الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 7219 ) الفصل الثاني : أنه إذا قال : أردت أنك من قوم لوط . فاختلفت الرواية عن أحمد ; فروى عنه جماعة أنه يجب عليه الحد ، بقوله : يا لوطي . ولا يسمع تفسيره بما يحيل القذف . وهذا اختيار أبي بكر ، ونحوه قال الزهري ، ومالك . والرواية الثانية : أنه لا حد عليه . نقلها المروذي . ونحو هذا قال الحسن ، والنخعي . قال الحسن : إذا قال : نويت أن دينه دين لوط فلا حد عليه . وإن : قال أردت أنك تعمل عمل قوم لوط . فعليه الحد . ووجه ذلك ، أنه فسر كلامه بما لا يوجب الحد ، فلم يجب عليه حد ، كما لو فسره به متصلا بكلامه .

                                                                                                                                            وروي عن أحمد ، رواية ثالثة : أنه إذا كان في غضب ، قال : إنه لأهل أن يقام عليه الحد ; لأن قرينة الغضب تدل على إرادة القذف . بخلاف حال الرضا . والصحيح في المذهب الرواية الأولى ; لأن هذه الكلمة لا يفهم منها إلا القذف بعمل قوم لوط ، فكانت صريحة فيه ، كقوله : يا زاني . ولأن قوم لوط لم يبق منهم أحد ، فلا يحتمل أن ينسب إليهم .

                                                                                                                                            ( 7220 ) فصل : وإن قال : أردت أنك على دين لوط ، أو أنك تحب الصبيان ، أو تقبلهم ، أو تنظر إليهم ، أو أنك تتخلق بأخلاق قوم لوط في أنديتهم ، غير إتيان الفاحشة ، أو أنك تنهى عن الفاحشة كنهي لوط عنها ، أو نحو ذلك ، خرج في هذا كله وجهان ; بناء على الروايتين المنصوصتين في المسألة ; لأن هذا في معناه .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية