المسألة الثالثة : قال في سورة النمل ( نودي أن بورك من في النار ومن حولها    ) [ النمل : 8 ] وقال ههنا : ( إني أنا الله رب العالمين    ) وقال في طه : ( نودي ياموسى  إني أنا ربك    ) ( طه : 11 - 12) ولا منافاة بين هذه الأشياء ، فهو تعالى ذكر الكل إلا أنه حكى في كل سورة بعض ما اشتمل عليه ذلك النداء . 
المسألة الرابعة : قال الحسن  إن موسى  عليه السلام نودي نداء الوحي لا نداء الكلام ، والدليل عليه قوله تعالى : ( فاستمع لما يوحى    ) ( طه : 13 ) قال الجمهور : إن الله تعالى كلمه من غير واسطة  ، والدليل عليه قوله تعالى : ( وكلم الله موسى تكليما    ) ( النساء : 164 ) وسائر الآيات ، وأما الذي تمسك به الحسن  فضعيف ؛ لأن قوله : ( فاستمع لما يوحى    ) لم يكن بالوحي ؛ لأنه لو كان ذلك أيضا بالوحي لانتهى آخر الأمر إلى كلام يسمعه المكلف لا بالوحي ، وإلا لزم التسلسل ، بل المراد من قوله : ( فاستمع لما يوحى    ) وصيته بأن يتشدد في الأمور التي تصل إليه في مستقبل الزمان بالوحي . 
				
						
						
