[ ص: 143 ] مسألة : 
" وإن كان في الفضاء أبعد واستتر    "   . 
أما أنه يبعد فلما روى جابر  قال : " خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فكان لا يأتي البراز حتى يغيب فلا يرى   " . رواه  ابن ماجه  ، وعن  المغيرة بن شعبة  قال : " كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فأتى حاجته فأبعد في المذهب حتى توارى عني   " رواه الجماعة . وأما الاستتار بما يمكنه من هدف حائط أو حائش نخل أو كثيب رمل ، فلما روى  أبو هريرة  عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من أتى الغائط فليستتر  فإن لم يجد إلا أن يجمع كثيبا من رمل ، فليستدبره ، فإن الشيطان يلعب بمقاعد بني آدم ، من فعل فقد أحسن ، ومن لا فلا حرج   " رواه الإمام أحمد  ،  وأبو داود  ،  وابن ماجه  ، وسنذكر حديث ابن جعفر  وغيره ؛ ولأن ذلك جهده في ستر العورة المأمور بها ، ولهذا كره أن يرفع ثوبه حتى يدنو من الأرض ؛ لأن كشف العورة إنما أبيح للحاجة فيقدر بقدرها . وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم   [ ص: 144 ]   " أنه كان إذا أراد الحاجة لا يرفع ثوبه حتى يدنو من الأرض    " . رواه  أبو داود   والترمذي  واحتج به الإمام أحمد    . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					