ذكر عدة حوادث وفي سنة ثنتين وخمسين ومائتين لسبع بقين من المحرم انصرف أبو الساج ديوداد بن ديودست إلى بغداد ، فقلده محمد بن عبد الله معاون ما سقى الفرات من السواد ، فسير نوابه إليها لطرد الأتراك والمغاربة عنها ، ثم سار أبو الساج إلى الكوفة . وفيها ولي الحسين بن أبي الشوارب قضاء القضاة . وكان قد سمي للقضاء جماعة فقدح فيهم ، وقيل هم رافضة قدرية جهمية من أصحاب ابن أبي دؤاد ، فأمر المعتز بطردهم من العسكر وإخراجهم إلى بغداد . وفيها ، وعيسى هذا شيباني ، وهو عيسى بن الشيخ بن السليل ، من ولد جساس بن مرة بن ذهل بن شيبان ، واستولى على فلسطين جميعها ، فلما كان من الأتراك بالعراق ما ذكرناه تغلب على دمشق وأعمالها ، وقطع ما كان يحمل من الشام إلى الخليفة ، واستبد بالأموال . عقد لعيسى بن الشيخ على الرملة ، وأنفذ خليفته أبا المغرا إليها
وفيها كتب وصيف إلى عبد العزيز بن أبي دلف العجلي بتوليته الجبل ، وبعث إليه بخلع ، فتولى ذلك من قبله .
وفيها قتل محمد بن عمرو الشاري بديار ربيعة ، ( قتله خليفة لأيوب بن أحمد في ذي القعدة ) .
وفيها أغار جستان صاحب الديلم مع أحمد بن عيسى بن أحمد العلوي ، والحسين بن أحمد الكوكبي ، على الري ، فقتلوا ، وسبوا ، وكان بها عبد الله بن عزير ، فهرب منها ، فصالحهم أهل الري على ألفي ألف درهم ، فارتحلوا عنها ، وعاد ابن عزير ، فأخذ أحمد بن عيسى وبعث به إلى نيسابور . وفيها حج بالناس محمد بن أحمد بن عيسى بن المنصور .
( وفيها سير محمد بن [ عبد الرحمن ] صاحب الأندلس جيشا إلى بلاد العدو ، فقصدوا ألبة ، والقلاع ، ومدينة مايه وقتلوا من أهلها عددا كثيرا ، ثم قفل الجيش سالمين .