( 7693 ) فصل : والمأخوذ في أحكام الذمة ينقسم خمسة أقسام    ; أحدها ، ما لا يتم العقد إلا بذكره وهو شيئان ; التزام الجزية ، وجريان أحكامنا عليهم . فإن أخل بذكر واحد منهما ، لم يصح العقد . وفي معناهما ترك قتال المسلمين ، فإنه وإن لم يذكر لفظه ، فذكر المعاهدة يقتضيه . القسم الثاني ، ما فيه ضرر على المسلمين في أنفسهم ، وهو ثماني خصال ، ذكرناها فيما تقدم . 
القسم الثالث ، ما فيه غضاضة على المسلمين ، وهو ذكر ربهم أو كتابهم أو دينهم أو رسولهم بسوء . القسم الرابع ، ما فيه إظهار منكر ، وهو خمسة أشياء ; إحداث البيع والكنائس ونحوها ، ورفع أصواتهم بكتبهم بين المسلمين ، وإظهار الخمر والخنزير والضرب بالنواقيس  ، وتعلية البنيان على أبنية المسلمين والإقامة  [ ص: 288 ] بالحجاز  ، ودخول الحرم  ، فيلزمهم الكف عنه ، سواء شرط عليهم أو لم يشرط ، في جميع ما في هذه الأقسام الثلاثة . 
القسم الخامس ، التميز على المسلمين في أربعة أشياء ; لباسهم ، وشعورهم وركوبهم ، وكناهم .  أما لباسهم ، فهو أن يلبسوا ثوبا يخالف لونه لون سائر الثياب ، فعادة اليهود  العسلي ، وعادة النصارى  الأدكن ، وهو الفاختي ، ويكون هذا في ثوب واحد ، لا في جميعها ، ليقع الفرق ، ويضيف إلى هذا شد الزنار فوق ثوبه ، إن كان نصرانيا ، أو علامة أخرى إن لم يكن نصرانيا ، كخرقة يجعلها في عمامته أو قلنسوته ، يخالف لونها لونها ، ويختم في رقبته خاتم رصاص أو حديد أو جلجل ; ليفرق بينه وبين المسلمين في الحمام ، ويلبس نساؤهم ثوبا ملونا ، ويشد الزنار تحت ثيابهم ، وتختم في رقبتها . 
ولا يمنعون لبس فاخر الثياب ، ولا العمائم ، ولا الطيلسان ; لأن التمييز حصل بالغيار والزنار . وأما الشعور ، فإنهم يحذفون مقاديم رءوسهم ، ويجزون شعورهم ، ولا يفرقون شعورهم ; لأن النبي صلى الله عليه وسلم فرق شعره . وأما الركوب ، فلا يركبون الخيل ; لأن ركوبها عز ، ولهم ركوب ما سواها ، ولا يركبون السروج ويركبون عرضا ; رجلاه إلى جانب وظهره إلى آخر ; لما روى  الخلال  ، بإسناده ، 
أن  عمر  أمر بجز نواصي أهل الذمة  ، وأن يشدوا المناطق ، وأن يركبوا الأكف بالعرض . ويمنعون تقلد السيوف ، وحمل السلاح واتخاذه  ( أهل الذمة    )     . وأما الكنى ، فلا يكتنوا بكنى المسلمين ، كأبي القاسم  ، وأبي عبد الله  ، وأبي محمد  ، وأبي بكر  ، وأبي الحسن  ، وشبهها ، ولا يمنعون الكنى بالكلية ، فإن  أحمد  قال لطبيب نصراني : يا أبا إسحاق    . وقال : أليس النبي صلى الله عليه وسلم لما دخل على  سعد بن عبادة  قال : " أما ترى ما يقول أبو الخباب  ؟ {   . وقال لأسقف نجران    : أسلم أبا الحارث    } . وقال  عمر  لنصراني : يا أبا حسان  ، أسلم تسلم . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					