( والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون    ) 
قوله تبارك وتعالى : ( والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون    ) لما وعد الله متبع الهدى بالأمن من العذاب والحزن عقبه بذكر من أعد له العذاب الدائم فقال : ( والذين كفروا وكذبوا بآياتنا    ) سواء كانوا من الإنس أو من الجن فهم أصحاب العذاب الدائم    . 
وأما الكلام في أن العذاب هل يحسن أم لا ، وبتقدير حسنه فهل يحسن دائما أم لا ؟ فقد تقدم الكلام فيه في تفسير قوله : ( وعلى أبصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم    ) [ البقرة : 7 ] وههنا آخر الآيات الدالة على النعم التي أنعم الله بها على جميع بني آدم   ، وهي دالة على التوحيد من حيث إن هذه النعم أمور حادثة ، فلا بد لها من محدث وعلى النبوة من حيث إن محمدا  صلى الله عليه وسلم أخبر عنها موافقا لما كان موجودا في التوراة والإنجيل من غير تعلم ولا تلمذة لأحد ، وعلى المعاد من حيث إن من قدر على خلق هذه الأشياء ابتداء قدر على خلقها إعادة ، وبالله التوفيق . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					