[ ص: 82 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=26قال رب انصرني بما كذبون nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=27فأوحينا إليه أن اصنع الفلك بأعيننا ووحينا فإذا جاء أمرنا وفار التنور فاسلك فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول منهم ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=28فإذا استويت أنت ومن معك على الفلك فقل الحمد لله الذي نجانا من القوم الظالمين nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=29وقل رب أنزلني منزلا مباركا وأنت خير المنزلين nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=30إن في ذلك لآيات وإن كنا لمبتلين )
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=26قال رب انصرني بما كذبون nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=27فأوحينا إليه أن اصنع الفلك بأعيننا ووحينا فإذا جاء أمرنا وفار التنور فاسلك فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول منهم ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=28فإذا استويت أنت ومن معك على الفلك فقل الحمد لله الذي نجانا من القوم الظالمين nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=29وقل رب أنزلني منزلا مباركا وأنت خير المنزلين nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=30إن في ذلك لآيات وإن كنا لمبتلين )
أما قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=26رب انصرني بما كذبون ) ففيه وجوه :
أحدها: أن في نصره إهلاكهم فكأنه قال: أهلكهم بسبب تكذيبهم إياي.
وثانيها: انصرني بدل ما كذبوني ، كما تقول: هذا بذاك أي: بدل ذاك ومكانه، والمعنى أبدلني من غم تكذيبهم سلوة النصر عليهم.
وثالثها: انصرني بإنجاز ما وعدتهم من العذاب وهو ما كذبوه فيه حين قال لهم: (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=59إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم ) [الأعراف: 59] ولما أجاب الله دعاءه قال: (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=27فأوحينا إليه أن اصنع الفلك بأعيننا ) أي: بحفظنا وكلئنا كأن معه من الله حافظا يكلؤه بعينه لئلا يتعرض له ولا يفسد عليه مفسد عمله، ومنه قولهم: عليه من الله عين كالئة، وهذه الآية دالة على فساد قول المشبهة في تمسكهم بقوله عليه السلام : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=16013302إن الله خلق آدم على صورته " لأن ثبوت الأعين يمنع من ذلك، واختلفوا في أنه عليه السلام
nindex.php?page=treesubj&link=32016_31836كيف صنع الفلك ، فقيل: إنه كان نجارا وكان عالما بكيفية اتخاذها، وقيل: إن
جبريل عليه السلام علمه عمل السفينة , ووصف له كيفية اتخاذها، وهذا هو الأقرب لقوله: (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=27بأعيننا ووحينا ) .
أما قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=27فإذا جاء أمرنا ) فاعلم أن لفظ الأمر كما هو حقيقة في طلب الفعل بالقول على سبيل الاستعلاء، فكذا هو حقيقة في الشأن العظيم، والدليل عليه أنك إذا قلت: هذا أمر, بقي الذهن يتردد بين المفهومين، وذلك يدل على كونه حقيقة فيهما، وتمام تقريره مذكور في كتاب المحصول في الأصول، ومن الناس من قال: إنما سماه أمرا على سبيل التعظيم والتفخيم، مثل قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=11فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها ) [فصلت: 11] .
أما قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=27وفار التنور ) فاختلفوا في التنور، فالأكثرون على أنه هو التنور المعروف. روي أنه قيل
لنوح : إذا رأيت الماء يفور من التنور فاركب أنت ومن معك في السفينة، فلما نبع الماء من التنور أخبرته امرأته فركب، وقيل: كان تنور
آدم من حجارة فصار إلى
نوح، واختلف في مكانه، فعن
nindex.php?page=showalam&ids=14577الشعبي : في مسجد
الكوفة عن يمين الداخل مما يلي باب كندة، وكان
نوح عليه السلام عمل السفينة في وسط المسجد، وقيل :
بالشام بموضع يقال له:
عين وردة ، وقيل
بالهند .
القول الثاني: أن التنور وجه الأرض ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله عنهما.
الثالث: أنه أشرف موضع في الأرض ؛ أي: أعلاه ، عن قتادة .
والرابع: (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=27وفار التنور ) أي: طلع الفجر ، عن
علي عليه السلام ، وقيل: إن فوران التنور كان عند طلوع الفجر.
والخامس: هو مثل قولهم : حمي الوطيس.
والسادس: أنه الموضع المنخفض من السفينة الذي يسيل الماء إليه ، عن
الحسن رحمه الله، والقول الأول هو
[ ص: 83 ] الصواب; لأن
nindex.php?page=treesubj&link=21016_21025العدول عن الحقيقة إلى المجاز من غير دليل لا يجوز، واعلم أن
nindex.php?page=treesubj&link=31836_31828_32016الله تعالى جعل فوران التنور علامة لنوح عليه السلام حتى يركب عنده السفينة ; طلبا لنجاته ونجاة من آمن به من قومه.
أما قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=27فاسلك فيها ) أي: أدخل فيها، يقال: سلك فيه ؛ أي: دخل فيه ، وسلك غيره وأسلكه (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=27من كل زوجين اثنين ) أي: من كل زوجين من الحيوان الذي يحضره في الوقت (اثنين) الذكر والأنثى; لكي لا ينقطع نسل ذلك الحيوان، وكل واحد منهما زوج ، لا كما تقوله العامة من أن الزوج هو الاثنان، روي أنه لم يحمل إلا ما يلد ويبيض، وقرئ "من كل" بالتنوين، أي: من كل أمة زوجين، واثنين تأكيد وزيادة بيان.
أما قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=27وأهلك إلا من سبق عليه القول منهم ) أي: وأدخل أهلك، ولفظ (على) إنما يستعمل في المضار; قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=286لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ) [البقرة: 286] واعلم أن هذه الآية تدل على أمرين، أحدهما: أنه سبحانه أمره بإدخال سائر من آمن به وإن لم يكن من أهله، وقيل: المراد بـ (أهله) من آمن دون من يتصل به نسبا أو سببا ، وهذا ضعيف، وإلا لما جاز استثناء قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=27إلا من سبق عليه القول ) والثاني: أنه قال: (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=27ولا تخاطبني في الذين ظلموا ) يعني
كنعان ، فإنه سبحانه لما أخبر بإهلاكهم وجب أن ينهاه عن أن يسأله في بعضهم; لأنه إن أجابه إليه، فقد صير خبره الصدق كذبا، وإن لم يجبه إليه كان ذلك تحقيرا لشأن
نوح عليه السلام ، فلذلك قال: (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=27إنهم مغرقون ) أي الغرق نازل بهم لا محالة.
[ ص: 82 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=26قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=27فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا فَإِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ فَاسْلُكْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=28فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=29وَقُلْ رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبَارَكًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=30إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ وَإِنْ كُنَّا لَمُبْتَلِينَ )
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=26قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=27فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا فَإِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ فَاسْلُكْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=28فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=29وَقُلْ رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبَارَكًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=30إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ وَإِنْ كُنَّا لَمُبْتَلِينَ )
أَمَّا قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=26رَبِّ انْصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ ) فَفِيهِ وُجُوهٌ :
أَحَدُهَا: أَنَّ فِي نَصْرِهِ إِهْلَاكَهُمْ فَكَأَنَّهُ قَالَ: أَهْلِكْهُمْ بِسَبَبِ تَكْذِيبِهِمْ إِيَّايَ.
وَثَانِيهَا: انْصُرْنِي بَدَلَ مَا كَذَّبُونِي ، كَمَا تَقُولُ: هَذَا بِذَاكَ أَيْ: بَدَلُ ذَاكَ وَمَكَانُهُ، وَالْمَعْنَى أَبْدِلْنِي مِنْ غَمِّ تَكْذِيبِهِمْ سَلْوَةَ النَّصْرِ عَلَيْهِمْ.
وَثَالِثُهَا: انْصُرْنِي بِإِنْجَازِ مَا وَعَدْتَهُمْ مِنَ الْعَذَابِ وَهُوَ مَا كَذَّبُوهُ فِيهِ حِينَ قَالَ لَهُمْ: (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=59إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ) [الْأَعْرَافِ: 59] وَلَمَّا أَجَابَ اللَّهُ دُعَاءَهُ قَالَ: (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=27فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا ) أَيْ: بِحِفْظِنَا وَكَلَئِنَا كَأَنَّ مَعَهُ مِنَ اللَّهِ حَافِظًا يَكْلَؤُهُ بِعَيْنِهِ لِئَلَّا يَتَعَرَّضَ لَهُ وَلَا يُفْسِدَ عَلَيْهِ مُفْسِدٌ عَمَلَهُ، وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: عَلَيْهِ مِنَ اللَّهِ عَيْنٌ كَالِئَةٌ، وَهَذِهِ الْآيَةُ دَالَّةٌ عَلَى فَسَادِ قَوْلِ الْمُشَبِّهَةِ فِي تَمَسُّكِهِمْ بِقَوْلِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=16013302إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ " لِأَنَّ ثُبُوتَ الْأَعْيُنِ يَمْنَعُ مِنْ ذَلِكَ، وَاخْتَلَفُوا فِي أَنَّهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ
nindex.php?page=treesubj&link=32016_31836كَيْفَ صَنَعَ الْفُلْكَ ، فَقِيلَ: إِنَّهُ كَانَ نَجَّارًا وَكَانَ عَالِمًا بِكَيْفِيَّةِ اتِّخَاذِهَا، وَقِيلَ: إِنَّ
جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَلَّمَهُ عَمَلَ السَّفِينَةِ , وَوَصَفَ لَهُ كَيْفِيَّةَ اتِّخَاذِهَا، وَهَذَا هُوَ الْأَقْرَبُ لِقَوْلِهِ: (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=27بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا ) .
أَمَّا قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=27فَإِذَا جَاءَ أَمْرُنَا ) فَاعْلَمْ أَنَّ لَفْظَ الْأَمْرِ كَمَا هُوَ حَقِيقَةٌ فِي طَلَبِ الْفِعْلِ بِالْقَوْلِ عَلَى سَبِيلِ الِاسْتِعْلَاءِ، فَكَذَا هُوَ حَقِيقَةٌ فِي الشَّأْنِ الْعَظِيمِ، وَالدَّلِيلُ عَلَيْهِ أَنَّكَ إِذَا قُلْتَ: هَذَا أَمْرٌ, بَقِيَ الذِّهْنُ يَتَرَدَّدُ بَيْنَ الْمَفْهُومَيْنِ، وَذَلِكَ يَدُلُّ عَلَى كَوْنِهِ حَقِيقَةً فِيهِمَا، وَتَمَامُ تَقْرِيرِهِ مَذْكُورٌ فِي كِتَابِ الْمَحْصُولِ فِي الْأُصُولِ، وَمِنَ النَّاسِ مَنْ قَالَ: إِنَّمَا سَمَّاهُ أَمْرًا عَلَى سَبِيلِ التَّعْظِيمِ وَالتَّفْخِيمِ، مِثْلَ قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=11فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا ) [فُصِّلَتْ: 11] .
أَمَّا قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=27وَفَارَ التَّنُّورُ ) فَاخْتَلَفُوا فِي التَّنُّورِ، فَالْأَكْثَرُونَ عَلَى أَنَّهُ هُوَ التَّنُّورُ الْمَعْرُوفُ. رُوِيَ أَنَّهُ قِيلَ
لِنُوحٍ : إِذَا رَأَيْتَ الْمَاءَ يَفُورُ مِنَ التَّنُّورِ فَارْكَبْ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ فِي السَّفِينَةِ، فَلَمَّا نَبَعَ الْمَاءُ مِنَ التَّنُّورِ أَخْبَرَتْهُ امْرَأَتُهُ فَرَكِبَ، وَقِيلَ: كَانَ تَنُّورُ
آدَمَ مِنْ حِجَارَةٍ فَصَارَ إِلَى
نُوحٍ، وَاخْتُلِفَ فِي مَكَانِهِ، فَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14577الشَّعْبِيِّ : فِي مَسْجِدِ
الْكُوفَةِ عَنْ يَمِينِ الدَّاخِلِ مِمَّا يَلِي بَابَ كِنْدَةَ، وَكَانَ
نُوحٌ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَمِلَ السَّفِينَةَ فِي وَسَطِ الْمَسْجِدِ، وَقِيلَ :
بِالشَّامِ بِمَوْضِعٍ يُقَالُ لَهُ:
عَيْنُ وَرْدَةٍ ، وَقِيلَ
بِالْهِنْدِ .
الْقَوْلُ الثَّانِي: أَنَّ التَّنُّورَ وَجْهُ الْأَرْضِ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا.
الثَّالِثُ: أَنَّهُ أَشْرَفُ مَوْضِعٍ فِي الْأَرْضِ ؛ أَيْ: أَعْلَاهُ ، عَنْ قَتَادَةَ .
وَالرَّابِعُ: (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=27وَفَارَ التَّنُّورُ ) أَيْ: طَلْعَ الْفَجْرُ ، عَنْ
عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ ، وَقِيلَ: إِنَّ فَوَرَانَ التَّنُّورِ كَانَ عِنْدَ طُلُوعِ الْفَجْرِ.
وَالْخَامِسُ: هُوَ مِثْلُ قَوْلِهِمْ : حَمِيَ الْوَطِيسُ.
وَالسَّادِسُ: أَنَّهُ الْمَوْضِعُ الْمُنْخَفِضُ مِنَ السَّفِينَةِ الَّذِي يَسِيلُ الْمَاءُ إِلَيْهِ ، عَنِ
الْحَسَنِ رَحِمَهُ اللَّهُ، وَالْقَوْلُ الْأَوَّلُ هُوَ
[ ص: 83 ] الصَّوَابُ; لِأَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=21016_21025الْعُدُولَ عَنِ الْحَقِيقَةِ إِلَى الْمَجَازِ مِنْ غَيْرِ دَلِيلٍ لَا يَجُوزُ، وَاعْلَمْ أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=31836_31828_32016اللَّهَ تَعَالَى جَعَلَ فَوَرَانَ التَّنُّورِ عَلَامَةً لِنُوحٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ حَتَّى يَرْكَبَ عِنْدَهُ السَّفِينَةَ ; طَلَبًا لِنَجَاتِهِ وَنَجَاةِ مَنْ آمَنَ بِهِ مِنْ قَوْمِهِ.
أَمَّا قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=27فَاسْلُكْ فِيهَا ) أَيْ: أَدْخِلْ فِيهَا، يُقَالُ: سَلَكَ فِيهِ ؛ أَيْ: دَخَلَ فِيهِ ، وَسَلَكَ غَيْرَهُ وَأَسْلَكَهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=27مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ ) أَيْ: مِنْ كُلِّ زَوْجَيْنِ مِنَ الْحَيَوَانِ الَّذِي يَحْضُرُهُ فِي الْوَقْتِ (اثْنَيْنِ) الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى; لِكَيْ لَا يَنْقَطِعَ نَسْلُ ذَلِكَ الْحَيَوَانِ، وَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا زَوْجٌ ، لَا كَمَا تَقُولُهُ الْعَامَّةُ مِنْ أَنَّ الزَّوْجَ هُوَ الِاثْنَانِ، رُوِيَ أَنَّهُ لَمْ يَحْمِلْ إِلَّا مَا يَلِدُ وَيَبِيضُ، وَقُرِئَ "مِنْ كُلٍّ" بِالتَّنْوِينِ، أَيْ: مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ زَوْجَيْنِ، وَاثْنَيْنِ تَأْكِيدٌ وَزِيَادَةُ بَيَانٍ.
أَمَّا قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=27وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ ) أَيْ: وَأَدْخِلْ أَهْلَكَ، وَلَفْظُ (عَلَى) إِنَّمَا يُسْتَعْمَلُ فِي الْمَضَارِّ; قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=286لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ) [الْبَقَرَةِ: 286] وَاعْلَمْ أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ تَدُلُّ عَلَى أَمْرَيْنِ، أَحَدُهُمَا: أَنَّهُ سُبْحَانَهُ أَمَرَهُ بِإِدْخَالِ سَائِرِ مَنْ آمَنَ بِهِ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ مِنْ أَهْلِهِ، وَقِيلَ: الْمُرَادُ بِـ (أَهْلِهِ) مَنْ آمَنَ دُونَ مَنْ يَتَّصِلُ بِهِ نَسَبًا أَوْ سَبَبًا ، وَهَذَا ضَعِيفٌ، وَإِلَّا لَمَا جَازَ اسْتِثْنَاءُ قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=27إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ ) وَالثَّانِي: أَنَّهُ قَالَ: (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=27وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا ) يَعْنِي
كَنْعَانَ ، فَإِنَّهُ سُبْحَانَهُ لَمَّا أَخْبَرَ بِإِهْلَاكِهِمْ وَجَبَ أَنْ يَنْهَاهُ عَنْ أَنْ يَسْأَلَهُ فِي بَعْضِهِمْ; لِأَنَّهُ إِنْ أَجَابَهُ إِلَيْهِ، فَقَدْ صَيَّرَ خَبَرَهُ الصِّدْقَ كَذِبًا، وَإِنْ لَمْ يُجِبْهُ إِلَيْهِ كَانَ ذَلِكَ تَحْقِيرًا لِشَأْنِ
نُوحٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ ، فَلِذَلِكَ قَالَ: (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=27إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ ) أَيِ الْغَرَقُ نَازِلٌ بِهِمْ لَا مَحَالَةَ.