الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      فشاربون شرب الهيم

                                                                                                                                                                                                                                      55 - فشاربون شرب ؛ بضم الشين؛ "مدني وعاصم وحمزة وسهل "؛ وبفتح الشين غيرهم؛ وهما مصدران؛ الهيم ؛ هي إبل عطاش لا تروى؛ جمع "أهيم"؛ و"هيماء"؛ والمعنى أنه يسلط عليهم من الجوع ما يضطرهم إلى أكل الزقوم؛ الذي هو كالمهل؛ فإذا ملؤوا منه البطون؛ سلط عليهم من العطش ما يضطرهم إلى شرب الحميم؛ الذي يقطع أمعاءهم؛ فيشربونه شرب الهيم؛ وإنما صح عطف الشاربين على الشاربين؛ وهما لذوات متفقة؛ وصفتان متفقتان؛ لأن كونهم شاربين للحميم على ما هو عليه من تناهي الحرارة؛ وقطع الأمعاء؛ أمر عجيب؛ وشربهم له على ذلك كما يشرب الهيم الماء أمر عجيب أيضا؛ فكانتا صفتين مختلفتين .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية