( وسبيل الله تعالى غزاة لا في عملهم ) أي : لا سهم لهم في ديوان المرتزقة  ،  بل هم متطوعة يغزون إذا نشطوا  ،  إلا فهم في حرفهم وصنائعهم  ،  وسبيل الله وضعا الطريق الموصلة إليه تعالى  ،  ثم كثر استعماله في الجهاد  ؛  لأنه سبب للشهادة الموصلة إلى الله تعالى  ،  ثم وضع على هؤلاء  ؛  لأنهم جاهدوا لا في مقابل فكانوا أفضل من غيرهم  ،  وتفسير  أحمد  وغيره المخالف لما عليه أكثر العلماء له بالحج لحديث فيه أجابوا عنه أي : بعد تسليم صحته التي زعمها  الحاكم  ،  وإلا فقد طعن فيه غير واحد بأن في سنده مجهولا  ،  وبأن فيه عنعنة مدلس  ،  وبأن فيه اضطرابا بأنا لا نمنع أنه يسمى بذلك  ،  وإنما النزاع في سبيل الله في الآية  ،  وقوله : صلى الله عليه وسلم " لا تحل الصدقة إلا لخمسة " وذكر منها الغازي في سبيل الله  صريح في أن المراد بهم فيها من ذكرناه على أن في أصل دلالة ذلك الحديث على مدعاهم نظرا  ؛  لأن الذي فيه إعطاء بغير جعل صدقة في سبيل الله كما في رواية  ،  أو أوصى به لسبيل الله كما في أخرى لمن يحج عليه فيفرض أنه بغير زكاة يحتمل أن معطاه فقير  ،  أو أنه أركبه من غير تمليك ولا تملك ( فيعطون مع الغنى ) إعانة لهم على الغزو  ،  ومر أنه لا حظ لهم في الفيء كما لا حظ لأهله في الزكاة إلا على ما مر فيهم عن الإمام وغيره  ،   [ ص: 160 ] فإن عدم واضطررنا لهم لزم أغنياؤنا إعانتهم من غير الزكاة  ،  فإن امتنعوا ولم يجبرهم الإمام حل لأهله الذين لم يحصل لهم منه كفايتهم الأخذ منها فيما يظهر  ،  وإن لم نقل بذلك الذي مر  ،  وإنما لم يعط الآل منها إذا منعوا من الفيء  ؛  لأن المنع ثم لشرف ذواتهم بخلافه هنا 
     	
		
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					