الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 7229 ) فصل : فإن قال لرجل : يا زانية . أو لامرأة : يا زان ، فهو صريح في قذفهما . اختاره أبو بكر . وهو مذهب الشافعي . واختار ابن حامد أنه ليس بقذف ، إلا أن يفسره به . وهو قول أبي حنيفة ; لأنه يحتمل أن يريد بقوله : يا زانية أي : يا علامة في الزنا ، كما يقال للعالم : علامة . ولكثير الرواية : راوية . ولكثير الحفظ : حفظة . ولنا أن ما كان قذفا لأحد الجنسين ، كان قذفا للآخر ، كقوله : زنيت . بفتح التاء وبكسرها لهما جميعا ; ولأن هذا اللفظ خطاب لهما ، وإشارة إليهما بلفظ الزنا ، وذلك يغني عن التمييز بتاء التأنيث وحذفها .

                                                                                                                                            وكذلك لو قال للمرأة : يا شخصا زانيا : أو للرجل : يا نسمة زانية . كان قاذفا . وقولهم : إنه يريد بذلك أنه علامة في الزنا ، لا يصح ، فإن ما كان اسما للفعل إذا دخلته الهاء كانت للمبالغة ، كقولهم : حفظة . للمبالغة في الحفظ ، وراوية للمبالغة في الرواية . وكذلك همزة ولمزة وصرعة . ولأن كثيرا من الناس يذكر المؤنث ، ويؤنث المذكر ، ولا يخرج بذلك عن كون المخاطب به مرادا بما يراد باللفظ الصحيح .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية