الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر  

            إبراهيم بن عبد الله بن حاتم أبو إسحاق

            إبراهيم بن عبد الله بن حاتم ، [أبو إسحاق ] الهروي   .

            سمع عبد الرحمن بن أبي الزناد ، وعبد العزيز الدراوردي ، وإسماعيل بن علية ، وهشيم بن بشير ، وغيرهم .

            روى عنه ابن أبي الدنيا ، والمعمري ، وجعفر الفريابي .

            قال الدارقطني : هو ثقة ثبت .

            وقال إبراهيم الحربي : كان حافظا متقنا ثقة ، ما كان ها هنا أحد مثله ، وكان يديم الصيام إلى أن يأتيه أحد يدعوه إلى طعامه فيفطره ، وكان أكولا ، يقال : إنه كان يأكل حملا وحده .

            توفي في رمضان هذه السنة [بسامراء ] .

            أحمد بن منيع بن عبد الرحمن

            أحمد بن منيع بن عبد الرحمن ، أبو جعفر الأصم  ، [مروزي الأصل ] ، وهو جد أبي القاسم البغوي لأمه .

            ولد سنة ستين ومائة . وسمع من هشيم بن بشير ، وعبد الله بن المبارك ، وسفيان بن عيينة ، ويزيد بن هارون وغيرهم .

            وكان ثقة ، روى عنه : البخاري ، ومسلم ، وكان يختم القرآن في كل ثلاث .

            وتوفي في [شوال ] هذه السنة .

            أبو موسى الأنصاري الخطمي

            إسحاق بن موسى بن عبد الله . أبو موسى الأنصاري الخطمي   .

            مديني الأصل كوفي الدار .

            حدث عن سفيان بن عيينة ، وكان ثقة ، توفي بحمص في هذه السنة .

            الحسن بن حريث بن الحسن بن ثابت

            الحسن بن حريث بن الحسن بن ثابت ، أبو عمار   .

            مولى عمران بن حصين ، مروزي ، قدم بغداد ، وحدث بها عن عبد العزيز بن أبي حازم ، وابن المبارك .

            وروى عنه : البخاري ، ومسلم ، والبغوي ، وابن صاعد . قال النسائي : هو ثقة .

            توفي في منصرفه من الحج في هذه السنة .

            حماد بن إسماعيل بن إبراهيم



            حماد بن إسماعيل بن إبراهيم الأسدي ، المعروف بابن علية   .

            حدث عن أبيه ، ووهب بن جرير ، وكان ثقة . توفي في هذه السنة .

            سعيد بن يعقوب أبو بكر الطالقاني

            سعيد بن يعقوب ، أبو بكر الطالقاني   .

            سمع حماد بن زيد ، وإسماعيل بن عياش ، وابن المبارك ، وهشيما والنضر بن شميل .

            روى عنه : أبو زرعة وقال : كان ثقة ، وكان يدخل إلى أحمد بن حنبل فيذاكره الحديث .

            عيسى بن المساور الجوهري

            توفي في هذه السنة .

            عيسى بن المساور الجوهري   .

            حدث عن الوليد بن مسلم ، وسويد بن عبد العزيز .

            روى عنه : القاسم بن زكريا المطرز ، وكان ثقة .

            علي بن حجر بن إياس بن مقاتل بن مخادش

            توفي في هذه السنة.

            علي بن حجر بن إياس بن مقاتل بن مخادش ، أبو الحسن السعدي   .

            ولد سنة أربع وخمسين ومائة .

            وسمع إسماعيل بن جعفر ، وفرج بن فضالة ، وشريك بن عبد الله وعلي بن مسهر ، وسفيان بن عيينة وغيرهم . روى عنه : البخاري ، ومسلم في الصحيحين ، وكان يسكن بغداد قديما ، ثم رحل إلى نيسابور ، ثم عاد إلى مرو ، فنزلها ونسب إليها ، وانتشر حديثه بها ، وبها مات في جمادى الأولى من هذه السنة ، وكان فاضلا حافظا متقنا ثبتا ثقة .

            ويقول ابن أورمة الأصبهاني [الحافظ ] : كتب علي بن حجر السعدي إلى بعض إخوانه :


            أحن إلى عتابك غير أني أجلك عن عتاب في كتاب     ونحن إذا التقينا قبل موت
            شفيت عليل صدري من عتاب     وإن سبقت بنا ذات المنايا
            فكم من عاتب تحت التراب

            أبو عبد الله الشاعر

            محمد بن أبي العتاهية ، أبو عبد الله الشاعر   .

            كان يلقب عتاهية ، وكان ناسكا ، وحذا حذو أبيه في الزهد .

            وحدث عن هشام بن محمد الكلبي . روى عنه : ابن أبي الدنيا وغيره .

            ومن شعره :


            قد أفلح الساكت الصموت     كلام راعي الكلام قوت
            ما كل نطق له جواب     جواب ما تكره السكوت
            يا عجبي لامرئ ظلوم     مستيقن أنه يموت

            وقال ابن أبي الدنيا : أنشدني ابن أبي العتاهية :


            لربما غوفص ذي شرة     أصح ما كان ولم يسقم
            يا واضع الميت في قبره     خاطبك اللحد ولم تفهم



            أبو عبد الله اللؤلؤي السهمي

            محمد بن إسحاق بن حرب ، أبو عبد الله اللؤلؤي السهمي  ، مولاهم من أهل بلخ ، ويعرف بابن أبي يعقوب .

            كان حافظا للعلوم من الحديث والأدب .

            وحدث عن : مالك ، وخارجة بن مصعب ، وبشر بن السري ، وغيرهم .

            روى عنه : [أبو بكر ] بن أبي الدنيا ، وغيره ، إلا أنه لم يكن يوثق في علمه ، وكان قتيبة يذكره بأسوأ الذكر ، ويقول : حدثت أنه شتم أم المؤمنين ، وذاكر ابن الشاذكوني بأشياء فقال ابن الشاذكوني : ليس من هذا شيء ، توفي في هذه السنة .

            أبو بكر البلخي

            محمد بن أبان بن وزير ، أبو بكر البلخي مستملي وكيع   .

            قدم بغداد ، وحدث بها عن : أبي بكر بن عياش ، وسفيان بن عيينة ، و [عبد الله ] بن إدريس ، ووكيع وغيرهم .

            وروى عنه : البخاري في صحيحه ، وتوفي في [محرم ] هذه السنة .

            أبو عبد الله الخراساني

            محمد بن أسد ، أبو عبد الله الخراساني ، يعرف بالخشني   .

            نسب إلى قرية من قرى أسفرايين .

            سمع ابن المبارك ، والفضيل بن عياض ، [وسفيان ] بن عيينة ، ووكيعا ، وغيرهم .

            روى عنه خلق كثير ، إلا أن [إبراهيم ] الحربي سماه : أحمد ، وكان ثقة له فهم . وفيها توفي إسحاق بن موسى بن عبد الله بن موسى الأنصاري   .

            ومحمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب ، ومحمد بن عبد الملك بن أبي عثمان بن عبد الله بن خالد بن أسيد بن أبي العيص بن أمية القاضي في جمادى الأولى .

            وممن توفي فيها من الأعيان :

            حميد بن مسعدة  ، وعبد الحميد بن بيان  ، والوزير محمد بن عبد الملك بن الزيات   .

            وممن توفي فيها من الأعيان :

            أحمد بن عبدة الضبي   .

            وأبو الحسن القواس  مقرئ مكة .

            وأحمد بن نصر النيسابوري   .

            وإسحاق بن أبي إسرائيل   .

            وإسماعيل بن موسى  ابن بنت السدي .

            وهشام بن عمار   .

            وأحمد بن يحيى بن إسحاق أبو الحسين بن الراوندي .

            نسبة إلى قرية ببلاد قاسان ثم نشأ ببغداد ، كان بها يصنف الكتب في الزندقة ، وكانت لديه فضيلة ، لكنه استعملها فيما يضره ولا ينفعه في الدنيا والآخرة ، وقد ذكرنا له ترجمة مطولة حسب ما ذكرها ابن الجوزي ، وإنما ذكرناه هاهنا ; لأن القاضي ابن خلكان ذكر أنه توفي في هذه السنة ، وقد تلبس عليه ، ولم يجرحه بشيء أصلا ، بل مدحه فقال : أبو الحسين أحمد بن يحيى بن إسحاق الراوندي العالم المشهور ، له مقالة في علم الكلام ، وكان من الفضلاء في عصره ، وله من الكتب المصنفة نحو من مائة وأربعة عشر كتابا ، منها كتب " فضيحة المعتزلة " ، وكتاب " التاج " ، وكتاب " الزمردة " ، وكتاب " القصب " ، وغير ذلك ، وله محاسن ومحاضرات مع جماعة من علماء الكلام ، وقد انفرد بمذاهب نقلها عنه أهل الكتاب في كتبهم .

            توفي سنة خمس وأربعين ومائتين برحبة مالك بن طوق التغلبي ، وقيل : ببغداد . وتقدير عمره أربعون سنة ، وذكر في " البستان " أنه توفي سنة خمسين ، فالله أعلم . هذا لفظه بحروفه ، وإنما أرخ ابن الجوزي وفاته في سنة ثمان وتسعين ومائتين ، وسيأتي له ترجمة مطولة .

            التالي السابق


            الخدمات العلمية