إبراهيم بن طهمان
. ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر
. إبراهيم بن طهمان ، أبو سعيد الخراساني
ولد بهراة ، ونشأ بنيسابور ، ورحل في طلب العلم ، فلقي جماعة من التابعين مثل: عبد الله بن دينار مولى ابن عمر ، وأبي الزبير محمد بن مسلم ، وعمرو بن دينار ، وأبي حازم الأعرج ، وأبي إسحاق الشيباني . وورد بغداد وحدث بها ، ثم انتقل إلى مكة فسكنها إلى آخر عمره .
وكان ثقة صالحا دينا جوادا ، وكان يميل إلى الإرجاء .
وعن مالك بن سليمان: كان لإبراهيم بن طهمان جراية من بيت المال فاخرة ، وكان يسخو بذلك ، فسئل يوما مسألة في مجلس الخليفة فقال:
لا أدري . فقالوا له: تأخذ في كل شهر كذا وكذا ولا تحسن مسألة؟ قال: إنما آخذه على ما أحسن ، ولو أخذت على ما لا أحسن لفني بيت المال ولا يفنى ما لا أحسن .
فأعجب أمير المؤمنين جوابه ، وأمر له بجائزة فاخرة وزاد في جرايته . وعن أبو زرعة قال: سمعت أحمد بن حنبل - وذكر عنده إبراهيم بن طهمان ، وكان متكئا من علة فاستوى جالسا - وقال: لا ينبغي أن يذكر الصالحين متكئ ، ثم قال أحمد: حدثني رجل من أصحاب ابن المبارك ، قال:
رأيت ابن المبارك في المنام ومعه شيخ مهيب ، فقلت: من هذا معك؟ قال: أما تعرف؟ هذا سفيان الثوري . قلت: من أين أقبلتم؟ قال: نحن نزور كل يوم إبراهيم بن طهمان . قلت : وأين تزورونه؟ قال: في دار الصديقين ، دار يحيى بن زكريا .
توفي إبراهيم بن طهمان بمكة في هذه السنة .
جرير بن عثمان بن عفان بن خيبر
، وقيل: أبو عون الرحبي الحمصي . جرير بن عثمان بن عفان بن خيبر بن أحمد بن أسعد بن عثمان
سمع عبد الله بن بشير صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلقا كثيرا من التابعين .
روى عنه: إسماعيل بن عياش ، وبقية ، ويزيد بن هارون ، واتفق العلماء على أنه ثقة ثبت لكنه اتهموه بأنه كان ينتقض لعلي بن أبي طالب عليه السلام .
وعن جرير بن عثمان يقول لأخيه: قتل إياي - يعني عليا عليه السلام .
وعن يزيد بن هارون يقول: رأيت رب العزة تعالى في المنام ، فقال لي: يا أبا يزيد لا تكتب عن جرير بن عثمان ، فقلت: يا رب ما علمت منه إلا خيرا ، فقال لي: يا أبا يزيد لا تكتب عنه فإنه يسب عليا .
وعن سعيد بن شادي الواسطي قال: كنت في مجلس أحمد بن حنبل فقال له رجل: يا أبا عبد الله رأيت يزيد بن هارون في المنام ، فقلت له: ما فعل الله بك؟
قال: غفر لي ورحمني وعاتبني ، فقلت: غفر لك ورحمك وعاتبك ، فقال: نعم ، قال لي: يا يزيد بن هارون كتبت عن جرير بن عثمان؟ قلت: يا رب العزة ما علمت إلا خيرا ، قال: إنه كان يبغض أبا الحسن علي بن أبي طالب .
[قال المؤلف] : وقد روينا من طريق آخر قال: والله ما سببته قط ، وإني أترحم عليه .
توفي هذه السنة ، وقيل: في سنة ست وستين .
سليمان بن القاسم بن عبد الرحمن
مولى قريش ، ثم مولى لبني سهم . سليمان بن القاسم بن عبد الرحمن
روى عنه: عبد الله بن وهب وغيره ، وكان من العابدين الزهاد .
عثمان بن الحكم الجذامي
توفي في هذه السنة .
. عثمان بن الحكم الجذامي
روى عن موسى بن عقبة وغيره ، وكان فقيها متدينا . عرض عليه القضاء بمصر فلم يقبل . وكان الليث أشار بولايته فهجر الليث لذلك .
عبد الحميد بن سالم
توفي في هذه السنة .
880 - مولى مهرة . عبد الحميد بن سالم
روى عنه ابن وهب مقطعات ، وكان كاتبا في ديوان مصر في خلافة بني أمية .
[قال المؤلف] : وليس بعبد الحميد الذي يضرب به المثل في الكتابة ذلك كما ذكرنا توفي قبل هذا . وهذا توفي في هذه السنة .
عبد الرحمن بن خالد بن يزيد
، أبو الحسن مولى بني جمح . عبد الرحمن بن خالد بن يزيد
روى عنه: الليث ، وابن وهب ، ورشدين بن سعد ، وكان فقيها وهو أول من قدم بمسائل مالك إلى مصر .
وتوفي بالإسكندرية في هذه السنة .
عيسى بن علي بن عبد الله بن عباس
، عم السفاح المنصور . عيسى بن علي بن عبد الله بن عباس
حدث عن أبيه ، وروى عنه: شيبان بن عبد الرحمن التميمي ، وإليه ينسب ببغداد قصر عيسى ونهر عيسى .
قال يحيى بن معين: كان له مذهب جميل ، وكان معتزلا للسلطان .
وعن إسماعيل بن علي الخطبي قال: توفي عيسى بن علي في سنة ثلاث وستين ومائة ، وصلى عليه موسى بن المهدي ، ومشى في جنازته من قصر عيسى إلى مقابر قريش ، وكان سنه ثمانيا وسبعين سنة رحمه الله .
وفي رواية: أن المهدي عسكر بالبردان في سنة أربع وستين يريد الشام ، وتوفي عيسى ، فرجع من عسكره فصلى عليه في مقابر قريش ، وعاد إلى عسكره .
عبيدة بنت أبي كلاب
عبيدة بنت أبي كلاب .
بكت من خشية الله عز وجل أربعين سنة حتى ذهب بصرها .
عن يحيى بن بسطام قال: حدثني سلمة الأفقم قال: قلت لعبيدة بنت أبي كلاب ما تشتهي؟ قالت: الموت ، قلت: ولم؟ قالت: لأني والله في كل يوم أصبح أخشى أن أجني على نفسي جناية يكون فيها عطبي أيام الآخرة .
وعن عبيدة بنت أبي كلاب قالت: رأيت رابعة في المنام ، قلت: ما فعلت عبيدة بنت أبي كلاب؟ قالت: هيهات سبقتنا والله إلى الدرجات العلى . قلت: وبم وقد كنت عند الناس أكبر منها . قالت: إنها لم تكن تبالي على ما أصبحت من الدنيا وأمست .
محمد بن النضر الحارثي
محمد بن النضر الحارثي ، ويكنى أبا عبد الرحمن .
كان كثير التعبد مؤثرا للعزلة .
وعن أبي أسامة قال: قلت: لمحمد بن النضر كأنك تكره أن تزار قال:
أجل ، قلت: أما تستوحش؟ قال: كيف أستوحش وهو يقول: "أنا جليس من ذكرني"!؟
أبو عبد الرحمن اللخمي
، أمير مصر لأبي جعفر المنصور . موسى بن علي بن رباح بن قيصر بن القشب ، أبو عبد الرحمن اللخمي
ولد بأفريقية سنة تسعين ، قدم وافدا على هشام بن عبد الملك سنة عشرة ومائة ، وكان يخضب بالسواد .
روى عنه: الليث بن سعد ، وابن المبارك ، وابن وهب .
توفي [بالإسكندرية] في هذه السنة . وفيها : توفي شعيب بن أبي حمزة ، وهمام بن يحيى ، ويحيى بن أيوب المصري . وفيها توفي أبو الأشهب جعفر بن حيان بالبصرة .
وفيها توفي بكار بن شريح ، قاضي الموصل بها ، وكان فاضلا ، وولي القضاء بها أبو مكرز الفهري ، واسمه يحيى بن عبد الله بن كرز .