إنا أنـزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين   فيها يفرق كل أمر حكيم   
4 - إنا أنـزلناه في ليلة مباركة  ؛ أي: ليلة القدر؛ أو ليلة النصف من "شعبان"؛ وقيل: بينها وبين ليلة القدر أربعون ليلة؛ والجمهور على الأول؛ لقوله: إنا أنـزلناه في ليلة القدر  ؛ وقوله: شهر رمضان الذي أنـزل فيه القرآن  ؛ وليلة القدر - في أكثر الأقاويل - في شهر رمضان؛ ثم قالوا: أنزله جملة من اللوح المحفوظ؛ إلى السماء الدنيا؛ ثم نزل به جبريل في وقت وقوع الحاجة إلى نبيه - صلى الله عليه وسلم -؛ وقيل: ابتداء نزوله في ليلة القدر؛ و"المباركة": الكثيرة الخير؛ لما ينزل فيها من الخير والبركة؛ ويستجاب من الدعاء؛ ولو لم يوجد فيها  [ ص: 287 ] إلا إنزال القرآن وحده لكفى به بركة؛ إنا كنا منذرين  فيها يفرق كل أمر  ؛ هما جملتان مستأنفتان؛ ملفوفتان؛ فسر بهما جواب القسم؛ كأنه قيل: "أنزلناه لأن من شأننا الإنذار والتحذير من العقاب؛ وكان إنزالنا إياه في هذه الليلة خصوصا لأن إنزال القرآن من الأمور الحكيمة؛ وهذه الليلة مفرق كل أمر حكيم"؛ ومعنى "يفرق": يفصل؛ ويكتب كل أمر؛ من أرزاق العباد؛ وآجالهم؛ وجميع أمورهم؛ من هذه الليلة إلى ليلة القدر التي تجيء في السنة المقبلة؛ حكيم  ؛ ذي حكمة؛ أي: مفعول على ما تقتضيه الحكمة؛ وهو من الإسناد المجازي؛ لأن الحكم صفة صاحب الأمر على الحقيقة؛ ووصف الأمر به مجازا . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					