ذكر عدة حوادث .
في سنة ثمان وستين وأربعمائة ملك نصر بن محمود بن مرداس مدينة منبج وأخذها من الروم .
وفيها قدم سعد الدولة كوهرائين شحنة إلى بغداذ من عسكر السلطان ، ومعه العميد أبو نصر ناظرا في أعمال بغداذ .
وفيها وثب الجند بالبطيحة على أميرها أبي نصر بن الهيثم ، وخالفوا عليه ، فهرب منهم ، وخرج من ملكه والذخائر والأموال التي جمعها في المدة الطويلة ، ولم يصحبه من ذلك جميعه شيء ، وصار نزيلا على كوهرائين شحنة العراق .
وفيها انفجر البثوق بالفلوجة ، وانقطع الماء من النيل وغيره من تلك الأعمال من بلاد دبيس بن مزيد ، فجلا أهل البلاد ، ووقع الوباء فيهم ، ولم يزل كذلك إلى أن سده عميد الدولة بن جهير سنة اثنتين وسبعين [ وأربعمائة ] . قال ابن الجوزي : جاء جراد في شعبان بعدد الرمل والحصى فأكل الغلات وأكدى أكثر الناس وجاعوا فطحن الخروب بدقيق الدخن فأكلوه ، ووقع الوباء ثم منع الله الجراد من الفساد ، وكان يمر ولا يضر ، فرخصت الأسعار . قال : ووقع غلاء شديد بدمشق واستمر ثلاث سنين . وفرح الناس بذلك. وحج بالناس في هذه السنة مقطع الكوفة وهو الأمير ختلغ بن كنتكين التركي ويعرف بالطويل . وكان قد شرد خفاجة في البلاد وقهرهم ، ولم يصحب معه سوى ستة عشر تركيا ، فوصل سالما إلى مكة ، ولما نزل ببعض دورها كبسه بعض العبيد فقتل فيهم مقتلة عظيمة ، وهزمهم هزيمة شنيعة ، ثم إنما كان ينزل بعد ذلك بالزاهر قاله ابن الساعي في " تاريخه " وأعيدت الخطبة في ذي الحجة بمكة للعباسيين ، وقطعت خطبة المصريين ولله الحمد والمنة . وفي سنة ثمان خطب للمقتدي بدمشق، وأبطل الأذان بـ(حي على خير العمل) ،