( 7780 ) مسألة ; قال : ( والمحرم من الحيوان ، ما نص الله تعالى عليه في كتابه ، وما كانت العرب  تسميه طيبا فهو حلال ، وما كانت تسميه خبيثا ، فهو محرم ; لقول الله تعالى {    : ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث    } ) يعني بقوله : ما سمى الله تعالى في كتابه . قوله سبحانه : { حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به    } . وما عدا هذا ، فما استطابته العرب  ، فهو حلال ; لقول الله تعالى {    : ويحل لهم الطيبات    } . يعني يستطيبونه دون الحلال ، بدليل قوله في الآية الأخرى {    : يسألونك ماذا أحل لهم قل أحل لكم الطيبات    } . 
ولو أراد الحلال لم يكن ذلك جوابا لهم . وما استخبثته العرب  ، فهو محرم    ; لقول الله تعالى {    : ويحرم عليهم الخبائث    } . والذين تعتبر استطابتهم واستخباثهم  هم أهل الحجاز  ، من أهل الأمصار ; لأنهم الذين نزل عليهم الكتاب ، وخوطبوا به وبالسنة ، فرجع في مطلق ألفاظهما إلى عرفهم دون غيرهم ، ولم يعتبر أهل البوادي ; لأنهم للضرورة والمجاعة يأكلون ما وجدوا ، ولهذا سئل بعضهم عما يأكلون ؟ فقال : ما دب ودرج ، إلا أم حبين . فقال : لتهن أم حبين العافية . وما  [ ص: 324 ] وجد في أمصار المسلمين ، مما لا يعرفه أهل الحجاز  ، رد إلى أقرب ما يشبهه في الحجاز  ، فإن لم يشبه شيئا منها ، فهو مباح ; لدخوله في عموم قوله تعالى {    : قل لا أجد فيما أوحي إلي محرما    } . 
الآية ، ولقول النبي صلى الله عليه وسلم {   : وما سكت الله عنه ، فهو مما عفا عنه   } . إذا ثبت هذا ، فمن المستخبثات الحشرات ، كالديدان ، والجعلان ، وبنات وردان ، والخنافس ، والفأر ، والأوزاغ ، والحرباء ، والعضاة ، والجراذين ، والعقارب ، والحيات . 
وبهذا قال  أبو حنيفة  ،  والشافعي    . ورخص  مالك  ،  وابن أبي ليلى  ، والأوزاعي  ، في هذا كله ، إلا الأوزاغ ، فإن  ابن عبد البر  قال : هو مجمع على تحريمه . وقال  مالك    : الحية حلال إذا ذكيت . واحتجوا بعموم الآية المبيحة . 
ولنا ، قوله تعالى {    : ويحرم عليهم الخبائث    } وقول النبي صلى الله عليه وسلم : { خمس فواسق ، يقتلن في الحل والحرم ; العقرب ، والفأرة ، والغراب ، والحدأة ، والكلب العقور   } . وفي حديث : " الحية " مكان : " الفأرة " . ولو كانت من الصيد المباح ، لم يبح قتلها ، ولأن الله تعالى قال : { لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم    } . 
وقال : { وحرم عليكم صيد البر ما دمتم حرما    } . ولأنها مستخبثة ، فحرمت ، كالوزغ أو مأمور بقتلها ، فأشبهت الوزغ . 
				
						
						
