الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 3381 ) فصل : وإن كان الرهن ماشية تحتاج إلى إطراق الفحل ، لم يجبر الراهن عليه ; لأنه ليس عليه ما يتضمن زيادة في الرهن ، وليس ذلك مما يحتاج إليه لبقائها ، ولا يمنع من ذلك ; لكونها زيادة لهما ، لا ضرر على المرتهن فيه . وإن احتاجت إلى رعي ، فعلى الراهن أن يقيم لها راعيا ; لأن ذلك يجري مجرى علفها . وإن أراد الراهن السفر بها ليرعاها في مكان آخر ، وكان لها في مكانها مرعى تتماسك به ، فللمرتهن منعه من ذلك ; لأن في السفر بها إخراجها عن نظره ويده . وإن أجدب مكانها ، فلم يجد ما تتماسك به فللراهن السفر بها ; لأنه موضع ضرورة ، لأنها تهلك إذا لم يسافر بها ، إلا أنها تكون في يد عدل يرضيان به ، أو ينصبه الحاكم ، ولا ينفرد الراهن بها ، فإن امتنع الراهن من السفر بها ، فللمرتهن نقلها ; لأن في بقائها هلاكها ، وضياع حقه من الرهن . فإن أرادا جميعا السفر بها ، واختلفا في مكانها ، قدمنا قول من يعين الأصلح ، فإن استويا ، قدمنا قول المرتهن . وقال [ ص: 256 ] الشافعي : يقدم قول الراهن ، وإن كان الأصلح غيره ; لأنه أملك بها ، إلا أن يكون مأواها إلى يد عدل . ولنا ، أن اليد للمرتهن ، فكان أولى ، كما لو كانا في بلد واحد ، وأيهما أراد نقلها عن البلد مع خصبه لم يكن له ، سواء أراد نقلها إلى مثله ، أو أخصب منه ، إذ لا معنى للمسافرة بالرهن مع إمكان ترك السفر به . وإن اتفقا على نقلها ، جاز أيضا ، سواء كان أنفع لها أو لا ; لأن الحق لهما ، لا يخرج عنهما .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية