ابتداء حال أحمد بن طولون
كانت ديار مصر قد أقطعها بايكباك ، وهو من أكابر قواد الأتراك ، وكان مقيما بالحضرة ، واستخلف بها من ينوب عنه بها .
وكان طولون والد أحمد بن طولون أيضا من الأتراك ، وقد نشأ هو بعد والده على طريقة مستقيمة وسيرة حسنة ، فالتمس بايكباك من يستخلفه بمصر ، فأشير عليه بأحمد بن طولون لما ظهر عنه من حسن السيرة ، فولاه وسيره إليها .
وكان بها ابن المدبر على الخراج ، وقد تحكم في البلد ، فلما قدمها أحمد كف يد ابن المدبر ، واستولى على البلد ، وكان بايكباك قد استعمل أحمد بن طولون على مصر وحدها سوى باقي الأعمال كالإسكندرية وغيرها ، فلما قتل المهتدي بايكباك وصارت مصر لياركوج التركي وكان بينه وبين أحمد بن طولون مودة متأكدة ، استعمله على ديار مصر جميعها ، فقوي أمره ، وعلا شأنه ، ودامت أيامه ، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم . وهو باني الجامع المشهور بها .