[ ص: 112 ]
(
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=117ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=118وقل رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين )
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=117ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=118وقل رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين )
اعلم أنه سبحانه لما بين أنه هو الملك الحق لا إله إلا هو ، أتبعه بأن
nindex.php?page=treesubj&link=29705من ادعى إلها آخر فقد ادعى باطلا من حيث لا برهان لهم فيه، ونبه بذلك على أن كل ما لا برهان فيه لا يجوز إثباته، وذلك يوجب صحة النظر وفساد التقليد، ثم ذكر أن من قال بذلك فجزاؤه العقاب العظيم بقوله: (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=117فإنما حسابه عند ربه ) كأنه قال: إن عقابه بلغ إلى حيث لا يقدر أحد على حسابه إلا الله تعالى ، وقرئ (أنه لا يفلح) بفتح الهمزة، ومعناه حسابه عدم الفلاح. جعل فاتحة السورة (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=1قد أفلح المؤمنون ) [المؤمنون: 1] وخاتمتها (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=117إنه لا يفلح الكافرون ) فشتان ما بين الفاتحة والخاتمة.
ثم أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بأن يقول: رب اغفر وارحم، ويثني عليه بأنه خير الراحمين، وقد تقدم بيان أنه سبحانه خير الراحمين، فإن قيل: كيف تتصل هذه الخاتمة بما قبلها؟ قلنا: لأنه سبحانه لما شرح أحوال الكفار في جهلهم في الدنيا وعذابهم في الآخرة أمر بالانقطاع إلى الله تعالى والالتجاء إلى دلائل غفرانه ورحمته، فإنهما هما العاصمان عن كل الآفات والمخافات، وروي أن أول سورة (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=1قد أفلح ) وآخرها من كنوز العرش ، من عمل بثلاث آيات من أولها واتعظ بأربع من آخرها ، فقد نجا وأفلح. والله أعلم بالصواب وإليه المرجع والمآب، والحمد لله وحده وصلاته على خير خلقه سيدنا
محمد وآله وأصحابه وأزواجه وعترته وأهل بيته.
[ ص: 112 ]
(
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=117وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=118وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ )
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=117وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=118وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ )
اعْلَمْ أَنَّهُ سُبْحَانَهُ لَمَّا بَيَّنَ أَنَّهُ هُوَ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ، أَتْبَعُهُ بِأَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=29705مَنِ ادَّعَى إِلَهًا آخَرَ فَقَدِ ادَّعَى بَاطِلًا مِنْ حَيْثُ لَا بُرْهَانَ لَهُمْ فِيهِ، وَنَبَّهَ بِذَلِكَ عَلَى أَنَّ كُلَّ مَا لَا بُرْهَانَ فِيهِ لَا يَجُوزُ إِثْبَاتُهُ، وَذَلِكَ يُوجِبُ صِحَّةَ النَّظَرِ وَفَسَادَ التَّقْلِيدِ، ثُمَّ ذَكَرَ أَنَّ مَنْ قَالَ بِذَلِكَ فَجَزَاؤُهُ الْعِقَابُ الْعَظِيمُ بِقَوْلِهِ: (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=117فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ ) كَأَنَّهُ قَالَ: إِنَّ عِقَابَهُ بَلَغَ إِلَى حَيْثُ لَا يَقْدِرُ أَحَدٌ عَلَى حِسَابِهِ إِلَّا اللَّهُ تَعَالَى ، وَقُرِئَ (أَنَّهُ لَا يُفْلِحُ) بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ، وَمَعْنَاهُ حِسَابُهُ عَدَمُ الْفَلَاحِ. جَعَلَ فَاتِحَةَ السُّورَةِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=1قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ) [الْمُؤْمِنُونَ: 1] وَخَاتِمَتَهَا (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=117إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ ) فَشَتَّانَ مَا بَيْنَ الْفَاتِحَةِ وَالْخَاتِمَةِ.
ثُمَّ أُمِرَ الرَّسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَنْ يَقُولَ: رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ، وَيُثْنِي عَلَيْهِ بِأَنَّهُ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ، وَقَدْ تَقَدَّمَ بَيَانُ أَنَّهُ سُبْحَانَهُ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ، فَإِنْ قِيلَ: كَيْفَ تَتَّصِلُ هَذِهِ الْخَاتِمَةُ بِمَا قَبْلَهَا؟ قُلْنَا: لِأَنَّهُ سُبْحَانَهُ لَمَّا شَرَحَ أَحْوَالَ الْكُفَّارِ فِي جَهْلِهِمْ فِي الدُّنْيَا وَعَذَابِهِمْ فِي الْآخِرَةِ أَمَرَ بِالِانْقِطَاعِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى وَالِالْتِجَاءِ إِلَى دَلَائِلِ غُفْرَانِهِ وَرَحْمَتِهِ، فَإِنَّهُمَا هُمَا الْعَاصِمَانِ عَنْ كُلِّ الْآفَاتِ وَالْمَخَافَاتِ، وَرُوِيَ أَنَّ أَوَّلَ سُورَةِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=1قَدْ أَفْلَحَ ) وَآخِرَهَا مِنْ كُنُوزِ الْعَرْشِ ، مَنْ عَمِلَ بِثَلَاثِ آيَاتٍ مِنْ أَوَّلِهَا وَاتَّعَظَ بِأَرْبَعٍ مِنْ آخِرِهَا ، فَقَدْ نَجَا وَأَفْلَحَ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِالصَّوَابِ وَإِلَيْهِ الْمَرْجِعُ وَالْمَآبُ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَحْدَهُ وَصَلَاتُهُ عَلَى خَيْرِ خَلْقِهِ سَيِّدِنَا
مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَزْوَاجِهِ وَعِتْرَتِهِ وَأَهْلِ بَيْتِهِ.