أما قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=46فألقي السحرة ساجدين ) فالمراد
nindex.php?page=treesubj&link=33952خروا سجدا لأنهم كانوا في الطبقة العالية من علم السحر ،
[ ص: 117 ] فلا جرم كانوا عالمين بمنتهى السحر ، فلما رأوا ذلك وشاهدوه خارجا عن حد السحر علموا أنه ليس بسحر ، وما كان ذلك إلا ببركة تحقيقهم في علم السحر ، ثم إنهم عند ذلك لم يتمالكوا أن رموا بأنفسهم إلى الأرض ساجدين كأنهم أخذوا فطرحوا طرحا ، فإن قيل فاعل الإلقاء ما هو لو صرح به ؟ جوابه : هو الله تعالى بما حصل في قلوبهم من الدواعي الجازمة الخالية عن المعارضات ولكن الأولى أن لا نقدر فاعلا لأن ألقي بمعنى : خر وسقط .
أما قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=48رب موسى وهارون ) فهو عطف بيان لرب العالمين ؛ لأن
فرعون كان يدعي الربوبية فأرادوا عزله ومعنى إضافته إليهما في ذلك المقام أنه الذي دعا
موسى وهارون عليهما السلام إليه .
أَمَّا قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=46فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ ) فَالْمُرَادُ
nindex.php?page=treesubj&link=33952خَرُّوا سُجَّدًا لِأَنَّهُمْ كَانُوا فِي الطَّبَقَةِ الْعَالِيَةِ مِنْ عِلْمِ السِّحْرِ ،
[ ص: 117 ] فَلَا جَرَمَ كَانُوا عَالِمِينَ بِمُنْتَهَى السِّحْرِ ، فَلَمَّا رَأَوْا ذَلِكَ وَشَاهَدُوهُ خَارِجًا عَنْ حَدِّ السِّحْرِ عَلِمُوا أَنَّهُ لَيْسَ بِسِحْرٍ ، وَمَا كَانَ ذَلِكَ إِلَّا بِبَرَكَةِ تَحْقِيقِهِمْ فِي عِلْمِ السِّحْرِ ، ثُمَّ إِنَّهُمْ عِنْدَ ذَلِكَ لَمْ يَتَمَالَكُوا أَنْ رَمَوْا بِأَنْفُسِهِمْ إِلَى الْأَرْضِ سَاجِدِينَ كَأَنَّهُمْ أُخِذُوا فَطُرِحُوا طَرْحًا ، فَإِنْ قِيلَ فَاعِلُ الْإِلْقَاءِ مَا هُوَ لَوْ صَرَّحَ بِهِ ؟ جَوَابُهُ : هُوَ اللَّهُ تَعَالَى بِمَا حَصَلَ فِي قُلُوبِهِمْ مِنَ الدَّوَاعِي الْجَازِمَةِ الْخَالِيَةِ عَنِ الْمُعَارَضَاتِ وَلَكِنَّ الْأَوْلَى أَنْ لَا نُقَدِّرَ فَاعِلًا لِأَنَّ أُلْقِيَ بِمَعْنَى : خَرَّ وَسَقَطَ .
أَمَّا قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=48رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ ) فَهُوَ عَطْفُ بَيَانٍ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ؛ لِأَنَّ
فِرْعَوْنَ كَانَ يَدَّعِي الرُّبُوبِيَّةَ فَأَرَادُوا عَزْلَهُ وَمَعْنَى إِضَافَتِهِ إِلَيْهِمَا فِي ذَلِكَ الْمَقَامِ أَنَّهُ الَّذِي دَعَا
مُوسَى وَهَارُونَ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ إِلَيْهِ .