .