( ولا بأس بالإشارة حال الدعاء للميت    ) نص عليه ( ثم يحرم ) بعد النية ( كما سبق في باب صفة الصلاة ) فيقول قائما مع القدرة : الله أكبر ، لا يقوم غيرها مقامها ومن لم  [ ص: 113 ] ينبه على النية هنا اكتفى بما تقدم ، لحديث { إنما الأعمال بالنيات   } وصفة النية  هنا : أن ينوي الصلاة على هذا الميت ، أو هؤلاء الموتى إن كانوا جماعة عرف عددهم أو لا ( ويضع يمينه على شماله ) بعد حطهما أو فراغ التكبير ، ويجعلهما تحت سرته ، كما سبق ( ويعوذ ) ويبسمل ( قبل الفاتحة ) لما سبق في صفة الصلاة    ( ولا يستفتح ) لأنها مبنية على التخفيف . 
ولذلك لم يشرع فيها قراءة سورة بعد الفاتحة ( ويكبر أربع تكبيرات ) لما في الصحيح من حديث  أنس  وغيره { أن النبي صلى الله عليه وسلم كبر على الجنازة أربعا   } . 
وفي صحيح  مسلم    { أن النبي صلى الله عليه وسلم نعى النجاشي في اليوم الذي مات فيه ، فخرج إلى المصلى ، وكبر أربع تكبيرات   } ، وفيه عن  ابن عباس  أنه { صلى على قبر بعد ما دفن ، وكبر أربع تكبيرات   } وقد قال صلى الله عليه وسلم {   : صلوا كما رأيتموني أصلي   } ( ويقرأ في ) التكبيرة ( الأولى : الفاتحة ، فقط ) أي : من غير سورة ، لما تقدم : أن مبنى هذه الصلاة على التخفيف ( سرا ولو ليلا ) لما روى الزهري  عن  أبي أمامة بن سهل  قال { السنة في الصلاة على الجنازة أن يقرأ في التكبيرة الأولى بأم القرآن مخافتة ، ثم يكبر ثلاثا والسلام   } . 
وعن الزهري  عن محمد بن سويد الدمشقي  عن  الضحاك بن قيس  نحوه رواهما  النسائي  ، ولا تقاس على المكتوبة لأنها مؤقتة والجنازة غير مؤقتة ، فأشبهت تحية المسجد ونحوها ( ويصلي ) سرا ( على النبي صلى الله عليه وسلم في ) التكبيرة ( الثانية ) لما روى  الشافعي   والأثرم  بإسنادهما عن  أبي أمامة بن سهل  أنه أخبره رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم " أن { السنة في الصلاة على الجنازة أن يكبر الإمام ، ثم يقرأ بفاتحة الكتاب بعد التكبيرة الأولى سرا في نفسه ، ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ويخلص الدعاء للميت ، ثم يسلم   } وتكون الصلاة عليه ( كما في التشهد ) لأنه صلى الله عليه وسلم لما سألوه " كيف نصلي عليك ؟ علمهم ذلك وقال في الكافي : لا تتعين صلاة ، لأن القصد مطلق الصلاة ومعناه في الشرح . 
( ولا يزيد عليه ) أي : على ما في التشهد ، خلافا  للقاضي    . 
فإن استحب بعدها " اللهم صل على ملائكتك المقربين ، وأنبيائك المرسلين وأهل طاعتك أجمعين من أهل السموات وأهل الأرضين ، إنك على كلء شيء قدير " ( ويدعو ) للميت ( في ) التكبيرة ( الثالثة سرا بأحسن ما يحضره ) لقوله صلى الله عليه وسلم {   : إذا صليتم على الميت فأخلصوا له الدعاء   } رواه أبو داود   وابن ماجه  ، وفيه  ابن إسحاق   [ ص: 114 ]   ( ولا توقيت ) أي : تحديد ( فيه ) أي : في الدعاء للميت نص عليه لما سبق . 
( ويسن ) الدعاء ( بالمأثور ) أي : الوارد في الدعاء للميت    ( فيقول : اللهم اغفر لحينا وميتنا وشاهدنا ) حاضرنا ( وغائبنا وصغيرنا وكبيرنا وذكرنا وأنثانا إنك تعلم منقلبنا ومثوانا وأنت على كل شيء قدير اللهم من أحييته منا فأحيه على الإسلام و من توفيته منا فتوفه على الإيمان ) . 
هكذا في الفروع وهو لفظ حديث  أبي هريرة  وقال في المقنع وتبعه في المنتهى وغيره : " فأحيه على الإسلام والسنة ومن توفيته منا فتوفه عليهما قال في المبدع وشرح المنتهى : رواه  أحمد  والترمذي   وابن ماجه  من حديث  أبي هريرة  زاد  ابن ماجه    { اللهم لا تحرمنا أجره ، ولا تضلنا بعده   } وفيه  ابن إسحاق  قال  الحاكم    : حديث  أبي هريرة  صحيح على شرط الشيخين لكن زاد فيه المؤلف ، أي :  الموفق    {   : وأنت على كل شيء قدير   } ولفظه " السنة " { اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه ، وأكرم نزله   } بضم الزاي ، وقد تسكن { وأوسع مدخله   } بفتح الميم : موضع الدخول ، وبضمها الإدخال ( { واغسله بالماء والثلج والبرد ، ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس وأبدله دارا خيرا من داره وزوجا خيرا من زوجه وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر وعذاب النار   } ) رواه  مسلم  من حديث  عوف بن مالك  أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول ذلك على جنازة حتى تمنى أن يكون ذلك الميت " . 
وفيه رواية { أهلا خيرا من أهله   } وزاد الموفق  لفظ من الذنوب " وتبعه المصنف  وغيره ( وافسح له في قبره ونور له فيه ) لأنه لائق بالمحل ( اللهم إنه عبدك ابن أمتك نزل بك وأنت خير منزول به ) . 
استحبه  المجد  تبعا  للخرقي   وابن عقيل  وغيرهما زاد  الخرقي   وابن عقيل  وجماعة ( ولا أعلم إلا خيرا ) لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : { ما من مسلم يموت يشهد له ثلاثة أبيات من جيرانه الأدنين إلا قال الله تعالى : قد قبلت شهادة عبادي فيما علموا ، وغفرت له ما أعلم   } رواه  أحمد    ( اللهم إن كان محسنا فجازه بإحسانه ، وإن كان مسيئا فتجاوز عنه ) اللهم لا تحرمنا أجره ، ولا تفتنا بعده ذكره في المبدع عن جماعة ، وزاد بعد " فتجاوز عنه اللهم إنا جئنا شفعاء له فشفعنا فيه " وبعد " ولا تفتنا بعده " : " واغفر لنا وله إنك غفور رحيم " . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					