الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 3530 ) فصل : وإن أذن له في وضع خشبه ، أو البناء على جداره بعوض ، جاز سواء كان إجارة في مدة معلومة ، أو صلحا على وضعه على التأبيد . ومتى زال فله إعادته ، سواء زال لسقوطه ، أو سقوط الحائط ، أو غير ذلك ; لأنه استحق إبقاءه بعوض ، ويحتاج إلى أن يكون البناء معلوم العرض والطول ، والسمك ، والآلات من الطين واللبن ، والآجر وما أشبه ذلك ; لأن هذا كله يختلف فيحتاج إلى معرفته . وإذا سقط الحائط الذي عليه البناء أو الخشب ، في أثناء مدة الإجارة ، سقوطا لا يعود ، انفسخت الإجارة فيما بقي من المدة ، ورجع من الأجرة بقسط ما بقي من المدة .

                                                                                                                                            وإن أعيد رجع من الأجرة بقدر المدة التي سقط البناء والخشب عنه . وإن صالحه مالك الحائط على رفع بنائه أو خشبه بشيء معلوم ، جاز كما يجوز الصلح على وضعه ، سواء كان ما صالحه به مثل العوض الذي صولح به على وضعه ، أو أقل أو أكثر ; لأن هذا عوض عن المنفعة المستحقة له . وكذلك لو كان له مسيل ماء في أرض غيره ، أو ميزاب ، أو غيره فصالح صاحب الأرض مستحق ذلك بعوض ، ليزيله عنه ، جاز .

                                                                                                                                            وإن كان الخشب أو الحائط قد سقط ، فصالحه بشيء على أن لا يعيده ، جاز ; لأنه لما جاز أن يبيع ذلك منه ، جاز أن يصالح عنه ; لأن الصلح بيع .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية