(
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=203فيقولوا هل نحن منظرون nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=204أفبعذابنا يستعجلون nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=205أفرأيت إن متعناهم سنين nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=206ثم جاءهم ما كانوا يوعدون nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=207ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=208وما أهلكنا من قرية إلا لها منذرون nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=209ذكرى وما كنا ظالمين ) .
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=203فيقولوا هل نحن منظرون nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=204أفبعذابنا يستعجلون nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=205أفرأيت إن متعناهم سنين nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=206ثم جاءهم ما كانوا يوعدون nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=207ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=208وما أهلكنا من قرية إلا لها منذرون nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=209ذكرى وما كنا ظالمين ) .
اعلم أنه تعالى لما بين أنهم لا يؤمنون به حتى يروا العذاب الأليم ، وأنه يأتيهم العذاب بغتة أتبعه بما يكون منهم عند ذلك على وجه الحسرة فقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=203فيقولوا هل نحن منظرون ) كما يستغيث المرء عند تعذر الخلاص ، لأنهم يعلمون في الآخرة أن لا ملجأ ، لكنهم يذكرون ذلك استرواحا .
فأما قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=204أفبعذابنا يستعجلون ) فالمراد أنه تعالى بين أنهم كانوا في الدنيا يستعجلون العذاب ، مع أن حالهم عند نزول العذاب طلب النظرة ليعرف تفاوت الطريقين فيعتبر به ، ثم بين تعالى أن استعجال العذاب على وجه التكذيب إنما يقع منهم ليتمتعوا في الدنيا ، إلا أن ذلك جهل ، وذلك لأن
nindex.php?page=treesubj&link=29497مدة التمتع في الدنيا متناهية قليلة ، ومدة العذاب الذي يحصل بعد ذلك غير متناهية ، وليس في العقل ترجيح لذات متناهية
[ ص: 147 ] قليلة على آلام غير متناهية ، وعن
nindex.php?page=showalam&ids=17188ميمون بن مهران أنه لقي
الحسن في الطواف ، فقال له : عظني ، فلم يزد على تلاوة هذه الآية ، فقال
ميمون : لقد وعظت فأبلغت ، وقرئ " يمتعون " بالتخفيف ، ثم بين أنه
nindex.php?page=treesubj&link=32026_29703_29693لم يهلك قرية إلا وهناك نذير يقيم عليهم الحجة .
أما قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=209ذكرى ) فقال صاحب " الكشاف " : ذكرى منصوبة بمعنى تذكرة ، إما لأن أنذر وذكر متقاربان ، فكأنه قيل : مذكرون تذكرة ، وإما لأنها حال من الضمير في " منذرون " ، أي ينذرونهم ذوي تذكرة ، وإما لأنها مفعول له على معنى أنهم ينذرون لأجل الموعظة والتذكرة ، أو مرفوعة على أنها خبر مبتدأ محذوف بمعنى هذه ذكرى ، والجملة اعتراضية أو صفة بمعنى منذرون ذوو ذكرى ، وجعلوا ذكرى لإمعانهم في التذكرة وإطنابهم فيها ، ووجه آخر وهو أن يكون ذكرى متعلقة ب " أهلكنا " مفعولا له ، والمعنى وما أهلكنا من أهل قرية قوما ظالمين إلا بعد ما ألزمناهم الحجة بإرسال المنذرين إليهم ليكون إهلاكهم تذكرة وعبرة لغيرهم فلا يعصوا مثل عصيانهم ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=209وما كنا ظالمين ) فنهلك قوما غير ظالمين ، وهذا الوجه عليه المعول ، فإن قلت : كيف عزلت الواو عن الجملة بعد إلا ، ولم تعزل عنه في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=4وما أهلكنا من قرية إلا ولها كتاب معلوم ) [ الحجر : 4 ] قلت : الأصل عزل الواو لأن الجملة صفة لقرية ، وإذا زيدت فلتأكيد وصل الصفة بالموصوف .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=203فَيَقُولُوا هَلْ نَحْنُ مُنْظَرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=204أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=205أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=206ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=207مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=208وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا لَهَا مُنْذِرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=209ذِكْرَى وَمَا كُنَّا ظَالِمِينَ ) .
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=203فَيَقُولُوا هَلْ نَحْنُ مُنْظَرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=204أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=205أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=206ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=207مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=208وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا لَهَا مُنْذِرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=209ذِكْرَى وَمَا كُنَّا ظَالِمِينَ ) .
اعْلَمْ أَنَّهُ تَعَالَى لَمَّا بَيَّنَ أَنَّهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ ، وَأَنَّهُ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً أَتْبَعَهُ بِمَا يَكُونُ مِنْهُمْ عِنْدَ ذَلِكَ عَلَى وَجْهِ الْحَسْرَةَ فَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=203فَيَقُولُوا هَلْ نَحْنُ مُنْظَرُونَ ) كَمَا يَسْتَغِيثُ الْمَرْءُ عِنْدَ تَعَذُّرِ الْخَلَاصِ ، لِأَنَّهُمْ يَعْلَمُونَ فِي الْآخِرَةِ أَنْ لَا مَلْجَأَ ، لَكِنَّهُمْ يَذْكُرُونَ ذَلِكَ اسْتِرْوَاحًا .
فَأَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=204أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ ) فَالْمُرَادُ أَنَّهُ تَعَالَى بَيَّنَ أَنَّهُمْ كَانُوا فِي الدُّنْيَا يَسْتَعْجِلُونَ الْعَذَابَ ، مَعَ أَنَّ حَالَهُمْ عِنْدَ نُزُولِ الْعَذَابِ طَلَبُ النَّظْرَةِ لِيُعْرَفَ تَفَاوُتُ الطَّرِيقَيْنِ فَيُعْتَبَرَ بِهِ ، ثُمَّ بَيَّنَ تَعَالَى أَنَّ اسْتِعْجَالَ الْعَذَابِ عَلَى وَجْهِ التَّكْذِيبِ إِنَّمَا يَقَعُ مِنْهُمْ لِيَتَمَتَّعُوا فِي الدُّنْيَا ، إِلَّا أَنَّ ذَلِكَ جَهْلٌ ، وَذَلِكَ لِأَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=29497مُدَّةَ التَّمَتُّعِ فِي الدُّنْيَا مُتَنَاهِيَةٌ قَلِيلَةٌ ، وَمُدَّةَ الْعَذَابِ الَّذِي يَحْصُلُ بَعْدَ ذَلِكَ غَيْرُ مُتَنَاهِيَةٍ ، وَلَيْسَ فِي الْعَقْلِ تَرْجِيحٌ لَذَّاتٍ مُتَنَاهِيَةٍ
[ ص: 147 ] قَلِيلَةٍ عَلَى آلَامٍ غَيْرِ مُتَنَاهِيَةٍ ، وَعَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=17188مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ أَنَّهُ لَقِيَ
الْحَسَنَ فِي الطَّوَافِ ، فَقَالَ لَهُ : عِظْنِي ، فَلَمْ يَزِدْ عَلَى تِلَاوَةِ هَذِهِ الْآيَةِ ، فَقَالَ
مَيْمُونٌ : لَقَدْ وَعَظْتَ فَأَبْلَغْتَ ، وَقُرِئَ " يُمْتَعُونَ " بِالتَّخْفِيفِ ، ثُمَّ بَيَّنَ أَنَّهُ
nindex.php?page=treesubj&link=32026_29703_29693لَمْ يُهْلِكْ قَرْيَةً إِلَّا وَهُنَاكَ نَذِيرٌ يُقِيمُ عَلَيْهِمُ الحجة .
أَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=209ذِكْرَى ) فَقَالَ صَاحِبُ " الْكَشَّافِ " : ذِكْرَى مَنْصُوبَةٌ بِمَعْنَى تَذْكِرَةٍ ، إِمَّا لِأَنَّ أَنْذَرَ وَذَكَّرَ مُتَقَارِبَانِ ، فَكَأَنَّهُ قِيلَ : مُذَكِّرُونَ تَذْكِرَةً ، وَإِمَّا لِأَنَّهَا حَالٌ مِنَ الضَّمِيرِ فِي " مُنْذِرُونَ " ، أَيْ يُنْذِرُونَهُمْ ذَوِي تَذْكِرَةٍ ، وَإِمَّا لِأَنَّهَا مَفْعُولٌ لَهُ عَلَى مَعْنَى أَنَّهُمْ يُنْذِرُونَ لِأَجْلِ الْمَوْعِظَةِ وَالتَّذْكِرَةِ ، أَوْ مَرْفُوعَةٌ عَلَى أَنَّهَا خَبَرُ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ بِمَعْنَى هَذِهِ ذِكْرَى ، وَالْجُمْلَةُ اعْتِرَاضِيَّةٌ أَوْ صِفَةٌ بِمَعْنَى مُنْذِرُونَ ذَوُو ذِكْرَى ، وَجَعَلُوا ذِكْرَى لِإِمْعَانِهِمْ فِي التَّذْكِرَةِ وَإِطْنَابِهِمْ فِيهَا ، وَوَجْهٌ آخَرُ وَهُوَ أَنْ يَكُونَ ذِكْرَى مُتَعَلِّقَةً بِ " أَهْلَكْنَا " مَفْعُولًا لَهُ ، وَالْمَعْنَى وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ أَهْلِ قَرْيَةٍ قَوْمًا ظَالِمِينَ إِلَّا بَعْدَ مَا أَلْزَمْنَاهُمُ الحجة بِإِرْسَالِ الْمُنْذِرِينَ إِلَيْهِمْ لِيَكُونَ إِهْلَاكُهُمْ تَذْكِرَةً وَعِبْرَةً لِغَيْرِهِمْ فَلَا يَعْصُوا مِثْلَ عِصْيَانِهِمْ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=209وَمَا كُنَّا ظَالِمِينَ ) فَنُهْلِكَ قَوْمًا غَيْرَ ظَالِمِينَ ، وَهَذَا الوجه عَلَيْهِ الْمُعَوَّلُ ، فَإِنْ قُلْتَ : كَيْفَ عَزَلْتَ الْوَاوَ عَنِ الْجُمْلَةِ بَعْدَ إِلَّا ، وَلَمْ تَعْزِلْ عَنْهُ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=4وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا وَلَهَا كِتَابٌ مَعْلُومٌ ) [ الْحِجْرِ : 4 ] قُلْتُ : الْأَصْلُ عَزْلُ الْوَاوِ لِأَنَّ الْجُمْلَةَ صِفَةٌ لِقَرْيَةٍ ، وَإِذَا زِيدَتْ فَلِتَأْكِيدِ وَصْلِ الصِّفَةِ بِالْمَوْصُوفِ .