(
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=26وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت أن لا تشرك بي شيئا وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=27وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=28ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=29ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق )
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=26وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت أن لا تشرك بي شيئا وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=27وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=28ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=29ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق )
اعلم أن قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=26وإذ بوأنا ) أي واذكر حين جعلنا
لإبراهيم مكان البيت مباءة ، أي مرجعا يرجع إليه للعمارة والعبادة . وكان قد رفع البيت إلى السماء أيام الطوفان وكان من ياقوتة حمراء ، فأعلم الله تعالى
إبراهيم عليه السلام مكانه بريح أرسلها فكشفت ما حوله فبناه على وضعه الأول ، وقيل : أمر
إبراهيم بأن يأتي موضع البيت فيبني ، فانطلق فخفي عليه مكانه فبعث الله تعالى على قدر
البيت الحرام في العرض والطول غمامة وفيها رأس يتكلم وله لسان وعينان ، فقال : يا
إبراهيم ابن على قدري وحيالي ، فأخذ في البناء وذهبت السحابة ، وهاهنا سؤالات :
السؤال الأول : لا شك أن ( أن ) هي المفسرة
nindex.php?page=treesubj&link=28993_31857فكيف يكون النهي عن الشرك والأمر بتطهير البيت تفسيرا للتبوئة ؟ الجواب : أنه سبحانه لما قال : جعلنا البيت مرجعا
لإبراهيم ، فكأنه قيل : ما معنى كون البيت مرجعا له ؟ فأجيب عنه بأن معناه أن يكون بقلبه موحدا لرب البيت عن الشريك والنظير ، وبقالبه مشتغلا بتنظيف البيت عن الأوثان والأصنام .
السؤال الثاني : أن
nindex.php?page=treesubj&link=31857_28675إبراهيم لما لم يشرك بالله فكيف قال أن لا تشرك بي ؟ الجواب : المعنى لا تجعل في العبادة لي شريكا ، ولا تشرك بي غرضا آخر في بناء البيت .
السؤال الثالث :
nindex.php?page=treesubj&link=31857البيت ما كان معمورا قبل ذلك فكيف قال : وطهر بيتي ؟ الجواب : لعل ذلك المكان كان صحراء وكانوا يرمون إليها الأقذار ، فأمر
إبراهيم ببناء البيت في ذلك المكان وتطهيره من الأقذار ، وكانت
[ ص: 25 ] معمورة فكانوا قد وضعوا فيها أصناما فأمره الله تعالى بتخريب ذلك البناء ووضع بناء جديد ، وذلك هو التطهير عن الأوثان ، أو يقال : المراد أنك بعد أن تبنيه فطهره عما لا ينبغي من الشرك وقول الزور .
وأما قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=26للطائفين والقائمين ) فقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله عنهما : للطائفين بالبيت من غير أهل
مكة (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=26والقائمين ) أي المقيمين بها (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=26والركع السجود ) أي من المصلين من الكل ، وقال آخرون : القائمون وهم المصلون ، لأن المصلي لا بد وأن يكون في صلاته جامعا بين القيام والركوع والسجود ، والله أعلم .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=26وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=27وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=28لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=29ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ )
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=26وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=27وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=28لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=29ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ )
اعْلَمْ أَنَّ قَوْلَهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=26وَإِذْ بَوَّأْنَا ) أَيْ وَاذْكُرْ حِينَ جَعَلْنَا
لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ مَبَاءَةً ، أَيْ مَرْجِعًا يَرْجِعُ إِلَيْهِ لِلْعِمَارَةِ وَالْعِبَادَةِ . وَكَانَ قَدْ رَفَعَ الْبَيْتَ إِلَى السَّمَاءِ أَيَّامَ الطُّوفَانِ وَكَانَ مِنْ يَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ ، فَأَعْلَمَ اللَّهُ تَعَالَى
إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ مَكَانَهُ بِرِيحٍ أَرْسَلَهَا فَكَشَفَتْ مَا حَوْلَهُ فَبَنَاهُ عَلَى وَضْعِهِ الْأَوَّلِ ، وَقِيلَ : أَمَرَ
إِبْرَاهِيمَ بِأَنْ يَأْتِيَ مَوْضِعَ الْبَيْتِ فَيَبْنِيَ ، فَانْطَلَقَ فَخَفِيَ عَلَيْهِ مَكَانُهُ فَبَعَثَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى قَدْرِ
الْبَيْتِ الْحَرَامِ فِي الْعَرْضِ وَالطُّولِ غَمَامَةً وَفِيهَا رَأْسٌ يَتَكَلَّمُ وَلَهُ لِسَانٌ وَعَيْنَانِ ، فَقَالَ : يَا
إِبْرَاهِيمُ ابْنِ عَلَى قَدْرِي وَحِيَالِي ، فَأَخَذَ فِي الْبِنَاءِ وَذَهَبَتِ السَّحَابَةُ ، وَهَاهُنَا سُؤَالَاتٌ :
السُّؤَالُ الْأَوَّلُ : لَا شَكَّ أَنَّ ( أَنْ ) هِيَ الْمُفَسِّرَةُ
nindex.php?page=treesubj&link=28993_31857فَكَيْفَ يَكُونُ النَّهْيُ عَنِ الشِّرْكِ وَالْأَمْرُ بِتَطْهِيرِ الْبَيْتِ تَفْسِيرًا لِلتَّبْوِئَةِ ؟ الْجَوَابُ : أَنَّهُ سُبْحَانَهُ لَمَّا قَالَ : جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَرْجِعًا
لِإِبْرَاهِيمَ ، فَكَأَنَّهُ قِيلَ : مَا مَعْنَى كَوْنِ الْبَيْتِ مَرْجِعًا لَهُ ؟ فَأُجِيبَ عَنْهُ بِأَنَّ مَعْنَاهُ أَنْ يَكُونَ بِقَلْبِهِ مُوَحِّدًا لِرَبِّ الْبَيْتِ عَنِ الشَّرِيكِ وَالنَّظِيرِ ، وَبِقَالَبِهِ مُشْتَغِلًا بِتَنْظِيفِ الْبَيْتِ عَنِ الْأَوْثَانِ وَالْأَصْنَامِ .
السُّؤَالُ الثَّانِي : أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=31857_28675إِبْرَاهِيمَ لَمَّا لَمْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَيْفَ قَالَ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي ؟ الْجَوَابُ : الْمَعْنَى لَا تَجْعَلْ فِي الْعِبَادَةِ لِي شَرِيكًا ، وَلَا تُشْرِكْ بِي غَرَضًا آخَرَ فِي بِنَاءِ الْبَيْتِ .
السُّؤَالُ الثَّالِثُ :
nindex.php?page=treesubj&link=31857الْبَيْتُ مَا كَانَ مَعْمُورًا قَبْلَ ذَلِكَ فَكَيْفَ قَالَ : وَطَهِّرْ بَيْتِيَ ؟ الْجَوَابُ : لَعَلَّ ذَلِكَ الْمَكَانَ كَانَ صَحْرَاءَ وَكَانُوا يَرْمُونَ إِلَيْهَا الْأَقْذَارَ ، فَأَمَرَ
إِبْرَاهِيمَ بِبِنَاءِ الْبَيْتِ فِي ذَلِكَ الْمَكَانِ وَتَطْهِيرِهِ مِنَ الْأَقْذَارِ ، وَكَانَتْ
[ ص: 25 ] مَعْمُورَةً فَكَانُوا قَدْ وَضَعُوا فِيهَا أَصْنَامًا فَأَمَرَهُ اللَّهُ تَعَالَى بِتَخْرِيبِ ذَلِكَ الْبِنَاءِ وَوَضْعِ بِنَاءٍ جَدِيدٍ ، وَذَلِكَ هُوَ التَّطْهِيرُ عَنِ الْأَوْثَانِ ، أَوْ يُقَالُ : الْمُرَادُ أَنَّكَ بَعْدَ أَنْ تَبْنِيَهُ فَطَهِّرْهُ عَمَّا لَا يَنْبَغِي مِنَ الشِّرْكِ وَقَوْلِ الزُّورِ .
وَأَمَّا قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=26لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ ) فَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا : لِلطَّائِفِينَ بِالْبَيْتِ مِنْ غَيْرِ أَهْلِ
مَكَّةَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=26وَالْقَائِمِينَ ) أَيِ الْمُقِيمِينَ بِهَا (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=26وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ) أَيْ مِنَ الْمُصَلِّينَ مِنَ الْكُلِّ ، وَقَالَ آخَرُونَ : الْقَائِمُونَ وَهُمُ الْمُصَلُّونَ ، لِأَنَّ الْمُصَلِّيَ لَا بُدَّ وَأَنْ يَكُونَ فِي صَلَاتِهِ جَامِعًا بَيْنَ الْقِيَامِ وَالرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ .