وقعة بين مساور الخارجي وبين عسكر الموصل
كان مساور بن عبد الحميد قد استولى على أكثر أعمال الموصل وقوي أمره ، فجمع له الحسن بن أيوب بن أحمد بن عمر بن الخطاب العدوي التغلبي - وكان خليفة أبيه بالموصل - عسكرا كثيرا منهم حمدان بن حمدون جد الأمراء الحمدانية ، وغيره ، وسار إلى مساور وعبر إليه نهر الزاب ، فتأخر عنه مساور عن موضعه ، ونزل بموضع يقال له وادي الذيات ، وهو واد عميق ، فسار الحسن في طلبه ، فالتقوا في جمادى الأولى ، واقتتلوا ، واشتد القتال ، فانهزم عسكر الموصل ، وكثر القتل فيهم ، وسقط كثير منهم في الوادي ، فهلك فيه أكثر من القتلى ، ونجا الحسن فوصل إلى حزة من أعمال إربل اليوم ، ونجا محمد بن علي بن السيد ، فظن الخوارج أنه الحسن فتبعوه ، وكان فارسا شجاعا فقاتلهم فقتل ، واشتد أمر مساور وعظم شأنه وخافه الناس .