ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر
2429 - : أحمد بن إبراهيم بن حماد بن إسحاق بن إسماعيل بن حماد بن زيد ، أبو عثمان
ولي قضاء مصر وقدم إليها ، ثم عزل فأقام بها إلى أن توفي في رمضان هذه السنة ، حدث عن إسماعيل بن إسحاق القاضي ، وخلق كثير ، وكان ثقة كريما حييا .
2430 - : أحمد بن إبراهيم بن تومرد الفقيه
تفقه على أبي العباس بن سريج ، خرج من الحمام فوقع عليه حائط فمات في هذه السنة .
2431 - : إسحاق بن إبراهيم بن موسى ، أبو القاسم الغزال الفقيه
ولد في سنة أربعين ومائتين ، وحدث عن الحسن بن عرفة ، ومحمد بن سعد العوفي ، روى عنه يوسف الوقاس وتوفي بمصر في هذه السنة .
2432 - : بجكم التركي
كان أمير الجيش ، وكان يلقب أمير الأمراء قبل ملك بني بويه ، وكان عاقلا
يفهم بالعربية ولا يتكلم بها ، ويقول: أخاف أن أخطئ ، والخطأ من الرئيس قبيح وكان يقول : إن كنت لا أحسن العلم والأدب فأحب أن لا يكون في الأرض أديب ولا عالم ولا رائس صناعة إلا في جنبتي ، وتحت اصطناعي ، وكان قد استوطن واسطا ، وقرر مع الراضي بالله أن يحمل إلى خزانته [من مالها] في كل سنة ثماني مائة ألف دينار بعد أن يخرج الغلة في مئونة خمسة آلاف فارس يقيمون بها ، وكان قد أظهر العدل ، وكان يقول: قد نبئت أن العدل أربح للسلطان في الدنيا والآخرة ، وبنى دار ضيافة للضعفاء والمساكين بواسط ، وابتدأ بعمل المارستان ببغداد وهو الذي جدده عضد الدولة ، وكانت أمواله كبيرة فكان يدفنها في داره وفي الصحاري ، وكان يأخذ رجالا في صناديق فيقفلها عليهم ، ويأخذ صناديق فيها مال ويقود هو بهم إلى الصحراء ، ثم يفتح عليهم فيعاونونه في دفن المال ، ثم يعيدهم إلى الصناديق ، فلا يدرون أي موضع حملهم ، ويقول: إنما أفعل هذا لأني أخاف أن يحال بيني وبين داري ، فضاعت بموته الدفائن .
وبعث بجكم إلى سنان بن ثابت الطبيب بعد موت الراضي ، وسأله أن ينحدر إليه إلى واسط ، فانحدر إليه فأكرمه ، وقال له: [إني] أريد أن أعتمد عليك في تدبير بدني ، وفي أمر آخر هو أحب إلي من أمر بدني ، وهو أمر أخلاقي لثقتي بعقلك
[ودينك] فقد غمتني غلبة الغضب والغيظ ، وإفراطهما في حتى أخرج إلى ما أندم عليه عند سكونهما من ضرب وقتل ، وأنا أسألك أن تتفقد لي ما أعمله فإذا وقفت لي على عيب لم تحتشم أن تصدقني عنه ، وتنبهني عليه ، ثم ترشدني إلى علاجه . فقال له: السمع والطاعة ، أنا أفعل ذلك ، ولكن يسمع الأمير مني بالعاجل [جملة] علاج ما أنكره من نفسه إلى أن آتي بالتفصيل في أوقاته ، اعلم أيها الأمير أنك قد أصبحت [وليس] فوق يدك يد [لأحد] من المخلوقين وأنك مالك [لكل] ما تريده قادر على أن تفعله أي وقت أردته ، لا يتهيأ لأحد من المخلوقين منعك منه ، ولا أن يحول بينك وبين ما تهواه ، أي وقت أردت ، واعلم أن الغيظ والغضب يحدث [في] الإنسان سكرا أشد من سكر النبيذ بكثير ، فكما أن الإنسان يفعل في وقت السكر من النبيذ ما لا يعقل به ولا يذكره إذا صحا ، ويندم عليه إذا حدث به ، ويستحيي منه ، كذلك يحدث له في وقت [السكر من] الغيظ بل أشد ، فإذا ابتدأ بك الغضب ، فضع في نفسك أن تؤخر العقوبة إلى غد ، واثقا بأن ما تريد أن تعمله في الوقت لا يفوتك عمله ، فإنك إذا بت ليلتك سكنت فورة غضبك ، وقد قيل: أصح ما يكون الإنسان رأيا إذا استدبر ليله واستقبل نهاره . فإذا صحوت من غضبك فتأمل الأمر الذي أغضبك ، وقدم أمر الله عز وجل أولا ، والخوف منه ، وترك التعرض لسخطه ، واشف غيظك بما لا يؤثمك ، فقد قيل: "ما شفى غيظه من أثم" واذكر قدرة الله عليك ، فإنك تحتاج إلى رحمته وإلى أخذه بيدك في أوقات شدائدك ، فكما تحب أن يغفر لك ، كذلك غيرك يحب أن تعفو عنه ، واذكر أي ليلة بات المذنب قلقا لخوفه منك ، وما يتوقعه من عقوبتك ، واعرف مقدار ما يصل إليه من السرور بزوال الرعب عنه ، ومقدار الثواب الذي يحصل لك بذلك ، واذكر قوله تعالى: ( ألا تحبون أن يغفر الله لكم وإنما يشتد عليك ذلك مرتين أو ثلاثا ، ثم تصير عادة لك وخلقا [فيسهل] . فابتدأ بجكم فعمل بما قال له [وعمل بواسط وقت المجاعة دار ضيافة ، وببغداد مارستان ورفق بالرعية] إلا أن مدته لم تطل .
قال عبد السلام بن الحارث : جاء رجل من الصوفية إلى بجكم فوعظه وتكلم بالفارسية والعربية حتى أبكاه بكاء شديدا ، فلما ولى قال بجكم لبعض من حضره :
احمل معه ألف درهم . فحملت وأقبل بجكم على من بين يديه ، فقال: ما أظنه يقبلها وهذا متخرق بالعباده : أيش يعمل بالدراهم؟ فما كان بأسرع من أن جاء الغلام فارغ اليد فقال له بجكم : أعطيته إياها؟ قال: نعم . فقال بجكم: كلنا صيادون ولكن الشباك تختلف .
وخرج بجكم [يوما] يتصيد فلقي قوما من الأكراد مياسير فشره إلى أموالهم ، فقصدهم في عدد يسير من غلمانه مستهينا [بأمرهم] ، فهربوا من بين يديه وتفرقوا فدار غلام منهم من خلفه ، فطعنه بالرمح ، وهو لا يعرفه فقتله لسبع بقين من رجب هذه السنة ، وكانت إمارته سنتين وثمانية أشهر وتسعة أيام .
فركب المتقي إلى داره فنزلها ونقل ما كان فيها ، وحفر أساساتها ، فحصل به من ماله ما يزيد على ألفي ألف عينا وورقا ، وقيل للروزجارية: خذوا التراب أجرتكم . فأبوا ، فأعطوا ألفي درهم ، وغسل التراب فخرج منه ستة وثلاثون ألف درهم ، وقيل: ظهر له على ألف ألف وثلاثمائة ألف دينار عينا [وورقا] ، وبيع له من أصناف الأموال والرقيق والجواهر والكساء والمراكب والأواني والرقيق والخف والحافر والسلاح أمر عظيم ، سوى ما نهب وتلف ، ثم ظهر على مال عظيم في [داره]
سوى المال الأول مدفون ، فمن ذلك ستة عشر قمقما [ذهبا] يحمل القمقم في الدهق لثقله .
2433 - مروزي الأصل . جعفر بن أحمد بن محمد بن يحيى بن عبد الجبار ، أبو محمد القارئ المؤذن ،
سمع من جماعة ، وروى عنه ابن المظفر ، والدارقطني ، وقال: هو ثقة .
توفي في ربيع هذه السنة .
2434 - : الحسن بن علي بن خلف ، أبو محمد البربهاري
جمع العلم ، والزهد ، وصحب المروذي ، وسهلا التستري ، وتنزه عن ميراث أبيه لأمر كرهه ، وكان سبعين ألف درهم ، وكان شديدا على أهل البدع ، فما زالوا يثقلون قلب السلطان عليه ، وكان ينزل بباب محول ، وانتقل إلى الجانب الشرقي ، واستتر عند أخت توزون فبقي نحوا من شهر ، ثم أخذه قيام الدم فمات ، فقالت المرأة لخادمها:
انظر من يغسله ، وغلقت الأبواب حتى لا يعلم أحد ، وجاء الغاسل فغسله ، ووقف يصلي عليه وحده ، فاطلعت فإذا الدار ممتلئة رجالا بثياب بيض وخضر ، فاستدعت الخادم وقالت: ما الذي فعلت؟ فقال: يا سيدتي رأيت ما رأيت؟ قالت: نعم . قال: هذه مفاتيح الباب وهو مغلق . فقالت: ادفنوه في بيتي ، وإذا مت فادفنوني عنده ، فدفنوه في دارها ، وماتت بعده فدفنت هناك ، والمكان بقرب دار المملكة بالمخرم ، وكان عمره ستا وتسعين سنة [قال المصنف:] قال شيخنا أبو الحسن ابن الزاغوني:
وكشف عن قبره بعد سنين وهو صحيح لم يرم وظهرت من قبره روائح الطيب حتى ملأت مدينة السلام .
2435 - : الحسن بن إدريس بن محمد بن شاذان ، أبو القاسم القافلائي
حدث عن جماعة ، فروى عنه ابن حيويه والدارقطني . توفي في هذه السنة .
2436 - . الحسن بن محمد بن أحمد بن أبي الشوك ، أبو محمد الزيات
سمع هلال بن العلاء وغيره وروى عنه الدارقطني وابن شاهين وكان ثقة .
توفي في هذه السنة .
2437 - : عبد الله بن أحمد بن ثابت ، أبو القاسم البزاز
حدث عن حفص بن عمرو الربالي ، ويعقوب الدورقي ، روى عنه الدارقطني [وابن شاهين وكان صالحا ثقة ، توفي في رجب هذه السنة] .
2438 - : عبد الله بن طاهر بن حاتم ، أبو بكر الأبهري
صحب يوسف بن الحسين ، وكان من أقران الشبلي ، وأسند الحديث .
قال أبو عبد الرحمن السلمي : سمعت إسحاق بن محمد بن عبد الله يقول: سمعت أبا بكر بن طاهر يقول [وسئل] ما بال الإنسان يحتمل من معلمه ما لا يحتمله من أبويه؟ فقال: لأن أبويه سبب حياته الفانية ، ومعلمه سبب حياته الباقية .
2439 - مروزي الأصل : [عبد الله بن محمد بن إسحاق بن يزيد ، أبو القاسم ،
سمع سعدان بن نصر ، روى عنه الدارقطني ، وابن شاهين ، وكان ثقة .
وتوفي في رمضان هذه السنة] .
2440 - : عبيد الله بن موسى بن إسحاق بن موسى ، أبو الأسود الأنصاري الخطمي
حدث عن محمد بن سعد العوفي ، روى عنه ابن المظفر ، والدارقطني ، وكان ثقة ، وتوفي في هذه السنة] .
2441 -
يعرف: بابن أبي زكار : [عبد الملك بن يحيى بن الحسين ، أبو الحسين العطار الزعفراني ،
حدث عن علي بن داود القنطري ، روى عنه الدارقطني ، وكان ثقة .
وتوفي في محرم هذه السنة] .
2442 - : محمد الراضي بالله [أمير المؤمنين] بن المقتدر
توفي ليلة السبت لأربع عشرة ليلة بقيت من ربيع الآخر على خمس ساعات ماضية من الليل بعلة الاستسقاء ، وكان من أعظم آفاته كثرة الجماع ، وغسله القاضي يوسف بن عمر ، وكانت خلافته ست سنين ، وعشرة أشهر ، وعشرة أيام ، وعمره إحدى وثلاثين سنة وخمسة أشهر ، ودفن في تربته بالرصافة .
وكانت تربة عظيمة قد أنفقت عليها الأموال ، والآن فقد عمل عندها سور المحلة فلم يبق منها إلا أثر قريب ، ودفنت عنده أمه ظلوم .
2443 - : محمد بن أحمد بن أبي سهل ، واسمه: يزيد بن خالد ، أبو الحسين الحربي
حدث عن أبي العباس بن مسروق ، روى عنه أبو عبد الله بن بطة .
وتوفي في شعبان هذه السنة .
2444 - : محمد بن أيوب بن المعافى بن العباس ، أبو بكر العكبري
حدث عن إسماعيل بن إسحاق القاضي ، وإبراهيم الحربي ، روى عنه ابن بطة وغيره ، وكان ثقة صالحا زاهدا ، وكان ابن بطة يقول: ما رأيت أفضل من أبي بكر بن أيوب ، وتوفي في رمضان هذه السنة .
2445 - : محمد بن حمدويه بن سهل بن يزداد ، أبو نصر المروزي
روى عنه الدارقطني ، وكان ثقة ، وتوفي في هذه السنة ، وقيل: في سنة سبع وعشرين ، والأول أصح .
2446 - : يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول ، أبو بكر الأزرق التنوخي الكاتب
ولد بالأنبار سنة ثمان وثلاثين ومائتين ، وسمع جده إسحاق ، والزبير بن بكار ، والحسن بن عرفة ، وغيرهم . وكتب عنه كثيرا من اللغة والنحو والأخبار ، وكان أزرق العين ، متخشنا في دينه ، كثير الصدقة ، تصدق بنحو مائة ألف دينار ، وكان أمارا بالمعروف ، روى عنه ابن المظفر ، والدارقطني ، وابن شاهين ، وآخر من روى عنه أبو الحسين بن المتيم ، وكان ثقة .
وتوفي في ذي الحجة من هذه السنة ، ودفن في مقابر باب الكوفة ، وله اثنتان وتسعون سنة . وفي أيام الراضي توفي أبو بشر أخو متى بن يونس الحكيم الفيلسوف ، وله تصانيف في شرح كتب أرسطاطاليس .
وفيها في ذي الحجة ، مات بختيشوع بن يحيى الطبيب .
وفيها مات محمد بن عبيد الله البلعمي وزير السعيد نصر بن أحمد صاحب خراسان ، وكان من عقلاء الرجال ، وكان نصر قد صرفه عن وزارته سنة ست وعشرين وثلاثمائة ، وجعل مكانه محمد بن محمد الجيهاني .
وفيها توفي أبو بكر محمد بن المظفر بن محتاج ، ودفن بالصغانيان . وممن توفي فيها من الأعيان :
أحمد بن إبراهيم بن نومرد
الفقيه ، أحد أصحاب ابن سريج ، خرج من الحمام ، فسقط عليه ، فمات من فوره ، رحمه الله .