الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                            المسألة الثالثة : قال في سورة النمل ( نودي أن بورك من في النار ومن حولها ) [ النمل : 8 ] وقال ههنا : ( إني أنا الله رب العالمين ) وقال في طه : ( نودي ياموسى إني أنا ربك ) ( طه : 11 - 12) ولا منافاة بين هذه الأشياء ، فهو تعالى ذكر الكل إلا أنه حكى في كل سورة بعض ما اشتمل عليه ذلك النداء .

                                                                                                                                                                                                                                            المسألة الرابعة : قال الحسن إن موسى عليه السلام نودي نداء الوحي لا نداء الكلام ، والدليل عليه قوله تعالى : ( فاستمع لما يوحى ) ( طه : 13 ) قال الجمهور : إن الله تعالى كلمه من غير واسطة ، والدليل عليه قوله تعالى : ( وكلم الله موسى تكليما ) ( النساء : 164 ) وسائر الآيات ، وأما الذي تمسك به الحسن فضعيف ؛ لأن قوله : ( فاستمع لما يوحى ) لم يكن بالوحي ؛ لأنه لو كان ذلك أيضا بالوحي لانتهى آخر الأمر إلى كلام يسمعه المكلف لا بالوحي ، وإلا لزم التسلسل ، بل المراد من قوله : ( فاستمع لما يوحى ) وصيته بأن يتشدد في الأمور التي تصل إليه في مستقبل الزمان بالوحي .

                                                                                                                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                            الخدمات العلمية