(
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=68والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=69يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=70إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=71ومن تاب وعمل صالحا فإنه يتوب إلى الله متابا ) .
الصفة السادسة .
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=68والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=69يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=70إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=71ومن تاب وعمل صالحا فإنه يتوب إلى الله متابا ) .
اعلم أنه سبحانه وتعالى ذكر أن من
nindex.php?page=treesubj&link=28675_10279_25124صفة عباد الرحمن الاحتراز عن الشرك والقتل والزنا ، ثم ذكر بعد ذلك حكم من يفعل هذه الأشياء من العقاب ، ثم استثنى من جملتهم التائب ، وههنا سؤالات :
السؤال الأول : أنه تعالى قبل ذكر هذه الصفة نزه عباد الرحمن عن الأمور الخفيفة ، فكيف يليق بعد ذلك أن يطهرهم عن الأمور العظيمة مثل الشرك والقتل والزنا ، أليس أنه لو كان الترتيب بالعكس منه كان أولى ؟ الجواب : أن الموصوف بتلك الصفات السالفة قد يكون متمسكا بالشرك تدينا ، ومقدما على قتل الموءودة تدينا ، وعلى الزنا تدينا ، فبين تعالى أن المرء لا يصير بتلك الخصال وحدها من عباد الرحمن ، حتى يضاف إلى ذلك كونه مجانبا لهذه الكبائر ، وأجاب
الحسن رحمه الله من وجه آخر فقال : المقصود من ذلك التنبيه على الفرق بين سيرة المسلمين وسيرة الكفار ، كأنه قال : وعباد الرحمن هم الذين لا يدعون مع الله إلها آخر وأنتم تدعون ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=68ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ) وأنتم تقتلون الموءودة ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=68ولا يزنون ) وأنتم تزنون .
السؤال الثاني : ما معنى قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=68ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ) ، ومعلوم أنه
nindex.php?page=treesubj&link=9149_25127من يحل قتله لا يدخل في النفس المحرمة ، فكيف يصح هذا الاستثناء ؟ الجواب : المقتضي لحرمة القتل قائم أبدا ، وجواز القتل إنما ثبت بالمعارض ، فقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=68حرم الله ) إشارة إلى المقتضي ، وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=68إلا بالحق ) إشارة إلى المعارض .
السؤال الثالث :
nindex.php?page=treesubj&link=9963_25123_10379_9839بأي سبب يحل القتل ؟ الجواب : بالردة وبالزنا بعد الإحصان ، وبالقتل قودا على ما في الحديث ، وقيل : وبالمحاربة وبالبينة ، وإن لم يكن لما شهدت به حقيقة .
[ ص: 97 ] السؤال الرابع : منهم من فسر قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=68ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ) بالردة ، فهل يصح ذلك ؟ الجواب : لفظ القتل عام ، فيتناول الكل . وعن
ابن مسعود :
nindex.php?page=hadith&LINKID=16013527 " قلت : يا رسول الله ، أي الذنب أعظم ؟ قال : أن تجعل لله ندا وهو خلقك . قلت : ثم أي ؟ قال : أن تقتل ولدك خشية أن يأكل معك . قلت : ثم أي ؟ قال : أن تزني بحليلة جارك فأنزل الله تصديقه .
السؤال الخامس : ما الأثام ؟ الجواب : فيه وجوه :
أحدها : أن الأثام جزاء الإثم ، بوزن الوبال والنكال .
وثانيها : وهو قول
أبي مسلم : أن الأثام والإثم واحد ، والمراد ههنا جزاء الأثام ، فأطلق اسم الشيء على جزائه .
وثالثها : قال
الحسن : الأثام اسم من
nindex.php?page=treesubj&link=30428أسماء جهنم . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد : (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=68أثاما ) واد في جهنم . وقرأ
ابن مسعود : " أثاما " أي شديدا ، يقال : يوم ذو أثام ، لليوم العصيب .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=68وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=69يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=70إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=71وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا ) .
الصِّفَةُ السَّادِسَةُ .
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=68وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=69يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=70إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=71وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا ) .
اعْلَمْ أَنَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ذَكَرَ أَنَّ مِنْ
nindex.php?page=treesubj&link=28675_10279_25124صِفَةِ عِبَادِ الرَّحْمَنِ الِاحْتِرَازَ عَنِ الشِّرْكِ وَالْقَتْلِ وَالزِّنَا ، ثُمَّ ذَكَرَ بَعْدَ ذَلِكَ حُكْمَ مَنْ يَفْعَلُ هَذِهِ الْأَشْيَاءَ مِنَ الْعِقَابِ ، ثُمَّ اسْتَثْنَى مِنْ جُمْلَتِهِمُ التَّائِبَ ، وَهَهُنَا سُؤَالَاتٌ :
السُّؤَالُ الْأَوَّلُ : أَنَّهُ تَعَالَى قَبْلَ ذِكْرِ هَذِهِ الصِّفَةِ نَزَّهَ عِبَادَ الرَّحْمَنِ عَنِ الْأُمُورِ الْخَفِيفَةِ ، فَكَيْفَ يَلِيقُ بَعْدَ ذَلِكَ أَنْ يُطَهِّرَهُمْ عَنِ الْأُمُورِ الْعَظِيمَةِ مِثْلَ الشِّرْكِ وَالْقَتْلِ وَالزِّنَا ، أَلَيْسَ أَنَّهُ لَوْ كَانَ التَّرْتِيبُ بِالْعَكْسِ مِنْهُ كَانَ أَوْلَى ؟ الْجَوَابُ : أَنَّ الْمَوْصُوفَ بِتِلْكَ الصِّفَاتِ السَّالِفَةِ قَدْ يَكُونُ مُتَمَسِّكًا بِالشِّرْكِ تَدَيُّنًا ، وَمُقْدِمًا عَلَى قَتْلِ الْمَوْءُودَةِ تَدَيُّنًا ، وَعَلَى الزِّنَا تَدَيُّنًا ، فَبَيَّنَ تَعَالَى أَنَّ الْمَرْءَ لَا يَصِيرُ بِتِلْكَ الْخِصَالِ وَحْدَهَا مِنْ عِبَادِ الرَّحْمَنِ ، حَتَّى يُضَافَ إِلَى ذَلِكَ كَوْنُهُ مُجَانِبًا لِهَذِهِ الْكَبَائِرِ ، وَأَجَابَ
الْحَسَنُ رَحِمَهُ اللَّهُ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ فَقَالَ : الْمَقْصُودُ مِنْ ذَلِكَ التَّنْبِيهُ عَلَى الْفَرْقِ بَيْنَ سِيرَةِ الْمُسْلِمِينَ وَسِيرَةِ الْكُفَّارِ ، كَأَنَّهُ قَالَ : وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ هُمُ الَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَأَنْتُمْ تَدَعُونَ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=68وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ) وَأَنْتُمْ تَقْتُلُونَ الْمَوْءُودَةَ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=68وَلَا يَزْنُونَ ) وَأَنْتُمْ تَزْنُونَ .
السُّؤَالُ الثَّانِي : مَا مَعْنَى قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=68وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ) ، وَمَعْلُومٌ أَنَّهُ
nindex.php?page=treesubj&link=9149_25127مَنْ يَحِلُّ قَتْلُهُ لَا يَدْخُلُ فِي النَّفْسِ الْمُحَرَّمَةِ ، فَكَيْفَ يَصِحُّ هَذَا الِاسْتِثْنَاءُ ؟ الْجَوَابُ : الْمُقْتَضِي لِحُرْمَةِ الْقَتْلِ قَائِمٌ أَبَدًا ، وَجَوَازُ الْقَتْلِ إِنَّمَا ثَبَتَ بِالْمُعَارِضِ ، فَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=68حَرَّمَ اللَّهُ ) إِشَارَةٌ إِلَى الْمُقْتَضِي ، وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=68إِلَّا بِالْحَقِّ ) إِشَارَةٌ إِلَى الْمُعَارِضِ .
السُّؤَالُ الثَّالِثُ :
nindex.php?page=treesubj&link=9963_25123_10379_9839بِأَيِّ سَبَبٍ يَحِلُّ الْقَتْلُ ؟ الْجَوَابُ : بِالرِّدَّةِ وَبِالزِّنَا بَعْدَ الْإِحْصَانِ ، وَبِالْقَتْلِ قَوَدًا عَلَى مَا فِي الْحَدِيثِ ، وَقِيلَ : وَبِالْمُحَارَبَةِ وَبِالْبَيِّنَةِ ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لِمَا شَهِدْتَ بِهِ حَقِيقَةٌ .
[ ص: 97 ] السُّؤَالُ الرَّابِعُ : مِنْهُمْ مَنْ فَسَّرَ قَوْلَهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=68وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ) بِالرِّدَّةِ ، فَهَلْ يَصِحُّ ذَلِكَ ؟ الْجَوَابُ : لَفْظُ الْقَتْلِ عَامٌّ ، فَيَتَنَاوَلُ الْكُلَّ . وَعَنِ
ابْنِ مَسْعُودٍ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=16013527 " قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَيُّ الذَّنْبِ أَعْظَمُ ؟ قَالَ : أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ . قُلْتُ : ثُمَّ أَيٌّ ؟ قَالَ : أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ خَشْيَةَ أَنْ يَأْكُلَ مَعَكَ . قُلْتُ : ثُمَّ أَيٌّ ؟ قَالَ : أَنْ تَزْنِيَ بِحَلِيلَةِ جَارِكَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَصْدِيقَهُ .
السُّؤَالُ الْخَامِسُ : مَا الْأَثَامُ ؟ الْجَوَابُ : فِيهِ وُجُوهٌ :
أَحَدُهَا : أَنَّ الْأَثَامَ جَزَاءُ الْإِثْمِ ، بِوَزْنِ الْوَبَالِ وَالنَّكَالِ .
وَثَانِيهَا : وَهُوَ قَوْلُ
أَبِي مُسْلِمٍ : أَنَّ الْأَثَامَ وَالْإِثْمَ وَاحِدٌ ، وَالْمُرَادُ هَهُنَا جَزَاءُ الْأَثَامِ ، فَأَطْلَقَ اسْمَ الشَّيْءِ عَلَى جَزَائِهِ .
وَثَالِثُهَا : قَالَ
الْحَسَنُ : الْأَثَامُ اسْمٌ مِنْ
nindex.php?page=treesubj&link=30428أَسْمَاءِ جَهَنَّمَ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=68أَثَامًا ) وَادٍ فِي جَهَنَّمَ . وَقَرَأَ
ابْنُ مَسْعُودٍ : " أَثَامًا " أَيْ شَدِيدًا ، يُقَالُ : يَوْمٌ ذُو أَثَامٍ ، لِلْيَوْمِ الْعَصِيبِ .