الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            ذكر عدة حوادث .

            في سنة ثمان وستين وأربعمائة ملك نصر بن محمود بن مرداس مدينة منبج وأخذها من الروم .

            وفيها قدم سعد الدولة كوهرائين شحنة إلى بغداذ من عسكر السلطان ، ومعه العميد أبو نصر ناظرا في أعمال بغداذ .

            وفيها وثب الجند بالبطيحة على أميرها أبي نصر بن الهيثم ، وخالفوا عليه ، فهرب منهم ، وخرج من ملكه والذخائر والأموال التي جمعها في المدة الطويلة ، ولم يصحبه من ذلك جميعه شيء ، وصار نزيلا على كوهرائين شحنة العراق .

            وفيها انفجر البثوق بالفلوجة ، وانقطع الماء من النيل وغيره من تلك الأعمال من بلاد دبيس بن مزيد ، فجلا أهل البلاد ، ووقع الوباء فيهم ، ولم يزل كذلك إلى أن سده عميد الدولة بن جهير سنة اثنتين وسبعين [ وأربعمائة ] . قال ابن الجوزي : جاء جراد في شعبان بعدد الرمل والحصى فأكل الغلات وأكدى أكثر الناس وجاعوا فطحن الخروب بدقيق الدخن فأكلوه ، ووقع الوباء ثم منع الله الجراد من الفساد ، وكان يمر ولا يضر ، فرخصت الأسعار . قال : ووقع غلاء شديد بدمشق واستمر ثلاث سنين . وفي سنة ثمان خطب للمقتدي بدمشق، وأبطل الأذان بـ(حي على خير العمل) ،  وفرح الناس بذلك. وحج بالناس في هذه السنة مقطع الكوفة وهو الأمير ختلغ بن كنتكين التركي ويعرف بالطويل . وكان قد شرد خفاجة في البلاد وقهرهم ، ولم يصحب معه سوى ستة عشر تركيا ، فوصل سالما إلى مكة ، ولما نزل ببعض دورها كبسه بعض العبيد فقتل فيهم مقتلة عظيمة ، وهزمهم هزيمة شنيعة ، ثم إنما كان ينزل بعد ذلك بالزاهر قاله ابن الساعي في " تاريخه " وأعيدت الخطبة في ذي الحجة بمكة للعباسيين ، وقطعت خطبة المصريين ولله الحمد والمنة .

            التالي السابق


            الخدمات العلمية