الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      أومن ينشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين

                                                                                                                                                                                                                                      18 - "أومن ينشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين"؛ أي: أويجعل للرحمن من الولد من هذه الصفة المذمومة صفته؛ وهو أنه ينشأ في الحلية؛ أي: "يتربى"؛ في الزينة؛ والنعمة؛ وهو إذا احتاج إلى مجاثاة الخصوم ومجاراة الرجال كان غير مبين؛ ليس عنده بيان؛ ولا يأتي ببرهان؛ وذلك لضعف عقولهن؛ قال مقاتل: "لا تتكلم المرأة إلا وتأتي بالحجة عليها"؛ وفيه أنه جعل النشأة في الزينة من المعايب؛ فعلى الرجل أن يجتنب ذلك؛ ويتزين بلباس التقوى؛ و"من"؛ منصوب المحل؛ والمعنى: "أوجعلوا من ينشأ في الحلية - يعني البنات - لله - عز وجل - ؟!"؛ "ينشأ"؛ "حمزة وعلي وحفص"؛ أي: "يربى"؛ قد جمعوا في كفرة ثلاث كفرات؛ وذلك أنهم نسبوا إلى الله الولد؛ ونسبوا إليه أخس النوعين؛ وجعلوه من الملائكة المكرمين؛ فاستخفوا بهم .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية