الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء فلا تذهب نفسك عليهم حسرات إن الله عليم بما يصنعون

                                                                                                                                                                                                                                      8 - أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا ؛ بتزيين الشيطان؛ كمن لم يزين له؛ فكأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا"؛ فقال: فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء فلا تذهب نفسك عليهم حسرات ؛ وذكر الزجاج أن المعنى: أفمن زين له سوء عمله ذهبت نفسك عليه حسرة"؛ فحذف الجواب لدلالة "فلا تذهب نفسك"؛ عليه؛ أو "أفمن زين له سوء عمله كمن هداه الله؛ فحذف لدلالة فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء عليه؛ "فلا تذهب نفسك"؛ يريد أي: لا تهلكها حسرات؛ مفعول له؛ يعني: "فلا تهلك نفسك للحسرات"؛ و"عليهم"؛ صلة "تذهب"؛ كما تقول: "هلك عليه حبا"؛ و"مات عليه حزنا"؛ ولا يجوز أن يتعلق بـ "حسرات"؛ لأن المصدر لا تتقدم عليه صلته؛ إن الله عليم بما يصنعون ؛ وعيد لهم بالعقاب على سوء صنيعهم .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية