الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                            المسألة العاشرة :

                                                                                                                                                                                                                                            الحركات أبعاض من حروف المد واللين ويدل عليه وجوه :

                                                                                                                                                                                                                                            الأول : أن حروف المد واللين قابلة للزيادة والنقصان ، وكل ما كان كذلك فله طرفان ، ولا طرف لها في النقصان إلا هذه الحركات .

                                                                                                                                                                                                                                            الثاني : أن هذه الحركات إذا مددناها ظهرت حروف المد واللين ، فعلمنا أن هذه الحركات ليست إلا أوائل تلك الحروف .

                                                                                                                                                                                                                                            الثالث : لو لم تكن الحركات أبعاضا لهذه الحروف لما جاز الاكتفاء بها : لأنها إذا كانت مخالفة لها لم تسد مسدها فلم يصح الاكتفاء بها منها ، بدليل استقراء القرآن والنثر والنظم ، وبالجملة فهب أن إبدال الشيء من مخالفه القريب منه جائز ، إلا أن إبدال الشيء من بعضه أولى ، فوجب حمل الكلام عليه .

                                                                                                                                                                                                                                            المسألة الحادية عشرة :

                                                                                                                                                                                                                                            الابتداء بالحرف الساكن محال عند قوم ، وجائز عند آخرين : لأن الحركة عبارة عن الصوت الذي يحصل التلفظ به بعد التلفظ بالحرف ، وتوقيف الشيء على ما يحصل بعده محال .

                                                                                                                                                                                                                                            المسألة الثانية عشرة :

                                                                                                                                                                                                                                            أثقل الحركات الضمة : لأنها لا تتم إلا بضم الشفتين ، ولا يتم ذلك إلا بعمل العضلتين الصلبتين الواصلتين إلى طرفي الشفة ، وأما الكسرة فإنه يكفي في تحصيلها العضلة الواحدة الجارية ، ثم الفتحة يكفي فيها عمل ضعيف لتلك العضلة ، وكما دلت هذه المعالم التشريحية على ما ذكرناه فالتجربة تظهره أيضا . واعلم أن الحال فيما ذكرناه يختلف بحسب أمزجة البلدان ، فإن أهل أذربيجان يغلب على جميع ألفاظهم إشمام الضمة ، وكثير من البلاد يغلب على لغاتهم إشمام الكسرة ، والله أعلم .

                                                                                                                                                                                                                                            المسألة الثالثة عشرة :

                                                                                                                                                                                                                                            الحركات الثلاثة مع السكون إن كانت إعرابية سميت بالرفع والنصب والجر أو الخفض والجزم ، وإن كانت بنائية سميت بالفتح والضم والكسر والوقف .

                                                                                                                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                            الخدمات العلمية