(
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=43قال لهم موسى ألقوا ما أنتم ملقون nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=44فألقوا حبالهم وعصيهم وقالوا بعزة فرعون إنا لنحن الغالبون nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=45فألقى موسى عصاه فإذا هي تلقف ما يأفكون nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=46فألقي السحرة ساجدين nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=47قالوا آمنا برب العالمين nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=48رب موسى وهارون ) .
[ ص: 116 ] قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=43قال لهم موسى ألقوا ما أنتم ملقون nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=44فألقوا حبالهم وعصيهم وقالوا بعزة فرعون إنا لنحن الغالبون nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=45فألقى موسى عصاه فإذا هي تلقف ما يأفكون nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=46فألقي السحرة ساجدين nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=47قالوا آمنا برب العالمين nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=48رب موسى وهارون ) .
اعلم أنهم لما اجتمعوا كان لا بد من أن يبدأ
موسى أو يبدءوا ثم إنهم تواضعوا له فقدموه على أنفسهم ، وقالوا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=65إما أن تلقي وإما أن نكون أول من ألقى ) [ طه : 65 ] فلما تواضعوا له تواضع هو أيضا لهم فقدمهم على نفسه ، وقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=43ألقوا ما أنتم ملقون ) فإن قيل :
nindex.php?page=treesubj&link=33952كيف جاز لموسى عليه السلام أن يأمر السحرة بإلقاء الحبال والعصي وذلك سحر وتلبيس وكفر والأمر بمثله لا يجوز ؟ الجواب : لا شبهة في أن ذلك ليس بأمر لأن مراد
موسى عليه السلام منهم كان أن يؤمنوا به ولا يقدموا على ما يجري مجرى المغالبة ، وإذا ثبت هذا وجب تأويل صيغة الأمر وفيه وجوه :
أحدها : ذلك الأمر كان مشروطا والتقدير : ألقوا ما أنتم ملقون إن كنتم محقين كما في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=23فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين ) [ البقرة : 23 ] .
وثانيها : لما تعين ذلك طريقا إلى كشف الشبهة صار جائزا .
وثالثها : أن هذا ليس بأمر بل هو تهديد ، أي إن فعلتم ذلك أتينا بما تبطله ، كقول القائل : لئن رميتني لأفعلن ولأصنعن ثم يفوق له السهم فيقول له : ارم فيكون ذلك منه تهديدا .
ورابعها : ما ذكرنا أنهم لما تواضعوا له وقدموه على أنفسهم فهو قدمهم على نفسه على رجاء أن يصير ذلك التواضع سببا لقبول الحق . ولقد حصل ببركة ذلك التواضع ذلك المطلوب ، وهذا تنبيه على أن
nindex.php?page=treesubj&link=19540اللائق بالمسلم في كل الأحوال التواضع ، لأن مثل
موسى عليه السلام لما لم يترك التواضع مع أولئك السحرة ، فبأن يفعل الواحد منا أولى .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=43قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=44فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=45فَأَلْقَى مُوسَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=46فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=47قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=48رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ ) .
[ ص: 116 ] قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=43قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=44فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=45فَأَلْقَى مُوسَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=46فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=47قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=48رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ ) .
اعْلَمْ أَنَّهُمْ لَمَّا اجْتَمَعُوا كَانَ لَا بُدَّ مِنْ أَنْ يَبْدَأَ
مُوسَى أَوْ يَبْدَءُوا ثُمَّ إِنَّهُمْ تَوَاضَعُوا لَهُ فَقَدَّمُوهُ عَلَى أَنْفُسِهِمْ ، وَقَالُوا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=65إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى ) [ طه : 65 ] فَلَمَّا تَوَاضَعُوا لَهُ تَوَاضَعَ هُوَ أَيْضًا لَهُمْ فَقَدَّمَهُمْ عَلَى نَفْسِهِ ، وَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=43أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ ) فَإِنْ قِيلَ :
nindex.php?page=treesubj&link=33952كَيْفَ جَازَ لِمُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ أَنْ يَأْمُرَ السَّحَرَةَ بِإِلْقَاءِ الْحِبَالِ وَالْعِصِيِّ وَذَلِكَ سِحْرٌ وَتَلْبِيسٌ وَكُفْرٌ وَالْأَمْرُ بِمِثْلِهِ لَا يَجُوزُ ؟ الْجَوَابُ : لَا شُبْهَةَ فِي أَنَّ ذَلِكَ لَيْسَ بِأَمْرٍ لِأَنَّ مُرَادَ
مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ مِنْهُمْ كَانَ أَنْ يُؤْمِنُوا بِهِ وَلَا يَقْدُمُوا عَلَى مَا يَجْرِي مَجْرَى الْمُغَالَبَةِ ، وَإِذَا ثَبَتَ هَذَا وَجَبَ تَأْوِيلُ صِيغَةِ الْأَمْرِ وَفِيهِ وُجُوهٌ :
أَحَدُهَا : ذَلِكَ الْأَمْرُ كَانَ مَشْرُوطًا وَالتَّقْدِيرُ : أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ إِنْ كُنْتُمْ مُحِقِّينَ كَمَا فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=23فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ) [ الْبَقَرَةِ : 23 ] .
وَثَانِيهَا : لَمَّا تَعَيَّنَ ذَلِكَ طَرِيقًا إِلَى كَشْفِ الشُّبْهَةِ صَارَ جَائِزًا .
وَثَالِثُهَا : أَنَّ هَذَا لَيْسَ بِأَمْرٍ بَلْ هُوَ تَهْدِيدٌ ، أَيْ إِنْ فَعَلْتُمْ ذَلِكَ أَتَيْنَا بِمَا تُبْطِلُهُ ، كَقَوْلِ الْقَائِلِ : لَئِنْ رَمَيْتَنِي لَأَفْعَلَنَّ وَلَأَصْنَعَنَّ ثُمَّ يُفَوِّقُ لَهُ السَّهْمَ فَيَقُولُ لَهُ : ارْمِ فَيَكُونُ ذَلِكَ مِنْهُ تَهْدِيدًا .
وَرَابِعُهَا : مَا ذَكَرْنَا أَنَّهُمْ لَمَّا تَوَاضَعُوا لَهُ وَقَدَّمُوهُ عَلَى أَنْفُسِهِمْ فَهُوَ قَدَّمَهُمْ عَلَى نَفْسِهِ عَلَى رَجَاءِ أَنْ يَصِيرَ ذَلِكَ التَّوَاضُعُ سَبَبًا لِقَبُولِ الْحَقِّ . وَلَقَدْ حَصَلَ بِبَرَكَةِ ذَلِكَ التَّوَاضُعِ ذَلِكَ الْمَطْلُوبُ ، وَهَذَا تَنْبِيهٌ عَلَى أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=19540اللَّائِقَ بِالْمُسْلِمِ فِي كُلِّ الْأَحْوَالِ التَّوَاضُعُ ، لِأَنَّ مِثْلَ
مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ لَمَّا لَمْ يَتْرُكِ التَّوَاضُعَ مَعَ أُولَئِكَ السَّحَرَةِ ، فَبِأَنْ يَفْعَلَ الْوَاحِدُ مِنَّا أَوْلَى .