وكذب الذين من قبلهم وما بلغوا معشار ما آتيناهم فكذبوا رسلي فكيف كان نكير   
45 - وكذب الذين من قبلهم  ؛ أي: كذب الذين تقدموهم من الأمم الماضية؛ والقرون الخالية الرسل؛ كما كذبوا؛ وما بلغوا معشار ما آتيناهم  ؛ أي: وما بلغ أهل مكة  عشر ما أوتي الأولون من طول الأعمار؛ وقوة الأجرام؛ وكثرة الأموال؛ والأولاد؛ فكذبوا رسلي فكيف كان نكير  ؛ للمكذبين الأولين؛ فليحذروا من مثله؛ وبالياء في الوصل والوقف؛  "يعقوب"؛  أي: فحين كذبوا رسلهم جاءهم إنكاري بالتدمير والاستئصال؛ ولم يغن عنهم استظهارهم بما هم مستظهرون؛ فما بال هؤلاء؟! وإنما قال: "فكذبوا"؛ وهو مستغنى عنه بقوله: وكذب الذين من قبلهم  لأنه لما كان معنى قوله: وكذب  [ ص: 70 ] الذين من قبلهم   "وفعل الذين من قبلهم التكذيب؛ وأقدموا عليه"؛ جعل تكذيب الرسل مسببا عنه؛ وهو كقول القائل: "أقدم فلان على الكفر؛ فكفر بمحمد   - صلى الله عليه وسلم . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					