وفي سنة اثنتين وخمسين ومائتين حمل محمد بن علي بن خلف العطار ، وجماعة من الطالبيين ، إلى سامرا ، فيهم : أبو أحمد محمد بن جعفر ( بن الحسن بن جعفر ) بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب ، وأبو هاشم داود بن القاسم الجعفري في شعبان .
وكان سبب ذلك أن رجلا من الطالبيين سار من بغداد في جماعة من الشاكرية إلى ناحية الكوفة ، وكانت من أعمال أبي الساج ، وكان مقيما ببغداذ ، فأمر محمد بن عبد الله بالمسير إلى الكوفة ، فقدم بين يديه خليفته عبد الرحمن إلى الكوفة ، فلما صار إليها رمي بالحجارة ، وظنوه جاء لحرب العلوي ، فقال : لست بعامل ، إنما أنا رجل وجهت لحرب الأعراب ، فكفوا عنه .
وكان أبو أحمد الطالبي المذكور قد ولاه المعتز الكوفة ، بعدما هزم مزاحم بن خاقان العلوي الذي كان وجه لقتاله بها ، وقد تقدم ذكره ، فعاث أبو أحمد فيها ، وآذى الناس ، وأخذ أموالهم وضياعهم ، فلما أقام عبد الرحمن بالكوفة لاطفه واستماله ، حتى خالطه أبو أحمد ، وآكله وشاربه ، حتى سار به ، ثم خرج متنزها إلى بستان ، فأمسى وقد عبأ له عبد الرحمن أصحابه ، فقيده ، وسيره إلى بغداد في ربيع الآخر ، ووجدت مع ابن أخ لمحمد بن علي بن خلف العطار كتب من الحسن بن زيد ، فكتب بخبره إلى المعتز ، فكتب إلى محمد بن عبد الله بحمله وحمل الطالبيين المذكورين إلى سامرا ، فحملوا جميعا .