( 7227 ) فصل : وإن قال : أنت أزنى من فلان ، أو أزنى الناس  ، فهو قاذف له . وهل يكون قاذفا للثاني ؟ فيه وجهان ; أحدهما : يكون قاذفا له اختاره  القاضي    ; لأنه أضاف الزنا إليهما ، وجعل أحدهما فيه أبلغ من الآخر ، فإن لفظة أفعل للتفضيل ، فيقتضي اشتراك المذكورين في أصل الفعل ، وتفضيل أحدهما على الآخر فيه ، كقوله : أجود من حاتم . والثاني : يكون قاذفا للمخاطب خاصة ; لأن لفظة أفعل قد تستعمل للمنفرد بالفعل ، كقول الله تعالى : { أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدى    } . وقال تعالى : { فأي الفريقين أحق  [ ص: 83 ] بالأمن    } . وقال لوط    : { بناتي هن أطهر لكم    } . أي : من أدبار الرجال ، ولا طهارة فيهم . 
وقال  الشافعي  ، وأصحاب الرأي : ليس بقذف للأول ولا للثاني ، إلا أن يريد به القذف . ولنا أن موضوع اللفظ يقتضي ما ذكرناه ، فحمل عليه ، كما لو قال : أنت زان . 
				
						
						
