المسألة الثانية والثلاثون : 
المفاعيل خمسة  ؛ لأن الفاعل لا بد له من فعل وهو المصدر ، ولا بد لذلك الفعل من زمان ، ولذلك الفاعل من عرض ، ثم قد يقع ذلك الفعل في شيء آخر وهو المفعول به ، وفي مكان ، ومع شيء آخر ، فهذا ضبط القول في هذه المفاعيل . وفيه مباحث عقلية : 
أحدها : أن المصدر قد يكون هو نفس المفعول به كقولنا : " خلق الله العالم " فإن خلق العالم لو كان مغايرا للعالم لكان ذلك المغاير له إن كان قديما لزم من قدمه قدم العالم ، وذلك ينافي كونه مخلوقا وإن كان حادثا افتقر خلقه إلى   [ ص: 54 ] خلق آخر ولزم التسلسل . 
وثانيها : أن فعل الله يستغني عن الزمان ؛ لأنه لو افتقر إلى زمان وجب أن يفتقر حدوث ذلك الزمان إلى زمان آخر ولزم التسلسل . 
وثالثها : أن فعل الله يستغني عن العرض ؛ لأن ذلك العرض إن كان قديما لزم قدم الفعل ، وإن كان حادثا لزم التسلسل ، وهو محال . 
				
						
						
