الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            وفي أواخر ربيع الآخر قدم الشيخ ناصر الدين عبد الرحمن المقدسي من القاهرة على وكالة بيت المال ونظر الأوقاف ونظر الخاص ، ومعه تقاليد وخلع ، فتردد الناس إلى بابه ، وتكلم في الأمور ، وآذى كثيرا من الناس ، وكانت ولايته بسفارة الأمير علم الدين الشجاعي المتكلم في الديار المصرية ، توسل إليه بالشيخ شمس الدين الأيكي وبابن الوجيه الكاتب ، وكانا عنده لهما صورة ، وقد طلب جماعة من أعيان الدماشقة في أول هذه السنة إلى الديار المصرية ، فطولبوا بأموال كثيرة ، فدافع بعضهم بعضا ، وهذا مما يخفف عقوبته من ظلمهم ، وإلا فلو صبروا لعوجل الظالم بالعقوبة ، ولزال عنهم ما يكرهون سريعا . ولما قدم ابن المقدسي إلى دمشق كان يحكم بتربة أم الصالح والناس يترددون إليه ويخافون شره ، وقد استجد باشورة بباب الفراديس ومساطب باب الساعات للشهود ، وجدد باب الجابية الشمالي ورفعه وكان متواطئا ، وأصلح الجسر الذي تحته ، وكذلك أصلح جسر باب الفراديس تحت السويقة التي جددها عليه من الجانبين . وهذا من أحسن ما عمله ابن المقدسي ، وقد كان مع ذلك كثير الأذية للناس ظلوما غشوما ، ويفتح على الناس أبوابا من الظلم لا حاجة إليها .

            التالي السابق


            الخدمات العلمية