الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                      معلومات الكتاب

                                                                                                                      كشاف القناع عن متن الإقناع

                                                                                                                      البهوتي - منصور بن يونس البهوتي

                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                      ( ويستحب الدعاء له ) أي : للميت ( عند القبر بعد دفنه واقفا ) نص عليه وقال : قد فعله علي والأحنف بن قيس لحديث عثمان بن عفان قال : " { كان النبي صلى الله عليه وسلم [ ص: 135 ] إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه وقال : استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت فإنه الآن يسأل } رواه أبو داود وعن ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم { كان يقف على القبر بعد ما يسوي عليه ، فيقول : اللهم نزل بك صاحبنا وخلف الدنيا خلف ظهره ، اللهم ثبت عند المسألة منطقه ، ولا تبتله في قبره بما لا طاقة له به } رواه سعيد في سننه والأخبار بنحو ذلك كثيرة وقال أكثر المفسرين في قوله تعالى في المنافقين : { ولا تقم على قبره } معناه : بالدعاء له والاستغفار ، بعد الفراغ من دفنه فيدل على أن ذلك كان عادة النبي صلى الله عليه وسلم في المسلمين ونقل محمد بن حبيب النجار قال " كنت مع أحمد بن حنبل في جنازة فأخذ بيدي فقمنا ناحية فلما فرغ الناس من دفنه وانقضى الدفن ، جاء إلى القبر ، وأخذ بيدي وجلس ووضع يده على القبر وقال : اللهم إنك قلت في كتابك { : فأما إن كان من المقربين فروح وريحان } وقرأ إلى آخر السورة ، ثم قال : " اللهم وإنا نشهد أن هذا فلان بن فلان ما كذب بك ولقد كان يؤمن بك وبرسولك فاقبل شهادتنا له ودعا له وانصرف " .

                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                      الخدمات العلمية